تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : العلم يرد على المُدّعين.. وحدهم عُمال مصر "كلمة سر" بناء الأهرامات
source icon

سبوت

.

العلم يرد على المُدّعين.. وحدهم عُمال مصر "كلمة سر" بناء الأهرامات

كتب:ياسر علي

منذ توصّل العالم الفرنسي، فرانسوا شمبليون، لفك رموز اللغة المصرية القديمة المنقوشة على حجر رشيد، وحضارتنا محط أنظار واهتمام العالم، تقديرًا واحترامًا لعظمة وبراعة الأجداد؛ الأمر الذي لم يستسيغه الحاقدون، ومن هنا بدأت حملة ممنهجة، ردد خلالها عابري السبيل التاريخي، ومقطوعي الجذور والأصول الحضارية، أكاذيب حول بناء تلك الحضارة مُدّعين أنهم أصحاب الفضل في قيامها.

كان أبرز الأكاذيب ما نسجه أعداء مصر حول بناء الأهرامات، ومُدّعين أنها قامت على السُخرة والعبودية وأنهم كانوا هم العبيد أصحاب الفضل في تشييد هذا الصرح العظيم، وهو ما كذّبته جميع الوثائق والمراجع والدراسات العلمية الحديثة، التي قالت بأن بناء الهرم الأكبر كان مشروعًا قوميًا للدولة المصرية، وأن العُمال بناة الأهرامات، كانوا من أبناء مصر المهرة المُخلصين، الذين أتموا المشروع كموظفين وعمال في الدولة، وتقاضوا رواتبهم، ولقوا أفضل مُعاملة وتقدير نظرًا لأهميتهم وأهمية المشروع العملاق الذي يقومون ببنائه.

عالم المصريات الكبير الدكتور زاهي حواس، أحد أبرز العلماء المُتخصصين في دراسة ومسح الأهرامات، قال في كتابه "بناة الأهرام"، لقد تمكنت من تسجيل ما يدل على وجود منطقة سكنية أسفل منازل نزلة السمان والقرى المجاورة لها، وعثرت على ما يدل على وجود تجمع سكاني في هذه المواقع، كما عثرن على بقايا عظام حيوانية مستأنسة كالأبقار والأغنام.

وأضاف "حواس"، هذه المنطقة كانت بها قريتان إحداهما للعمال الفنانين الذين دفنوا بالجبانة العليا والأخرى للعمال الذين نقلوا الأحجار ودفنوا بالجبانة السفلي، أما المنطقة التي كان يُجفف فيها السمك - وهو من نفس نوع الفسيخ الموجود حاليًا - فقط كان يُخزّن بها هذا النوع من الأسماك؛ لكي يفي باحتياجات العمال من الأكل اليومي، وكان السمك يصل إلى منطقة الأهرام طازجًا، وبعد ذلك يقوم العمال بتجفيفه وتخزينه.

وواصل حواس، "أعتقد أن نظام الإدارة والإشراف على العمال يعتبر - في نظري - أهم من بناء الهرم نفسه؛ لأن لنا أن نتصور كيف استطاع المصري القديم تنظيم عملية حضور العمال من صعيد ودلتا مصر وتسكينهم بمنطقة الهرم والإشراف على سكنهم وأكلهم وشربهم، وأيضا تنظيم قيامهم صباحًا مع شروق الشمس وعودتهم في الغروب، والإشراف على العمال الذين يقطعون الأحجار والذين ينقلونها، وتنظيم الإشراف على جوانب الهرم - حيث كان يوجد مشرف لكل جانب من جوانبه وهو المسئول عن عدد مقرر من العمال، وهذه في رأيي هي المعجزة الحقيقية "معجزة إدارة بناة الأهرام".

حديث الدكتور زاهي، عن نوعية أطعمة العمال بناة الأهرامات تشير إلى قيمتهم ومكانتهم لدى الدولة، فالأسماك ولحوم الأبقار كانت طعام الطبقات العليا في المجتمع. أما مساكن العمال فيقول عنها الباحث محمد أمين حجازي، في بحثه بعنوان "منازل عمال الأهرامات في الدولة القديمة"، "إن المدينة العمالية الخاصة ببناء الأهرامات أول مدينة عمالية في التاريخ تبنى بطريقة الإسكان الجاهز - سابق التجهيز- إذ تم توحيد نماذج تصميم المساكن لمختلف طبقات العمال والفنيين بتوحيد الأبعاد القياسية والأبواب والشبابيك والأسقف ليسهل تركيبها وفكها، وبعد انتهاء بناء الهرم كانت تُقدم هدية للعمال من أجل تركيبها لهم في قراهم، وهو ما وصفه مؤرخو عصر الأهرام بنهضة تعمير القرى.

وأضاف حجازي، كان هناك منشآت للقوى العاملة الدورية التي تأتي من الأرياف الواقعة في الناحية الشرقية للنيل، وثكنات أخرى للعمال الدائمين والحرفيين وأسرهم، وكانت تقع في الجهة الغربية، وثكنات للمجندين وإسكان عائلي للضباط، وربما كان هناك مخيم واحد لعمال المجموعات الهرمية الخاصة بخوفو، وخفرع، ومنكاورع؛ لأن معظم العمال جاؤوا من القرى القريبة للأهرامات؛ أي أن هذا المخيم كان مجهزًا للعمال الذين أتوا من أماكن بعيدة عن الأهرامات، أما القريبين من الأهرامات كان بعضهم يعودون إلى منازلهم بعد انتهاء يوم العمل، وربما كان هذا المخيم يقع في جنوب شرق أبو الهول. وبنيت المنازل في مخيمات العمال ذات الأسطح المصنوعة من العوارض الخشبية في عهد خوفو، واستمر استخدامه في عهد خفرع ومنكاورع، وبعد ذلك تم استخدام المخيمات والقرى للطقوس الجنائزية.

نتائج الدراسات والأبحاث العلمية، تؤكد أن ملوك مصر العظماء، اعتمدوا طوال التاريخ المصري على الأيدي العاملة المصرية والصُناع المهرة، ولم يكن هناك تخطيط أو تنفيذ أو إشراف غير مصري على أي من المشاريع القومية المصرية على طول التاريخ المصري الممتد، وأن هذه الحضارة العظيمة بُنيت بسواعد وعقول مصرية خالصة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية