تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "الشيدر" منافس اللحوم.. من كهوف إنجلترا إلى أطباق الرياضيين
source icon

سبوت

.

"الشيدر" منافس اللحوم.. من كهوف إنجلترا إلى أطباق الرياضيين

كتب:مروة علاء الدين 

  في ظل ارتفاع أسعار اللحوم، بدأت بعض الأسر في البحث عن بدائل غذائية تعوض البروتين الحيواني دون التضحية بالقيمة الغذائية، من بين هذه البدائل ظهرت الجبنة الشيدر كخيار مفاجئ، ليس فقط لطعمها المميز، بل لما تحمله من عناصر غذائية تجعلها تقترب من اللحمة في الفائدة، وأحيانا تتفوق عليها.

لكن، ما سر هذا الغذاء الأصفر الذي أصبح منافساً للحوم رغم أنه مشتق من الألبان؟ وما الفرق بين الشيدر الطبيعية والمصنعة؟ وهل تصلح للجميع؟ في هذا التقرير، نكشف تاريخ الشيدر، وفوائدها الصحية، ورأي الأطباء فيها.

من كهف إنجليزي إلى موائد الملوك
يعود أصل الجبنة الشيدر إلى قرية "شيدر" في مقاطعة سومرست جنوب غرب إنجلترا، حيث صنعت لأول مرة في القرن الثاني عشر، وخزنت داخل كهوف طبيعية تُعرف بـ "شيدر جورج"، ما وفر لها بيئة تعتيق مثالية أكسبتها طعمًا قويا ونكهة فريدة.

في العصور الوسطى، كانت الشيدر طعاماً فاخراً لا يتذوقه إلا النبلاء، بل إن الملكة فيكتوريا تلقت عجلة كاملة منها كهدية زفاف، وحتى اليوم، ما زالت بعض أنواعها تنتج في نفس المنطقة وتحمل علامة الجودة الأوروبية.

تعادل قطعة لحم
يُعلّق الدكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، قائلاً: قد يتعجب البعض من أن سعر الجبنة الشيدر يقترب أحيانًا من اللحمة، لكن قيمتها الغذائية تبرر ذلك، شريحة واحدة منها تحتوي على نحو 100 سعرة حرارية، 6 جرامات من البروتين، وأقل من جرام كربوهيدرات، إلى جانب دهون صحية مشبعة، تجعلها مصدر جيد للطاقة والبروتين.

وللهضم نصيب 
ولا تقتصر الفوائد على البروتين فقط، يشير د. عماد إلى أن كون الشيدر جبنة معتقة يجعلها غنية بالبكتيريا النافعة (البروبيوتيك) التي تساعد على تحسين الهضم، وتقلل من مشكلات القولون التي يسببها نمط الحياة العصري والأطعمة السريعة.

صديقة للقلب
وإلى جانب دورها في دعم الهضم، يمكن أن تساهم الشيدر أيضًا في تعزيز صحة القلب، بشرط الاعتدال، يؤكد د. عماد أن الشيدر الطبيعية، عند تناولها بكمية مناسبة، قد تساهم في تقليل الكوليسترول الضار بفضل توازن دهونها الصحية، كما تحتوي على فيتامين K2 المهم لصحة القلب والشرايين، خاصة لمن يتناولون فيتامين D كمكمل غذائي.

لكنه يُحذر في الوقت نفسه من الإفراط، موضحاً: "رغم فوائدها، فهي عالية السعرات، والإكثار منها قد يؤدي لزيادة الوزن أو رفع نسبة الكوليسترول عند الأشخاص المعرضين."

قبل الشراء.. ملاحظات مهمة
وهنا ينصح د. عماد باتباع بعض الإرشادات عند شراء الشيدر:

- اختر الأنواع المصنوعة من حليب طبيعي كامل الدسم، وتجنب الأنواع التي تحتوي على زيوت نباتية.
- إذا كنت تعاني من حساسية الألبان أو عدم تحمل اللاكتوز، جرب كميات صغيرة أولا.
- لا ينصح بتناول الشيدر لمن يتناولون أدوية مضادة للاكتئاب أو يعانون من ارتفاع ضغط الدم دون استشارة طبية

مكافأة ما بعد التمرين
أما في عالم الرياضة، فهناك وجهة نظر إضافية. يرى الدكتور كريم نبيل، أخصائي التغذية الرياضية، أن الجبنة الشيدر خيار ممتاز بعد التمارين، خاصة للرياضيين الذين يحتاجون إلى بروتين سريع الهضم ودهون تساعد في تعافي العضلات.

ويضيف: "البروتين الموجود في الشيدر يساعد في بناء العضلات، والدهون الصحية تعزز إنتاج الهرمونات، لكن لا بد من التفرقة بين الشيدر الطبيعية المصنوعة من الحليب المعتق، والشيدر المصنعة التي تحتوي على زيوت نباتية مهدرجة ونكهات صناعية."

صحة العظام والبشرة 
من زاوية أخرى، تشير الدكتورة ريم محمود، أخصائية التغذية والصحة العامة، إلى أن الشيدر يمكن أن تكون مفيدة لصحة العظام، خاصة في حالات هشاشة العظام أو نقص الكالسيوم، بفضل محتواها من الكالسيوم وفيتامين D.

وتضيف: "الدهون المشبعة الموجودة في الشيدر، إذا تناولناها باعتدال، قد تحسن من صحة البشرة والشعر. لكن لا ينصح بها لمن يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول، خاصة إذا كان نظامهم الغذائي ضعيفا في الألياف أو فقيرا في الحركة."


تأثيرها على الأطفال والحوامل
ومع الحديث عن الفئات الخاصة، يوضح الدكتور محمد طارق، أخصائي التغذية العلاجية، أن الجبنة الشيدر الطبيعية مصدر ممتاز للكالسيوم والبروتين، وهما عنصران أساسيان في مرحلة نمو الأطفال.

لكن، نظراً لاحتوائها على نسب عالية من الصوديوم والدهون المشبعة، يفضل تقديمها بكميات صغيرة للأطفال، خصوصا دون سن الخامسة، ويحذر من الأنواع المصنعة أو التي تحتوي على إضافات صناعية، لما لها من تأثير سلبي على التركيز أو السلوك.

أما بالنسبة للحوامل، فيؤكد د. محمد أن الشيدر المصنوعة من حليب مبستر آمنة، بل وتوفر عناصر ضرورية كالكالسيوم وفيتامين D، لكن يحذر من تناول الشيدر غير المبسترة لاحتمال احتوائها على بكتيريا الليستيريا، التي قد تعرض الحمل للخطر. كما يُنصح بتقليل تناولها في حال وجود مشكلات في ضغط الدم.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية