تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الصومال على حافة الهاوية.. السقوط الكامل "مستبعد" لكنه يهدد استقرار القرن الإفريقي
source icon

سبوت

.

الصومال على حافة الهاوية.. السقوط الكامل "مستبعد" لكنه يهدد استقرار القرن الإفريقي

كتب:مصطفى أمين عامر

يشهد الصومال تصاعدًا خطيرًا في تهديدات حركة "شباب المجاهدين"، التي عززت هجماتها النوعية ضد العاصمة مقديشو والمؤسسات الحيوية، مما أثار مخاوف إقليمية ودولية من تحول البلاد إلى النموذج السوري، ورغم التشابه في عناصر الهشاشة بين البلدين، يرى خبراء أن تكرار السيناريو السوري بالكامل "غير مرجح"، لكنهم يحذرون من تداعيات انهيار الأمن على القرن الإفريقي بأكمله، والذي ينعكس على أمن وسلامة الملاحة في قناة السويس.

السيناريو السوري "مستبعد"
يرى الدكتور محمد فؤاد رشوان، الباحث في الشئون الأفريقية، أن تكرار السيناريو السوري في الصومال غير مرجح، فالمشهد الصومالي يختلف في عدة جوانب حاسمة منها:

- التجانس الديني والمذهبي: يقلل من احتمالات الصراع الطائفي الذي غذى الأزمة السورية.

- غياب الدعم الإقليمي المباشر: فحركة "شباب" لا تحظى بدعم مماثل لما حصلت عليه جماعات مثل "هيئة تحرير الشام" في سوريا.

- الأهمية الجيوسياسية: حيث أن قرب الصومال من ممرات التجارة العالمية يجعل المجتمع الدولي أكثر حرصًا على احتواء الأزمة.

لكنه يحذر من أن استمرار ضعف الدولة قد يفتح الباب لظهور "دويلات جهادية" محلية، خاصة مع اعتماد الحركة على تكتيكات الكر والفر، والهجمات الانتحارية، لاستنزاف القوات الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي، متوقعاً أن تظل الحركة مسيطرة على المناطق الريفية دون قدرة واضحة على السيطرة الكاملة على العاصمة.

تدخلات دولية
ويؤكد د. رشوان أن هناك العديد من السيناريوهات المطروحة حالياً بدعوى حماية الدولة الصومالية، في مقدمتها التدخل الخارجي المباشر: وذلك في حال تهديد المصالح الدولية، قد تشهد الصومال عودة قوات أممية أو تدخلاً إقليميًا من إثيوبيا أو كينيا أو الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتفظ بوجود استخباراتي وعسكري محدود بالصومال.

إلا أن هذا الإجراء قد يُستخدم كذريعة لتجنيد المزيد من العناصر لصالح الحركة، كما حدث سابقًا مع خطاب "مواجهة الاحتلال".

الصراع الداخلي 
ويرى د. رشوان أن كل السيناريوهات محتملة، ومنها حدوث انقسامات بين الموالين لـ "القاعدة" (حركة الشباب) وأنصار "داعش"، ما قد يُشعل حربًا أهلية مصغرة.

تحذيرات من انهيار العاصمة
يُشدد حسام الحداد، الباحث في شئون الجماعات الجهادية، على أن هجومًا واسعًا على مقديشو قد يغير المعادلة، خاصة مع ارتفاع وتيرة الهجمات بنسبة 50% خلال العام الأخير، وفق تقارير دولية، كذلك استهداف رموز الدولة، بما في ذلك محاولات اغتيال الرئيس الصومالي.

كذلك فإن انسحاب قوات بوروندي من بعثة الاتحاد الأفريقي، خلق فراغًا أمنيًا، كما أن توسع نفوذ الحركة يمثل تهديداً للملاحة والتجارة، فقد تتأثر طرق التجارة البرية بين الصومال وإثيوبيا، وكذلك الملاحة في خليج عدن، حيث تمارس الحركة ابتزازًا ماليًا عبر "ضرائب" غير شرعية.

تجنب الانهيار
ويؤكد الحداد أن تعزيز التنسيق الأمني بين الحكومة الصومالية وشركائها الإقليميين، كذلك بناء مؤسسات أمنية محلية مستقلة بدلًا من الاعتماد الكلي على الدعم الخارجي، ومواجهة التمويل غير المشروع للحركة عبر طرق التجارة، هي الركائز الأساسية لاحتواء التهديد المتصاعد لهذه الحركة.

فعلى الرغم من أن الصومال ليس مرشحًا لأن يصبح "سوريا جديدة"، إلا أن استمرار تمدد "شباب المجاهدين" يهدد بزعزعة استقرار القرن الأفريقي، ويفتح الباب أمام تدخلات خارجية قد تعقّد الأزمة. السيناريو الأكثر ترجيحًا هو حرب استنزاف طويلة، ما لم تُتخذ إجراءات جذرية لتعزيز الدولة الصومالية قبل فوات الأوان.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية