تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الصيام الزائف.. حيلة ذكية لحرق الدهون وتجديد شباب الجسم
source icon

سبوت

.

الصيام الزائف.. حيلة ذكية لحرق الدهون وتجديد شباب الجسم

كتب: شيماء مكاوي

تتنافس الأنظمة الغذائية على إنقاص الوزن، ومن بين تلك الأنظمة جاء نظام «الصيام الزائف أو المخادع» ليقلب الموازين دون الشعور بالجوع أو حرمان.

كشفت دراسة جديدة عن حمية مبتكرة تُحاكي فوائد الصيام التقليدي، لكنها تسمح بتناول وجبات خفيفة مدروسة، فتمنح الجسم ما يشبه "استراحة بيولوجية" تعيد ضبط المؤشرات الحيوية وتدعم القدرة على مقاومة الشيخوخة.

وتأتي نتائج الدراسة، المنشورة في مجلة «نيتشر»، لتؤكد أن هذا النظام المعروف علمياً بـ "حمية محاكاة الصيام أو الصيام الزائف"، يمتلك القدرة على خفض العمر البيولوجي للإنسان بمعدل لافت، مع تحسين وظائف المناعة والحد من دهون الكبد وعوامل خطر مرض السكري، وكل ذلك من خلال تطبيقه لبضعة أيام فقط كل شهر.

ولأن الفوائد الصحية الكبيرة لا تعني دائماً أنه مناسب للجميع، كان لابد من الرجوع للعديد من المتخصصين لنتعرف أكثر على هذا النوع من أنظمة إنقاص الوزن.

خمسة أيام من الصيام 
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور مصطفى البحيري، استشاري التغذية العلاجية والسمنة، عن نظام "الصيام الزائف أو المخادع" أو "ريجيم محاكاة الصيام" وقال إنه مختلف تمامًا عن نظام الصيام المتقطع الذي يعتمد على السوائل فقط، حيث يعتمد على تحديد كميات محسوبة من بعض العناصر الغذائية يتم تناولها خلال فترة قصيرة تمتد إلى خمسة أيام فقط من كل شهر، ثم يعود الجسم ليتناول بشكل طبيعي مرة أخرى.

وتابع، فكرته الأساسية تقوم على "خداع" الجسم بيولوجياً، فيعتقد أنه في حالة صيام تام، رغم حصوله على قدر محدود من السعرات الحرارية والدهون الصحية والفيتامينات الأساسية، هذا الخداع يجعل الجسم يعتقد أنه في حالة صيام حقيقي، لكن على جانب أخر فهو لا يشعر بالجوع القاسي أو الحرمان الطويل.

وأكد أن هذا النظام يساعد على خفض السعرات الحرارية إلى ما يقارب 40 – 50% من الاحتياج الطبيعي، مع تقليل البروتينات والكربوهيدرات إلى أدنى حد، في المقابل، يسمح بكمية أعلى من الدهون غير المشبعة المعروفة بفوائدها للقلب وتقليل الالتهابات، والتي تعطي إحساس بالشبع لفترات طويلة.

فوائد تتجاوز فقدان الوزن
ومن جانبه، أكد الدكتور شريف زلط، استشاري السمنة والنحافة، أن اتباع نظام "الصيام المخادع أو الزائف" له العديد من الفوائد فهو يساعد على خفض مستويات الجلوكوز، تنشيط الخلايا مما يساعد على مقاومة الشيخوخة، وارتفاع معدلات الكيتون الناتج عن حرق الدهون، وهذا يعني أن الجسم انتقل من استخدام الجلوكوز مصدراً رئيسياً للطاقة إلى الاعتماد على الدهون المختزنة.

فعندما ينخفض استهلاك الكربوهيدرات، تقل كمية الجلوكوز المتاحة لخلايا الجسم، فيلجأ الكبد إلى تكسير الدهون وتحويلها إلى مركبات تسمى الكيتونات، وهي جزيئات تعمل كمصدر بديل للطاقة، ويُعد ارتفاع الكيتونات مؤشراً على دخول الجسم في حالة «التحول إلى حرق الدهون»، وهي حالة ترتبط بزيادة معدل الحرق، وتحسين وظائف الدماغ، وتفعيل عدد من العمليات الحيوية التي تظهر عادة أثناء الصيام.

وتابع، من فوائد نظام "الصيام الزائف أو المخادع" تخفيف الضغط الاستقلابي على الكبد والجهاز المناعي، وهذا يعني منح الكبد والجهاز المناعي فرصة للراحة، عبر تقليل العبء الناتج عن الهضم والتمثيل الغذائي المستمر، مما يسمح لهما بالعمل بكفاءة أعلى وتجديد وظائفهما.

وبذلك يحاكي الجسم تماماً ما يحدث خلال الصيام المائي، لكن دون الانقطاع التام عن الطعام، وبالتالي ففوائده تتعدى دعم إنقاص الوزن وحرق الدهون حيث يساعد على تسريع الاعتماد على الدهون كمصدر للطاقة، ما يسهم في خسارة الوزن دون حرمان طويل، ويساعد النظام على تنشيط عمليات تجدد الخلايا الجذعية، وهو ما يمنح الجسم قدرة أعلى على التعافي والاستشفاء.

كما أن انخفاض السعرات والكربوهيدرات يعيد ضبط حساسية الأنسولين ويقلل تراكم الدهون حول الكبد، وبالتالي نظام "الصيام الزائف أو المخادع" يكون جذاباً للكثيرين لأنه لا يحتاج إلى تغييرات جذرية في نمط الحياة، ولا يفرض قيوداً غذائية دائمة، فيكفي الالتزام به لخمسة أيام شهرياً فقط، ثم العودة لنظام الطعام الطبيعي، مما يجعله أكثر قابلية للتطبيق على المدى الطويل مقارنة بالأنظمة الصارمة.

أضرار محتملة
وأكد د. شريف، أنه على الرغم من فوائده المتعددة إلا أنه يحذر تطبيقه دون استشاره طبيب مختص، لأنه لا يتناسب مع الجميع، فهو ممنوع عن مرضى السكري والكلى والقلب، وأصحاب التاريخ السابق مع اضطرابات الأكل، وبالطبع الحوامل والمرضعات.

فهو قد يترك آثارًا جانبية غير متوقعة، فالتقييد الحاد للسعرات خلال أيام النظام قد يقلل من طاقة الجسم ويُعرض البعض للدوار والصداع، فضلًا عن احتمالية فقدان جزء من الكتلة العضلية نتيجة لجوء الجسم لمصادر بديلة للطاقة. 

كما قد يتسبب اضطراب مكونات الوجبات في مشكلات بالجهاز الهضمي، ويؤثر مؤقتًا على الهرمونات المسئولة عن التمثيل الغذائي والشعور بالشبع، لذا الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات هم مرضى السكري والقلب والكلى، والحوامل وكبار السن، مشيرًا إلى أن اتباع النظام بشكل خاطئ قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الحيوية، وفي المقابل، قد يواجه البعض ما يعرف بارتداد الوزن بمجرد العودة لنمط غذائي عشوائي بعد انتهاء أيام الصيام المخادع.

فروق بين الأنظمة
وفي السياق ذاته، تحدث الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية، عن الفرق بين نظامي "الصيام المخادع أو الزائف" و "الصيام المتقطع" وقال: إنه على الرغم أن كلاً النظامين يسعيان للاستفادة من فوائد الصيام، إلا أن هناك فرقًا واضحًا بينهما، فالصيام المخادع يقوم على دورات قصيرة مدتها خمسة أيام شهريًا، يسمح خلالها بتناول كميات محددة من الطعام المصمم لإعطاء الجسم العناصر الغذائية الأساسية، ليحاكي تأثير الصيام الحقيقي على المؤشرات الحيوية دون حرمان كامل.

 في المقابل، يلتزم الصيام المتقطع بجدول يومي أو أسبوعي يعتمد على الامتناع الكامل عن الطعام لفترات محددة، مثل 16 ساعة صيامًا مقابل 8 ساعات تناول طعام، مما يعني الحرمان التام خلال فترة الصيام، باختصار، الصيام المخادع يوازن بين الاستفادة من الصيام وتزويد الجسم بالعناصر الضرورية، بينما الصيام المتقطع يعتمد على الامتناع الكامل لفترات محددة يوميًا.

ريجيم الماء
وتابع، قد يظن البعض أن الصيام المتقطع وريجيم الماء متشابهان، لكن الواقع يختلف، فكلاهما يعتمد على الامتناع عن الطعام لفترات معينة، إلا أن ريجيم الماء يلزم الشخص بالامتناع الكامل عن أي غذاء أو مشروبات سوى الماء طوال فترة الصيام، وهو شديد الصرامة ويحتاج مراقبة دقيقة لتجنب المضاعفات الصحية. 

أما الصيام المتقطع، فيُحدد ساعات أو أيامًا يتم فيها الامتناع عن الطعام، لكنه يسمح عادة بتناول الماء أو المشروبات، ويعد أكثر مرونة ويسهل دمجه مع الحياة اليومية. 

الصيام المخادع الأفضل
رغم تنوع أنظمة الصيام الحديثة، نظام الصيام المخادع يعتبر أكثر توازنًا وفاعلية مقارنة بالصيام المتقطع وريجيم الماء، حسبا أكد أستاذ التغذية، فبينما يعتمد الصيام المتقطع على الامتناع اليومي عن الطعام لساعات طويلة، ويلزم ريجيم الماء الشخص بالامتناع الكامل عن أي غذاء، يأتي الصيام المخادع ليقدم مقاربة أكثر أمانًا وملائمة للجسم، إذ يوفّر كمية مدروسة من العناصر الغذائية التي تمنع الإرهاق الحاد وتحافظ على نشاط الجسم، وفي الوقت نفسه يفعل آليات حرق الدهون وتجديد الخلايا كما يحدث في الصيام التام. 

وبالتالي، يجمع النظام بين الفوائد البيولوجية للصيام دون التعرض لمخاطر الحرمان القاسي أو الانقطاع الطويل عن الطعام، ما يجعله خيارًا عمليًا وقابلاً للاستمرار على المدى الطويل.

ويقدم د. عفيفي نموذج لبرنامج «الصيام المخادع» لمدة 5 أيام، مع العلم أن النسب تختلف من برنامج لآخر:

اليوم الأول (نحو 1100 سعر حراري) يعتمد على:
- شوربة خضار منخفضة السعرات.
- حفنة مكسرات غير مملّحة.
- سلطات خفيفة بزيت الزيتون.
- مشروب أعشاب غير محلى.

الأيام من الثاني إلى الخامس (700–800 سعر حراري يوميًا) التركيز على:
- شوربة خضار غني بالألياف.
- وجبات خفيفة مثل ألواح طاقة نباتية.
- خضار مقطع قليل السعرات.
- دهون صحية (ملعقة صغيرة من زيت الزيتون أو الأفوكادو).
- مكملات فيتامينات ومعادن أساسية حسب البرنامج.

الممنوعات خلال الخمسة أيام
- البروتين الحيواني.
- السكريات والنشويات.
- القهوة المحلاة أو المشروبات ذات السعرات.
- الوجبات الثقيلة ممنوعة تمامًا.

وبهذا، يقدم الصيام المخادع توازنًا مثاليًا بين الاستفادة من فوائد الصيام وتجديد الجسم، وبين الحفاظ على الطاقة والعناصر الغذائية الضرورية للحياة اليومية، مما يجعله خيارًا عمليًا وآمنًا لمن يسعى لصحة أفضل، ولكنه يحذر طريقه بدون إشراف طبي.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية