تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يؤثر الصيام في شهر رمضان والساعة البيولوجية على بعضهما البعض بشكل متبادل، حيث يؤدي التغيير المفاجئ في مواعيد تناول الطعام والنوم إلى إعادة ضبط الإيقاع اليومي للجسم، تعمل الساعة البيولوجية، أو ما يُعرف بالإيقاع اليومي، كنظام داخلي يتحكم في العديد من العمليات الحيوية مثل النوم، إفراز الهرمونات، ودرجة حرارة الجسم. يعتمد هذا النظام بشكل رئيسي على التعرض للضوء الطبيعي وتوقيت الوجبات.
تأثير تغيير مواعيد الأكل على الساعة البيولوجية
أوضح الدكتور عبد الرحمن شمس، أخصائي التغذية، أن الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب في شهر رمضان يؤدي إلى تعديل أوقات الوجبات الرئيسية إلى فترة الليل، هذا التغيير في نمط الأكل يُعيد ضبط بعض العمليات الأيضية، مثل مستويات الجلوكوز في الدم وإفراز الأنسولين، مما يؤثر على الإيقاع البيولوجي العام، فعادةً ما يرتبط تناول الطعام نهارًا بتنظيم عمل الجهاز الهضمي ومستويات الطاقة، ولكن خلال رمضان، يتم استهلاك الطعام في ساعات المساء والليل، مما يُؤثر على عملية الهضم والتمثيل الغذائي.
دورة النوم والاستيقاظ
وأضاف د. شمس أن تغيير مواعيد الطعام والصلاة يؤدي إلى معاناة كثير من الصائمين من تغيرات في أنماط النوم، كما أن الاستيقاظ لتناول وجبة السحور ثم العودة للنوم، بالإضافة إلى تأخير موعد النوم بسبب العبادات أو الأنشطة الاجتماعية، قد يؤدي إلى قلة النوم المجزّأ أو اضطراب إيقاع النوم، ومع ذلك قد يُساعد الصيام بعض الأفراد في تحسين جودة النوم، خاصة إذا تم الالتزام بجدول نوم منتظم وتجنب تناول وجبات دسمة قبل النوم مباشرة.
إفراز الهرمونات
وأشار أخصائي التغذية إلى أن الصيام يلعب دورًا مهمًا في تنظيم إفراز بعض الهرمونات المرتبطة بالساعة البيولوجية، مثل "الميلاتونين"، المسئول عن تنظيم النوم، والذي يزداد إفرازه ليلاً، قد يُساعد الصيام في إعادة تنظيم إفراز هذا الهرمون، مما يُساهم في تحسين جودة النوم عند الالتزام بروتين منتظم.
كما أضاف أن "الكورتيزول"، المعروف بهرمون التوتر، يصل إلى أعلى مستوياته صباحًا لتنشيط الجسم، ويقلل الصيام من تقلبات هذا الهرمون، مما قد يُساعد في تقليل التوتر وتحسين التوازن الهرموني، بالإضافة إلى ذلك، فإن هرموني "اللبتين" و"الجريلين"، المسئولين عن الشعور بالشبع والجوع، يتم تنظيم مستوياتهما خلال الصيام، مما قد يُساعد في تقليل الشهية وتحسين التمثيل الغذائي.
العادات الصحية وتقليل الاضطرابات
ولتحقيق أقصى استفادة من الصيام مع تقليل الاضطرابات الناجمة عن تغيير الإيقاع البيولوجي، نصح د. شمس باتباع بعض العادات الصحية، مثل:
- تناول وجبة سحور متوازنة تحتوي على بروتينات وألياف لتعزيز الشبع والطاقة طوال اليوم.
- تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام عند الإفطار لتقليل الضغط على الجهاز الهضمي.
- الحفاظ على مواعيد نوم ثابتة قدر الإمكان، ومحاولة النوم مبكرًا بعد صلاة التراويح.
- التعرض لضوء الشمس صباحًا لتحفيز الساعة البيولوجية على إعادة ضبط الإيقاع الطبيعي.
الساعة البيولوجية
من جانبه، أوضح الدكتور عبد الباسط صالح، أستاذ طب وأبحاث النوم بجامعة المنصورة، أن الساعة البيولوجية ليست موجودة فقط في الدماغ، بل توجد ساعات بيولوجية فرعية داخل كل عضو من أعضاء الجسم، تعمل بتناغم مع الساعة البيولوجية المركزية الموجودة في الدماغ، والتي تُعرف باسم "النواة المتصالبة"، هذه النواة هي المسئولة عن ضبط وتنظيم عمل الساعات الفرعية، وفقًا لدراسة صادرة عن المركز الجامعي لطب النوم بجامعة الملك سعود.
وأضاف د. صالح أن الساعة البيولوجية تتحكم في جينات الليل والنهار، مما يؤثر على جميع وظائف الجسم، وليس فقط على عملية النوم والاستيقاظ، وأشار إلى أن أي اختلال في الساعة البيولوجية قد يؤدي إلى اضطرابات صحية عديدة.
تأثير رمضان على الساعة البيولوجية
وأكد د. صالح أن الصيام في حد ذاته لا يضر الساعة البيولوجية، ولكن العادات الخاطئة المرتبطة بشهر رمضان قد تؤثر سلبًا على وظائف الجسم، ومن هذه العادات:
- اضطراب مواعيد النوم وعدم الحصول على الراحة الكافية.
- الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار مما يؤدي إلى الإجهاد الهضمي.
- السهر لساعات متأخرة والنوم خلال النهار، مما يؤدي إلى اختلال الإيقاع الطبيعي للجسم.
مرضى السكر والقلب
وأوضح د. صالح أن تغيير مواعيد الوجبات في رمضان قد يؤدي إلى عدم تناغم بين الساعة البيولوجية الفرعية والمركزية، مما قد يتسبب في اضطرابات صحية خطيرة، خاصةً لمرضى القلب، السكري، والضغط، ومن أبرز هذه الاضطرابات:
- خلل في عملية الأيض مما يقلل من قدرة الجسم على حرق الدهون.
- ارتفاع معدل الجلوكوز في الدم بسبب اضطراب الأيض.
- زيادة مقاومة الجسم للأنسولين.
- ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
- زيادة الوزن بسبب قلة النشاط البدني.
نصائح للاستفادة القصوى من الصيام
للاستفادة القصوى من الصيام وتجنب الاضطرابات الصحية، ينصح د. عبد الباسط صالح باتباع بعض الإرشادات البسيطة التي تساعد في الحفاظ على توازن الساعة البيولوجية:
- تنظيم مواعيد الوجبات بحيث تكون وجبة السحور بين الساعة 2 إلى 3 ليلًا.
- تجنب النوم مباشرةً بعد السحور، حيث يسبب ذلك اضطرابات هضمية وتأثيرًا سلبيًا على الأيض.
- ممارسة نشاط بدني خفيف بعد السحور، مثل المشي أو أداء صلاة الفجر لتنشيط الجسم.
- تقسيم ساعات النوم على فترتين، مثل: النوم 3 ساعات من منتصف الليل حتى موعد السحور، والنوم 4 ساعات بعد صلاة الفجر حتى الساعة 8 صباحًا.
- أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار لاستعادة النشاط.
- تجنب الكسل والخمول والحرص على الحركة وممارسة بعض التمارين الخفيفة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية