تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الشاي أحد أشهر المشروبات في العالم، ومهما تنوعت ألوانه بين الأسود والأحمر والأخضر، وحتى الأبيض، أو تنوعت طرق تقديمه، يظل أكثر المشروبات استهلاكاً بعد المياه في العالم.
ولأهمية هذا المشروب الذي اجتمع حوله العالم، بمختلف ثقافاته وأصوله، وحضاراته، فقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 2019 يوماً عالميا لـ"الشاي" يوافق يوم 21 مايو من كل عام، علي الرغم من أن الدول المنتجة له تحتفل به في 15 ديسمبر منذ عام 2005 مثل بنجلاديش، سريلانكا، نيبال، فيتنام، إندونيسيا، كينيا، ملاوي، ماليزيا، أوغندا، الهند وتنزانيا.
جذب الانتباه
ويهدف يوم الشاي العالمي إلى زيادة الوعي بالتاريخ الطويل والأهمية الثقافية والاقتصادية العميقة لهذا المشروب العبقري، الذي اجتمعت حوله معظم شعوب الأرض، وترويج وتعزيز الإجراءات الجماعية لتنفيذ الأنشطة لصالح الإنتاج والاستهلاك المستدامين للشاي وزيادة الوعي بأهميته في مكافحة الجوع والفقر، وجذب انتباه الحكومات والأفراد إلى التأثير العالمي لتجارة الشاي على العمال والمزارعين، و ربطه بالمطالبات بتقديم الدعم لسعره والتجارة العادلة.
و يُنسب الشاي إلى نوعٍ من أنواع نبتة "الكاميليا سينيسيس" أو "الكاميليا الصينية"، ويُعتقد أن استهلاكه بدأ "في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين"، ولا يُعرف على وجه التحديد الموقع الأول لنمو نبتة الشاي، ولكن هناك أدلة على أن استهلاك الشاي "بدأ في الصين قبل 5 آلاف عام".
أنواع وألوان
"وبجانب مذاقه اللذيذ وخصائصه المهدئة، يقدم الشاي أيضًا العديد من الفوائد الصحية، إذ تم استخدام أنواع معينة منه للأغراض الطبية قبل آلاف السنين"، بحسب د.عبد الرحمن محمود حراز خبير الأعشاب الطبية، الذ أوضح أيضا، أن هناك العديد من الأنواع للشاي، والتي تختلف فوائدها من نوع لآخر، فهناك الشاي الأخضر والماتشا وهو أحد أشهر أنواع الشاي في العالم، وهو معروف بطعمه الرقيق ولونه الأخضر النابض بالحياة.
ولكن إلى جانب نكهته اللذيذة، فإن الشاي الأخضر مليء أيضًا بمضادات الأكسدة القوية والمواد المغذية المفيدة للصحة بطرق مختلفة، كما أوضح أيضا د. عبد الرحمن، وواحدة من أبرز فوائده الصحية هي قدرته على تعزيز عملية التمثيل الغذائي والمساعدة في فقدان الوزن، نظرا للتركيز العالي لمادة "الكاتيكين"، وهو نوع من مضادات الأكسدة التي تساعد على حرق الدهون وتحسين أداء التمارين الرياضية.
الأسود والبابونج
أما الشاي الأسود، الأكثر شيوعا في العالم، والحديث مازال لخبير الأعشاب الطبية، فيُصنع من نفس نبات الشاي الأخضر ولكن يخضع لعملية أكسدة، ما يؤدي إلى نكهة أقوى ولون أغمق، موضحا أن الشاي الأسود غني أيضًا بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تحسن صحة القلب وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، كما يحتوي على الكافيين، الذي يمكن أن يمنحك دفعة من الطاقة، فضلا عن أنه يحسن صحة الأمعاء من خلال تعزيز نمو البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي.
أيضا هناك شاي البابونج، هو شاي عشبي مهدئ تم استخدامه لعدة قرون لتحسين نوعية النوم وتعزيز الاسترخاء، كما أوضح "د. حراز"، قبل أن يتابع، أنه مصنوع من الزهور المجففة لنبات البابونج وله نكهة زهرية حساسة، وإحدى فوائده الصحية الرئيسية، هي قدرته على تحسين النوم، إذ يحتوي على الأبيجينين، وهو أحد مضادات الأكسدة التي ترتبط بمستقبلات معينة في الدماغ، مما يعزز الاسترخاء ويقلل مستويات القلق، فضلا عن احتوائه على خصائص مضادة للالتهابات، مما يجعله مفيدًا لتقليل الألم والالتهابات الناجمة عن حالات مثل التهاب المفاصل.
شاي حار
أما شاي الزنجبيل هو شاي عشبي حار، فقد استُخدمت خصائصه الطبية لعدة قرون، ويصنع من جذر الزنجبيل الطازج، الذي يحتوي على مركبات ذات تأثيرات قوية مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، والحديث مازال لخبير الأعشاب الطبية د. عبد الرحمن، موضحا أن إحدى الفوائد الرئيسية لشاي الزنجبيل هي قدرته على تخفيف الغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات وآلام المعدة.
يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل الالتهاب والألم الناجم عن حالات مثل هشاشة العظام. ومن المعروف أيضًا أن شاي الزنجبيل يعزز جهاز المناعة ويمكن أن يساعد في الوقاية من الأمراض الشائعة ومكافحتها مثل البرد والإنفلونزا.
دور ثقافي
وإلى جانب أهميته الاقتصادية، فإنّ لمشروب الشاي دور ثقافي وتاريخي مهمّ في عديد من دول العالم، خصوصاً في بريطانيا حيثُ يخصّص لاحتسائه وقت محدّد في اليوم، بين الثالثة والخامسة من بعد الظهر، ولا يمكن التأكد من المعلومات التاريخية حول متى ظهرت هذه العادة، إلا أن إحدى الروايات تقول إنها ظهرت على يد آنا، دوقة بيدفورد السابعة، في عام 184.
وعادة ما يقدم مع وجبة غداء صغيرة من المعجنات والكعكات والسندويشات، وتبنت الطبقات العليا هذه الممارسة، وسرعان ما اكتسبت شعبية كمكان للتجمع الاجتماعي، وفي الفترة الراهنة، يُقدم شاي بعد الظهر بشكل متكرر مع الموسيقى الحية أو أشكال الترفيه الأخرى في الفنادق الفخمة ومقاهي الشاي.
بلد المنشأ
أما في الصين البلد التي نشأ فيه الشاي، فيبدو من المناسب أن نبدأ بعادات الشاي الصيني. سواء كان ذلك حفل زفاف، أو لقاء عائلي، أو احتفال بالعام الجديد، فإن الشاي هو العنصر الأساسي في التجمعات الاجتماعية الصينية.
ومن بين كل هذه الاحتفالات، يعد حفل شاي الزفاف هو الأكثر شهرة، حيث نشأ في عهد أسرة تانج، وتماشيا مع هذه العادة، سيكون للعروس والعريس شرف تقديم الشاي لعائلتيهما. يتم ذلك كوسيلة لإحياء ذكرى اتحاد الزوجين والترحيب رسميًا بالزوج.
مفهوم الكوداواري
أما في اليابان فهناك مقولة "السعي لتحقيق الكمال" هي ترجمة للمفهوم الياباني "كوداواري"، الذي يتغلغل في كل مجالات الحياة، ويشمل الشاي أيضاً.
ويعتبر شرب الشاي نشاطًا رائعًا في اليابان، إذ يجب التعامل معه على هذا النحو، وباستخدام مفهوم الكوداواري، يصنعون الشاي (عادةً الشاي الأخضر) مع التوازن المثالي بين الحلاوة والمرارة ويرتبون إعدادات الطاولة المثالية لاحتفالات الشاي الخاصة بهم.
وعندما يتعلق الأمر بالعادات، فإن اليابانيين يعتزون أيضًا بفكرة العيش المتأني، وعلى سبيل المثال، عادة ما تستغرق مراسم الشاي الرسمية أربع ساعات حتى تنتهي. ويتم أيضًا تقديم عشاء كايسيكي ريوري التقليدي متعدد الأطباق خلال هذه المناسبات الاحتفالية.
الشاي بحليب
ولا ننسى الهند وهي دولة ذات تركيز ثقافي قوي على الشاي، والمشروب الأكثر شيوعًا هناك هو الشاي بالحليب.
ويرجع شغف الهنود بالشاي، بحسب الكثير من المعلومات المتداولة، نتيجة لاستخدامها المكثف للأيورفيدا، وهو نظام طبي تقليدي شامل، ساعدت مزاياه في جعل الشاي شائعًا.
ويُباع الشاي على جوانب الطرق في الهند، وفي كثير من الأحيان يُباع الشاي الأسود المملوء بالتوابل مثل القرفة والزنجبيل واليانسون والفلفل وجوزة الطيب والحليب والقرنفل، ويعد مشروبًا شائعًا في المناسبات الرسمية وغير الرسمية أيضا، ففي العديد من المناطق، تتبع العروس الجديدة عادة صنع الشاي لأهل زوجها في صباح اليوم التالي للزفاف، وهو ما يشبه طقوس شاي الزفاف الصينية.
عمل خيري
وفي تركيا يقدم الشاي المُعد على طريقة أهلها عدة مرات في اليوم، ويُنظر إليه على أنه رمز للضيافة، فيُقدم للضيوف بشكل متكرر، كبادرة حسن نية وترحاب، ويمثل الشاي، عنصرا أساسيا في الثقافة التركية، و تُستخدم في تقديمه أكواب البورسلين
وكإحدى الطرق التقليدية لإظهار الأعمال الخيرية يُسكب الشاي من ارتفاع عالٍ، على الرغم من أنها أقل شيوعًا هذه الأيام، إلا أن بعض الأماكن لا تزال تمارس هذه الممارسة.
وأخيرا الطقوس الكورية حيث يعد حفل الشاي الكوري، أو "داري"، ويستند إلى التاريخ والعادات الكورية حيث يقدم في وعاء خزفي صغير يتم تسخينه على موقد فحم صغير، وهو الطريقة التقليدية لإعداد الشاي، فهو عنصر مهم في المناسبات الاجتماعية واجتماعات الشركات والطقوس الدينية، كثيرًا ما يقضي الناس ساعات معًا لتناول الشاي والدردشة كدليل على الصداقة والانسجام.
الإنتاج العالمي
ووفقا لمعلومات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تشير التقديرات إلى أنه يتم إنتاج أكثر من 6 ملايين طن من الشاي في جميع أنحاء العالم، وتتصدر الصين والهند وكينيا وسريلانكا الطريق كأكبر المنتجين.
من ناحية أخرى، يتوقع تقرير توقعات السوق الاستهلاكية الصادر عن " Statista " وهى شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين ،أنه بحلول عام 2025، من المتوقع أن يتجاوز استهلاك الشاي في العالم 7.4 مليار كيلوجرام.
فوائد الاعتدال
"ويتميز الشاي بفوائده الرائعة؛ لاحتوائه على نسبة عالية من البوليفينول، وهي مركبات مضادة للأكسدة مثل الكاتيكين، تكافح تلف خلايا الجسم الناتج عن الجذور الحرة، وبالتالي تقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسن من الصحة العامة، ويعد الشاي الأخضر والأبيض من أكثر أنواع الشاي فائدة لزيادة محتواهم من تلك المواد"، كما أكد د. محمد عيد أخصائي التغذية العلاجية.
ويعد شرب الشاي باعتدال عادة صحية آمنة، والحديث مازال للدكتور محمد، قبل أن يحذر: "إلا أن تناول ما يزيد عن 4 أكواب، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية" .
مخاطر الإفراط
وأوجز أخصائي التغذية العلاجية، مخاطر الإفراط في تناول الشاي، في تقليل امتصاص الحديد؛ إذ يحتوي الشاي على مركبات التانينات (بالإنجليزية: Tannins) التي ترتبط بالحديد الموجود في الطعام المتناول.
القلق والتوتر؛ ويعود ذلك لاحتواء الشاي على الكافيين، ويعد الشاي الأسود أكثر الأنواع احتواءً عليه، ولتجنب ذلك يمكن استبدال الشاي بشاي الأعشاب أو تقليل كمية الشاي المتناول في اليوم.
الأرق ومشاكل النوم؛ إذ يقلل الكافيين من إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يحفز الجسم على النوم؛ وبالتالي يؤدي إلى المعاناة من بعض المشاكل المرتبطة بالنوم مثل الإرهاق، وقلة التركيز.
آلام في المعدة.
حرقة المعدة أو زيادة أعراض ارتجاع المرئ؛ وذلك لإرخاء الكافيين الصمام الفاصل بين المريء والمعدة، بالإضافة إلى زيادة إنتاجه الحامض المعدي.
مضاعفات للمرأة الحامل مثل الإجهاض أو قلة وزن الطفل المولود، ومن الجدير بالذكر وجوب عدم تناول الحامل لشاي الأعشاب؛ لاحتوائه على أعشاب يمكن أن تسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة مثل عرق السوس.
المعاناة من الصداع، وينصح بتقليل كمية الشاي المتناولة، أو التوقف عن تناوله إلى أن تتحسن الأعراض.
الشعور بالدوار أو الدوخة، ولكنه يعد من الأعراض الجانبية الأقل حدوثاً.
الاعتماد على الكافيين.
ولأهمية هذا المشروب الذي اجتمع حوله العالم، بمختلف ثقافاته وأصوله، وحضاراته، فقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 2019 يوماً عالميا لـ"الشاي" يوافق يوم 21 مايو من كل عام، علي الرغم من أن الدول المنتجة له تحتفل به في 15 ديسمبر منذ عام 2005 مثل بنجلاديش، سريلانكا، نيبال، فيتنام، إندونيسيا، كينيا، ملاوي، ماليزيا، أوغندا، الهند وتنزانيا.
جذب الانتباه
ويهدف يوم الشاي العالمي إلى زيادة الوعي بالتاريخ الطويل والأهمية الثقافية والاقتصادية العميقة لهذا المشروب العبقري، الذي اجتمعت حوله معظم شعوب الأرض، وترويج وتعزيز الإجراءات الجماعية لتنفيذ الأنشطة لصالح الإنتاج والاستهلاك المستدامين للشاي وزيادة الوعي بأهميته في مكافحة الجوع والفقر، وجذب انتباه الحكومات والأفراد إلى التأثير العالمي لتجارة الشاي على العمال والمزارعين، و ربطه بالمطالبات بتقديم الدعم لسعره والتجارة العادلة.
و يُنسب الشاي إلى نوعٍ من أنواع نبتة "الكاميليا سينيسيس" أو "الكاميليا الصينية"، ويُعتقد أن استهلاكه بدأ "في شمال شرق الهند وشمال ميانمار وجنوب غرب الصين"، ولا يُعرف على وجه التحديد الموقع الأول لنمو نبتة الشاي، ولكن هناك أدلة على أن استهلاك الشاي "بدأ في الصين قبل 5 آلاف عام".
أنواع وألوان
"وبجانب مذاقه اللذيذ وخصائصه المهدئة، يقدم الشاي أيضًا العديد من الفوائد الصحية، إذ تم استخدام أنواع معينة منه للأغراض الطبية قبل آلاف السنين"، بحسب د.عبد الرحمن محمود حراز خبير الأعشاب الطبية، الذ أوضح أيضا، أن هناك العديد من الأنواع للشاي، والتي تختلف فوائدها من نوع لآخر، فهناك الشاي الأخضر والماتشا وهو أحد أشهر أنواع الشاي في العالم، وهو معروف بطعمه الرقيق ولونه الأخضر النابض بالحياة.
ولكن إلى جانب نكهته اللذيذة، فإن الشاي الأخضر مليء أيضًا بمضادات الأكسدة القوية والمواد المغذية المفيدة للصحة بطرق مختلفة، كما أوضح أيضا د. عبد الرحمن، وواحدة من أبرز فوائده الصحية هي قدرته على تعزيز عملية التمثيل الغذائي والمساعدة في فقدان الوزن، نظرا للتركيز العالي لمادة "الكاتيكين"، وهو نوع من مضادات الأكسدة التي تساعد على حرق الدهون وتحسين أداء التمارين الرياضية.
الأسود والبابونج
أما الشاي الأسود، الأكثر شيوعا في العالم، والحديث مازال لخبير الأعشاب الطبية، فيُصنع من نفس نبات الشاي الأخضر ولكن يخضع لعملية أكسدة، ما يؤدي إلى نكهة أقوى ولون أغمق، موضحا أن الشاي الأسود غني أيضًا بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تحسن صحة القلب وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، كما يحتوي على الكافيين، الذي يمكن أن يمنحك دفعة من الطاقة، فضلا عن أنه يحسن صحة الأمعاء من خلال تعزيز نمو البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي.
أيضا هناك شاي البابونج، هو شاي عشبي مهدئ تم استخدامه لعدة قرون لتحسين نوعية النوم وتعزيز الاسترخاء، كما أوضح "د. حراز"، قبل أن يتابع، أنه مصنوع من الزهور المجففة لنبات البابونج وله نكهة زهرية حساسة، وإحدى فوائده الصحية الرئيسية، هي قدرته على تحسين النوم، إذ يحتوي على الأبيجينين، وهو أحد مضادات الأكسدة التي ترتبط بمستقبلات معينة في الدماغ، مما يعزز الاسترخاء ويقلل مستويات القلق، فضلا عن احتوائه على خصائص مضادة للالتهابات، مما يجعله مفيدًا لتقليل الألم والالتهابات الناجمة عن حالات مثل التهاب المفاصل.
شاي حار
أما شاي الزنجبيل هو شاي عشبي حار، فقد استُخدمت خصائصه الطبية لعدة قرون، ويصنع من جذر الزنجبيل الطازج، الذي يحتوي على مركبات ذات تأثيرات قوية مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، والحديث مازال لخبير الأعشاب الطبية د. عبد الرحمن، موضحا أن إحدى الفوائد الرئيسية لشاي الزنجبيل هي قدرته على تخفيف الغثيان ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات وآلام المعدة.
يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل الالتهاب والألم الناجم عن حالات مثل هشاشة العظام. ومن المعروف أيضًا أن شاي الزنجبيل يعزز جهاز المناعة ويمكن أن يساعد في الوقاية من الأمراض الشائعة ومكافحتها مثل البرد والإنفلونزا.
دور ثقافي
وإلى جانب أهميته الاقتصادية، فإنّ لمشروب الشاي دور ثقافي وتاريخي مهمّ في عديد من دول العالم، خصوصاً في بريطانيا حيثُ يخصّص لاحتسائه وقت محدّد في اليوم، بين الثالثة والخامسة من بعد الظهر، ولا يمكن التأكد من المعلومات التاريخية حول متى ظهرت هذه العادة، إلا أن إحدى الروايات تقول إنها ظهرت على يد آنا، دوقة بيدفورد السابعة، في عام 184.
وعادة ما يقدم مع وجبة غداء صغيرة من المعجنات والكعكات والسندويشات، وتبنت الطبقات العليا هذه الممارسة، وسرعان ما اكتسبت شعبية كمكان للتجمع الاجتماعي، وفي الفترة الراهنة، يُقدم شاي بعد الظهر بشكل متكرر مع الموسيقى الحية أو أشكال الترفيه الأخرى في الفنادق الفخمة ومقاهي الشاي.
بلد المنشأ
أما في الصين البلد التي نشأ فيه الشاي، فيبدو من المناسب أن نبدأ بعادات الشاي الصيني. سواء كان ذلك حفل زفاف، أو لقاء عائلي، أو احتفال بالعام الجديد، فإن الشاي هو العنصر الأساسي في التجمعات الاجتماعية الصينية.
ومن بين كل هذه الاحتفالات، يعد حفل شاي الزفاف هو الأكثر شهرة، حيث نشأ في عهد أسرة تانج، وتماشيا مع هذه العادة، سيكون للعروس والعريس شرف تقديم الشاي لعائلتيهما. يتم ذلك كوسيلة لإحياء ذكرى اتحاد الزوجين والترحيب رسميًا بالزوج.
مفهوم الكوداواري
أما في اليابان فهناك مقولة "السعي لتحقيق الكمال" هي ترجمة للمفهوم الياباني "كوداواري"، الذي يتغلغل في كل مجالات الحياة، ويشمل الشاي أيضاً.
ويعتبر شرب الشاي نشاطًا رائعًا في اليابان، إذ يجب التعامل معه على هذا النحو، وباستخدام مفهوم الكوداواري، يصنعون الشاي (عادةً الشاي الأخضر) مع التوازن المثالي بين الحلاوة والمرارة ويرتبون إعدادات الطاولة المثالية لاحتفالات الشاي الخاصة بهم.
وعندما يتعلق الأمر بالعادات، فإن اليابانيين يعتزون أيضًا بفكرة العيش المتأني، وعلى سبيل المثال، عادة ما تستغرق مراسم الشاي الرسمية أربع ساعات حتى تنتهي. ويتم أيضًا تقديم عشاء كايسيكي ريوري التقليدي متعدد الأطباق خلال هذه المناسبات الاحتفالية.
الشاي بحليب
ولا ننسى الهند وهي دولة ذات تركيز ثقافي قوي على الشاي، والمشروب الأكثر شيوعًا هناك هو الشاي بالحليب.
ويرجع شغف الهنود بالشاي، بحسب الكثير من المعلومات المتداولة، نتيجة لاستخدامها المكثف للأيورفيدا، وهو نظام طبي تقليدي شامل، ساعدت مزاياه في جعل الشاي شائعًا.
ويُباع الشاي على جوانب الطرق في الهند، وفي كثير من الأحيان يُباع الشاي الأسود المملوء بالتوابل مثل القرفة والزنجبيل واليانسون والفلفل وجوزة الطيب والحليب والقرنفل، ويعد مشروبًا شائعًا في المناسبات الرسمية وغير الرسمية أيضا، ففي العديد من المناطق، تتبع العروس الجديدة عادة صنع الشاي لأهل زوجها في صباح اليوم التالي للزفاف، وهو ما يشبه طقوس شاي الزفاف الصينية.
عمل خيري
وفي تركيا يقدم الشاي المُعد على طريقة أهلها عدة مرات في اليوم، ويُنظر إليه على أنه رمز للضيافة، فيُقدم للضيوف بشكل متكرر، كبادرة حسن نية وترحاب، ويمثل الشاي، عنصرا أساسيا في الثقافة التركية، و تُستخدم في تقديمه أكواب البورسلين
وكإحدى الطرق التقليدية لإظهار الأعمال الخيرية يُسكب الشاي من ارتفاع عالٍ، على الرغم من أنها أقل شيوعًا هذه الأيام، إلا أن بعض الأماكن لا تزال تمارس هذه الممارسة.
وأخيرا الطقوس الكورية حيث يعد حفل الشاي الكوري، أو "داري"، ويستند إلى التاريخ والعادات الكورية حيث يقدم في وعاء خزفي صغير يتم تسخينه على موقد فحم صغير، وهو الطريقة التقليدية لإعداد الشاي، فهو عنصر مهم في المناسبات الاجتماعية واجتماعات الشركات والطقوس الدينية، كثيرًا ما يقضي الناس ساعات معًا لتناول الشاي والدردشة كدليل على الصداقة والانسجام.
الإنتاج العالمي
ووفقا لمعلومات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تشير التقديرات إلى أنه يتم إنتاج أكثر من 6 ملايين طن من الشاي في جميع أنحاء العالم، وتتصدر الصين والهند وكينيا وسريلانكا الطريق كأكبر المنتجين.
من ناحية أخرى، يتوقع تقرير توقعات السوق الاستهلاكية الصادر عن " Statista " وهى شركة ألمانية متخصصة في بيانات السوق والمستهلكين ،أنه بحلول عام 2025، من المتوقع أن يتجاوز استهلاك الشاي في العالم 7.4 مليار كيلوجرام.
فوائد الاعتدال
"ويتميز الشاي بفوائده الرائعة؛ لاحتوائه على نسبة عالية من البوليفينول، وهي مركبات مضادة للأكسدة مثل الكاتيكين، تكافح تلف خلايا الجسم الناتج عن الجذور الحرة، وبالتالي تقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسن من الصحة العامة، ويعد الشاي الأخضر والأبيض من أكثر أنواع الشاي فائدة لزيادة محتواهم من تلك المواد"، كما أكد د. محمد عيد أخصائي التغذية العلاجية.
ويعد شرب الشاي باعتدال عادة صحية آمنة، والحديث مازال للدكتور محمد، قبل أن يحذر: "إلا أن تناول ما يزيد عن 4 أكواب، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية" .
مخاطر الإفراط
وأوجز أخصائي التغذية العلاجية، مخاطر الإفراط في تناول الشاي، في تقليل امتصاص الحديد؛ إذ يحتوي الشاي على مركبات التانينات (بالإنجليزية: Tannins) التي ترتبط بالحديد الموجود في الطعام المتناول.
القلق والتوتر؛ ويعود ذلك لاحتواء الشاي على الكافيين، ويعد الشاي الأسود أكثر الأنواع احتواءً عليه، ولتجنب ذلك يمكن استبدال الشاي بشاي الأعشاب أو تقليل كمية الشاي المتناول في اليوم.
الأرق ومشاكل النوم؛ إذ يقلل الكافيين من إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو هرمون يحفز الجسم على النوم؛ وبالتالي يؤدي إلى المعاناة من بعض المشاكل المرتبطة بالنوم مثل الإرهاق، وقلة التركيز.
آلام في المعدة.
حرقة المعدة أو زيادة أعراض ارتجاع المرئ؛ وذلك لإرخاء الكافيين الصمام الفاصل بين المريء والمعدة، بالإضافة إلى زيادة إنتاجه الحامض المعدي.
مضاعفات للمرأة الحامل مثل الإجهاض أو قلة وزن الطفل المولود، ومن الجدير بالذكر وجوب عدم تناول الحامل لشاي الأعشاب؛ لاحتوائه على أعشاب يمكن أن تسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة مثل عرق السوس.
المعاناة من الصداع، وينصح بتقليل كمية الشاي المتناولة، أو التوقف عن تناوله إلى أن تتحسن الأعراض.
الشعور بالدوار أو الدوخة، ولكنه يعد من الأعراض الجانبية الأقل حدوثاً.
الاعتماد على الكافيين.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية