تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : العلاج بركوب الخيل.. تقنيات حديثة للتأهيل الحركي
source icon

سبوت

.

العلاج بركوب الخيل.. تقنيات حديثة للتأهيل الحركي 

كتب:إيمان طعيمة 

إعادة التأهيل الحركي هو رحلة تُعيد للأفراد قدرتهم على الحركة والاعتماد على أنفسهم بعد أن تعثرت حياتهم بسبب إصابات أو إعاقات حركية، ووسط تقنيات متعددة ووسائل علاجية متنوعة، يبرز العلاج بركوب الخيل كوسيلة فعالة وفريدة تحمل معها الأمل والبسمة للمحتاجين.

علاج قديم بروح عصرية

يقول الدكتور أيمن محسن، أخصائي تأهيل حركي، أن العلاج بركوب الخيل ليس مجرد فكرة مستحدثة، بل هو امتداد لممارسات تعود جذورها إلى عصور الفراعنة، حيث استخدم الخيل كجزء من عملية العلاج البدني والنفسي. 

وتشير بعض الدراسات إلى أن أبقراط، المعروف بـ"أبو الطب"، كان من أوائل الذين استخدموا الخيل في علاج مرضاه النفسيين، واليوم يثبت العلم الحديث أن ركوب الخيل يعتبر وسيلة فعالة لتحفيز الجهاز العصبي وتحسين الأداء الحركي، خاصة لدى الأطفال المصابين بحالات مثل الشلل الدماغي والتوحد والتأخر الذهني والحركي، بالإضافة إلى أولئك الذين يعانون من أمراض المناعة التي تؤثر على الحركة.

كيف يعمل العلاج بركوب الخيل؟

ويوضح د. أيمن أن آلية العلاج بركوب الخيل تعتمد على تحفيز الدماغ لإرسال إشارات عصبية إلى العضلات من خلال التمارين الحركية أثناء الركوب، هذه الإشارات تعيد برمجة الجهاز العصبي لتقوية العضلات وتحسين التنسيق بين الحركات المختلفة. إلى جانب ذلك، فإن التفاعل مع الخيل يعمل على تعزيز الثقة بالنفس وتهدئة الأعصاب، مما يحسن الحالة النفسية بشكل كبير ويساهم في خلق بيئة علاجية شاملة تعالج العقل والجسد معاً.

وفي بداية العلاج، يتم تقييم حالة المريض بعناية لتحديد احتياجاته وعدد الجلسات المطلوبة، ثم تبدأ الجلسات بجلسة تعريفية تهدف إلى بناء علاقة ودية بين المريض والخيل، وهي خطوة أساسية لتعزيز الراحة النفسية وتحقيق تفاعل إيجابي خلال الجلسات العلاجية التالية.

التعامل خلال الجلسات 

وتعتمد جلسات العلاج بركوب الخيل على نهج مدروس يبدأ بطريقة تدريجية، حيث يُسمح له بلمس الخيل والتفاعل معه لتعزيز الشعور بالأمان، بعدها يتم توجيه المريض للجلوس على ظهر الخيل تحت إشراف مباشر من الطبيب المختص وفريق مدرب، حيث يُستخدم الحصان بحركاته الطبيعية لنقل إشارات حركية للجسم.

وخلال الجلسات، يتم تنفيذ تمارين مخصصة لتحفيز التوازن وتقوية العضلات، مثل تغيير وضعية الجلوس على الخيل أو تحريك اليدين في اتجاهات معينة. 

ويراعي في كل خطوة احتياجات المريض وقدراته، مع تقديم الدعم البدني والنفسي له، كما تستخدم أدوات أمان مثل الأحزمة الواقية والخوذ لضمان حماية المريض، هذا التفاعل المباشر مع الخيل يخلق بيئة علاجية مميزة تسهم في تحسين الحالة الحركية والنفسية في آن واحد.

نتائج مبهرة 

ويشير إلى أن العلاج بركوب الخيل يُغير حياة المرضى بشكل ملموس، وقد شهد هذا المجال قصص نجاح ملهمة، فهناك أطفال تمكنوا من اتخاذ أولى خطواتهم بعد سنوات من الاعتماد الكامل على الكراسي المتحركة، ومرضى استعادوا قدرتهم على المشي بعد حوادث مؤلمة أعاقت حياتهم.

والتأثير يمتد أيضاً إلى تحسين المهارات الاجتماعية؛ فالطفل الذي كان يعاني من العزلة نتيجة التوحد أصبح أكثر انفتاحاً على التفاعل مع الآخرين، بينما الأطفال الذين يعانون من التأخر الحركي أصبحوا أكثر توازناً وثقة بالنفس، وهناك حالات أخرى شهدت تحسناً ملحوظاً في الحالة النفسية، حيث وجد المرضى في التعامل مع الخيل مصدراً للطمأنينة والدعم العاطفي الذي يُسهم في تعافيهم بشكل أسرع.

وليس من المبالغة القول إن النتائج التي يحققها العلاج بركوب الخيل تفوق النتائج الوسائل العلاجية التقليدية، حيث يجمع هذا النوع من العلاج بين تحفيز الجهاز الحركي والنفسي في آن واحد، مما يسرع من عملية التأهيل ويجعلها أكثر فعالية.

العلاقة بين الطبيب والخيل

ويعتمد نجاح العلاج بركوب الخيل بشكل كبير على العلاقة بين الطبيب والخيل، فالخيل ليس مجرد أداة في العلاج، بل هو شريك أساسي يحتاج إلى تواصل وثقة متبادلة مع الطبيب لضمان تحقيق النتائج المرجوة، هذه العلاقة الخاصة تمنح المريض إحساساً بالأمان وتساعده على التأقلم سريعاً مع التمارين الحركية المختلفة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية