تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "الصوب الزراعية" وسيلة مصر للحفاظ على نافذتها التصديرية
source icon

سبوت

.

"الصوب الزراعية" وسيلة مصر للحفاظ على نافذتها التصديرية

كتب:سناء الطاهر

اتجهت مصر في مطلع ثمانينيات القرن الماضي،  لاستخدام الصوب الزراعية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة للتوسع الرأسي في إنتاج بعض المحاصيل المهمة، إضافة إلى زراعة بعض المحاصيل في غير أوقاتها، وتعظيم الاستفادة من مياه الري،  قبل أن تستعين بها في السنوات الأخيرة، لتنفيذ البرنامج الوطني لإنتاج بذور الهجن المحلية لتوفير الغذاء في الأسواق.

وكانت الصوب في بداية استخدامها في مصر،  صوب فردية نصف دائرية بسيطة التكنولوجيا لا تتجاوز مساحتها عن 540 م٢، بحسب د. محمد العشري مدرس الخضر والزراعات المحمية بمركز البحوث الزراعية، وأخذت الصوب الزراعية،  في الانتشار تدريجياً حتى عام 2017، عندما تم إنشاء الشركة الوطنية للزراعات المحمية بإجمالي مساحة تتجاوز 30 ألف فدان، وضعت مصر كثاني أكبر دولة بالعالم من حيث مساحات الصوب.

فوائد متعددة
 وتم توزيع تلك المساحات على عدة مناطق مثل منطقة الحمام بمرسى مطروح يوجد بها قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية بإجمالي مساحة عشرة آلاف فدان، و منطقة الإسماعيلية بها قطاع أبو سلطان الزراعات المحمية بإجمالي مساحة 12 ألف فدان،  ومنطقة العاشر من رمضان بها قطاع العاشر من رمضان للزراعات المحمية بإجمالي مساحة 4 آلاف فدان، ومنطقة الفيوم بها قطاع اللاهون للزراعات المحمية 8 آلاف فدان تقريبا

ويتم تصميم الصوب الزراعية، وتهيئتها بغرض حماية النباتات من الظروف الجوية غير الملائمة والآفات الحشرية الضارة وكذلك أي عامل يؤثر على عملية الإنتاج، كما أوضح مدرس الزراعات المحمية، مؤكدا أنها تتميز بالعديد من الفوائد وبينها إمكانية إنتاج محاصيل الخضر في غير موسمها مما يسمح بزيادة العائد، كذلك توفير فرص عمل للشباب و المرأة المعيلة، و توفير كبير في كميات المياه المستخدمة في عمليات الري، إضافة إلى توفير مساحات الأرض المكشوفة لزراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل الحبوب و الأعلاف و المحاصيل السكرية و غيرها .

تصنيف الصوب
كما أكد أن الصوبات الزراعية، هي الوسيلة الأساسية للحفاظ على النافذة التصديرية لبعض محاصيل الخضر المهمة، مثل الفلفل الألوان والكنتالوب، والفاصوليا، والطماطم، والخيار، والفراولة، إضافة إلى دورها في تغطية الفترة بين العروات و الحفاظ على الأسعار من التذبذب في السوق المحلي.

ويمكن تصنيف الصوب، ما بين مختلفة التكنولوجيا، والحجم، والشكل، كل حسب الغرض من استخدامها وإمكانات المستخدم، كما شرح د. محمد العشري، موضحا أن هناك صوب عالية التكنولوجيا، يستخدم في إدارتها نظم وتقنيات حديثة تعتمد على حساسات للحرارة والإضاءة والرطوبة مرتبطة بوحدة أرصاد جوية خارجية وجهاز حاسب آلي يمكن من خلاله إدارة الصوبة بطريقة اوتوماتيكية من حيث ضبط المناخ الداخلي للصوبة.

قيمة اقتصادية
أما من حيث المساحة، والكلام مازال لـ"العشري"،  فإن هناك صوب ذات مساحات كبيرة تصل مساحتها إلى ثلاثة أو أربعة أفدنة وفي الغالب تكون متعددة الأقبية وذات ارتفاعات عالية تصل إلى ستة أمتار، موضحا أنه من حيث الاستخدام، فهناك صوب مخصصة للمشاتل وأخرى لإنتاج محاصيل الخضر، وثالثة للزراعات المائية، وغيرها للزراعات بدون تربة، ومنها معزولة حرارياً وضوئياً مخصصة لإنتاج المشروم.

وأشار إلى أنه يتم زراعة أنواع معينة من محاصيل الخضر ذات القيمة الاقتصادية العالية  داخل الصوبات الزراعية مثل الطماطم و الخيار و الفلفل بجميع أنواعه (الألوان و الأخضر الرومي أو الحريف) و الفاصوليا و الكنتالوب و الباذنجان والفراولة وأزهار القطف والخضر الورقية والمشروم و غيرها من المحاصيل التصديرية.

نبات مستمر النمو
 وتتميز هذه الأنواع من الخضر بأنها هجن غير محدودة النمو وفيها قمة النبات لا تنتهي ببرعم زهري بل تنتهي ببرعم خضري ما يجعل النبات مستمر في النمو رأسياً متسلقاً على خيط ليصل طول النبات في بعض الأحيان إلى عشرة أمتار أو أكثر،  وبذلك يتم زيادة الإنتاجية من وحدة المساحة للصوبة الزراعية كون النبات ينمو رأسياً لمدة قد تصل الى عشرة أشهر فضلاً عن زيادة الإنتاجية من وحدة المياه المستخدمة في الري،  كون نظام الري المتبع داخل الصوب هو نظام الري بالتنقيط ما يجعله يوفر حوالي 60 - 70 % من المياه المستخدمة  في الزراعة مقارنة مع نظام الري بالغمر المستخدم في الأرض المكشوفة،  أما في حالة استخدام أنظمة الزراعات بدون تربة في إنتاج الخضر فإنها توفر ما يقرب من 90 % من المياه المستخدمة في الري.

ويدعو ارتفاع تكلفة هجن الصوب، لزراعتها داخل مشاتل متخصصة لإنتاج شتلات خضر ذات مواصفات جيدة باستخدام أعلى أساليب التكنولوجيا في إنتاج الشتلات، ويفسر تدشين الدولة المصرية للبرنامج الوطني لإنتاج الهجن المميزة محلياً، لتوفير العملة الأجنبية، و توفير تقاوي تلك الهجن بأسعار مناسبة للمزارعين، كما أكد د. محمد العشري، موضحا أنه عند مقارنة إنتاجية الصوب مع إنتاجية الأرض المكشوفة لنفس وحدة المساحة (م٢) نجد ارتفاع متوسط إنتاجية المحاصيل، بمتوسط أكثر من 4 أضعاف، مقارنة بالأرض المكشوفة.

وعلى سبيل المثال فإن إنتاجية محصول الخيار، يتراوح من 12 - 15 كجم / م٢، مقارنة بـ 3 – 4 كجم / م٢ مما يوضح أهمية تكثيف الإنتاج داخل الصوب و تعظيم الاستفادة من الأرض و المياه و كذلك توفير مساحات إنتاج للمحاصيل الإستراتيجية مثل القمح و الذرة و القطن و غيرها من المحاصيل المهمة،  فضلاً عن توفير تلك المحاصيل في غير مواعيدها والسيطرة على التذبذب في الأسعار في السوق، و كذا التغلب على مخاطر التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، فضلاً عن المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، كما تتسم تلك المحاصيل بالجودة والصلابة وتحمل الشحن والتخزين و تقليل الفاقد أثناء التسويق، وإنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، وتوفير فرص عمل جديدة لشباب الخريجين، واستنباط وإنتاج هجن محاصيل الخضر المتأقلمة مع الظروف المناخية المحلية.

إحلال تدريجي
وأشار مدرس الزراعات المحمية، إلى أنه بمجرد توطين صناعة الصوب الزراعية في مصر يمكن الإحلال التدريجي من الإنتاج في الحقل المكشوف الى الإنتاج داخل البيوت المحمية بطريقة مكثفة لما لها من مميزات في الجودة والخلو من الآفات والقدرة على التحمل، و النفاذ إلى السوق الخارجي وتصدير هذه المحاصيل، فضلاً عن تغطية توقيتات الفجوات الإنتاجية ما بين العروات لمحاصيل الخضر.

وتشير الرؤية المستقبلية لاستخدام الصوبات الزراعية،  من وجهة نظر د. محمد العشري مدرس الخضر والزراعات المحمية بمركز البحوث الزراعية، إلى أنه يمكن من خلال التوطين لصناعة الصوبات الزراعية،  التوسع في إنتاج النباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة، وأزهار القطف بغرض التصدير،  فضلا عن إنتاج الشتلات بكافة أنواعها، وبعض محاصيل الفاكهة بغرض حمايتها من التغيرات المناخية وتبكير إنتاجها وبالتالي تحقيق سعر أعلى.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية