تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "الطلاق الصامت" يدمر طفلك .. والهدايا والرومانسية سر السعادة
source icon

سبوت

.

"الطلاق الصامت" يدمر طفلك .. والهدايا والرومانسية سر السعادة

كتب:شيماء مكاوي

وضع مؤلم يعيش فيه الزوجان تحت سقف واحد، ولكن كل منهما يعيش في عالمه الخاص، يتبادلان نظرات باردة، ويفقدان القدرة على التواصل والتعبير عن مشاعرهما الحقيقية، هذا ما يسمى بـ "الطلاق الصامت"، حيث يعتبر هذا النوع من الطلاق أشد خطورة من الطلاق التقليدي، لأنه يدمر الروابط العاطفية تدريجياً دون أن يترك أي أثر واضح.

جدران الصمت
وعن أسباب "الطلاق الصامت" تحدثت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري نفسي وأسري، وقالت: إن فقدان الثقة المتبادلة هو أحد الأسباب الرئيسية للطلاق الصامت، فعندما تتزعزع الثقة بين الزوجين، يصبح التواصل صعباً للغاية، ويبدأ كل منهما في الشك في نوايا الآخر، مما يؤدي إلى بناء جدران من الصمت بينهما.

الفجوة بين الزوجين
عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة صحيحة وبناءة، يؤدي إلى تراكم المشاكل وعدم حلها، مما يزيد من الفجوة بين الزوجين، هذا ما أكدته د.ريهام، وأوضحت أنه عندما يصبح كل شريك مهتماً بمصالحه الشخصية فقط، ويتجاهل احتياجات ورغبات الشريك الآخر، فإن العلاقة الزوجية تتعرض للخطر.

كما إن الرغبة في السيطرة على الشريك الآخر، وعدم احترام رأيه، يؤديان إلى فقدان الثقة والحب بين الزوجين، كذلك قد يتجنب بعض الأزواج الصراع خوفاً من إلحاق الأذى بالطرف الآخر، ولكن هذا التجنب المستمر يؤدي إلى تراكم المشاعر السلبية، والتي تظهر في النهاية على شكل صمت.

مساعدة أسرية
وإذا كان الزوجان غير قادرين على حل مشاكلهما بمفردهما، يمكنهما طلب المساعدة من مستشار أسري، فالطلاق الصامت هو جرس إنذار يدل على وجود مشاكل عميقة في العلاقة الزوجية، وإذا تم تجاهل هذه المشاكل، فإنها ستؤدي إلى تدمير الزواج بالكامل.

تدمير الطفل
ومن جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز آدم، استشاري العلاج النفسي، أن الطلاق الصامت يترك آثارًا عميقة ومدمرة، خاصة على الأطفال، فبينما قد يبدو السطح هادئًا والمنزل مستقراً، إلا أن الصراع الداخلي والخوف المستمر الذي يعيشه الأطفال في بيئة كهذه، يترك ندوبًا نفسية قد تستمر معهم طويلًا.

ومن أبرز الآثار السلبية للطلاق الصامت على الأطفال، أن الطفل يشعر وكأنه وحيد في مواجهة هذا الصراع، حيث يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره ومخاوفه، مما يزيد من شعوره بالعزلة والوحدة، كما يعيش الطفل في حالة من القلق المستمر، خوفًا من تفاقم الوضع أو حدوث انفصال فعلي بين والديه.

ويؤثر التوتر والقلق على قدرة الطفل على التركيز في دراسته، مما يؤثر سلبًا على أدائه الأكاديمي، وقد يلجأ الطفل إلى سلوكيات عدوانية أو انطوائية كطريقة للتعبير عن مشاعره المكبوتة، لأنه يشعر بأن هناك خطأ ما فيه، وأن هذا الصراع هو بسببه، مما يؤدي إلى انخفاض ثقته بنفسه.

وقد يجد الطفل صعوبة في بناء علاقات صحية مع الآخرين في المستقبل، نتيجة لما عاشه في طفولته، وقد يخاف من الارتباط في المستقبل خوفًا من تكرار نفس التجربة المؤلمة.

التواصل الصريح
ونصح د. عبد العزيز بالتواصل الصريح مع الأطفال، حيث يجب على الأهل أن يتحدثوا مع أطفالهم بصراحة وشفافية عما يحدث، وأن يطمئنوا على مشاعرهم ومخاوفهم، ويجب عليهم أيضًا أن يوفروا لهم بيئة آمنة ومستقرة، يشعرون فيها بالحب والدعم، مع تجنب الصراعات والمشاجرات أمام الأطفال، حتى لا يشعروا بالمسئولية عما يحدث.

وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة منى شاكر، استشاري علاقات أسرية، أن الطلاق الصامت يمكن التغلب عليه والتخلص منه بسعي أحد الطرفين لذلك، حتى لا تتفاقم الفجوة فيما بينهما، ويمكن علاج هذا الوضع الصعب واستعادة التواصل والحميمية بين الزوجين. 

لغة الجسد
ويجب على الزوجين تحديد وقت ومكان هادئ للتحدث بصراحة وصدق عن مشاعرهما وأفكارهما دون مقاطعة أو اتهام، ويجب على كل طرف أن يستمع للآخر باهتمام كامل، دون إصدار أحكام مسبقة أو محاولة إصلاح الآخر، كما تلعب لغة الجسد دورا هاما في التواصل، لذا يجب على الزوجين الانتباه لإشارات جسد بعضهما البعض والتعبير عن مشاعرهما من خلالها.

الهدايا ورسائل الحب السر
كما يجب على الزوجين أن يوفيا بوعودهما لبعضهما البعض، حتى يشعرا بالأمان والاستقرار، وأكدت د. منى أنه يمكن للزوجين إدخال بعض الرومانسية في حياتهما، مثل كتابة رسائل حب، أو تقديم هدايا صغيرة، أو تنظيم أمسيات خاصة، ويجب أن يعملوا معًا كفريق واحد لتحسين علاقتهما، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لإصلاح العلاقة، لذا يجب على الزوجين أن يكونا صبورين ويستمرا في المحاولة.

الحل أو الانفصال
وأشارت د. منى أنه ليست كل العلاقات يمكن إنقاذها، فإذا كان الزوجين قد حاولوا ولكن لم تفلح كافة المحاولات، فقد يكون من الأفضل التفكير في الانفصال، كحل أخير لأن الطلاق الصامت يؤثر سلبا على كافة الأطراف داخل الأسرة، سواء الزوج أو الزوجة أو حتى الأطفال، لافتة إلى أن هناك من يعتقد أن الطلاق الصامت هو الحل الأكثر مثالية من الطلاق الفعلي خوفا على الأطفال، ولكن تأثير الطلاق الصامت على الطفل أضعاف تأثير الطلاق الفعلي.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية