تحدث المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، خلال حواره مع "الأهرام إبدو" عن أهمية لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء الهيئات الإعلامية، وعدّد أبرز القرارات التي تم التطرق إليها خلال الاجتماع، مؤكدًا أننا أمام مرحلة جديدة ونقطة تحول في مسار الصحافة والإعلام.
 

بعد لقائكم مع رئيس الجمهورية، كيف ترون أهمية هذا الاجتماع الذي جمع رؤساء الهيئات الإعلامية؟ وما الرسائل التي ينقلها؟

لا شك أن الاجتماع الأخير مع الرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أهم الاجتماعات التي شهدها قطاع الصحافة والإعلام خلال السنوات الأخيرة، هذا اللقاء وضع خارطة طريق متكاملة لتطوير المنظومة الإعلامية، تجمع بين تحسين الظروف المادية للصحفيين، وتعزيز الحريات الإعلامية، وتوفير المعلومات من مصادرها، والاستقلال المالي للمؤسسات الوطنية.

وتُعد هذه التوجيهات خطوة استراتيجية نحو إعلام مصري أكثر مهنية وتنوعًا، قادر على مواجهة التحديات ونقل صورة حقيقية عن القضايا الوطنية والإقليمية والدولية.

شدد رئيس الجمهورية على أهمية توفير المعلومات من مصادرها، برأيكم كيف يمكن أن يُحسّن ذلك من جودة المحتوى الصحفي؟

من أهم أدوات العمل الصحفي هي إتاحة المعلومات للصحفيين من مصادرها الرسمية، ولهذا السبب تحديدًا، نظّمت الهيئة الوطنية للصحافة مؤخرًَا عددًا من الندوات التي جمعت بين الوزراء ورؤساء التحرير والصحفيين، بهدف تمكين الصحفيين من الحصول على معلومات دقيقة مباشرة من صناع القرار.

فمن المؤكد أن نشر المعلومات الموثقة يساهم في تحسين جودة المحتوى الإعلامي، ويعزز ثقة الجمهور في الصحافة، ويحدّ من انتشار الشائعات أو الأخبار غير الدقيقة.

فيما يتعلق بسقف الحريات في الكتابة والتعبير، ما التوجيهات التي تم طرحها خلال الاجتماع؟

حرية الرأي والتعددية الصحفية من أبرز النقاط التي شدد عليها الرئيس السيسي، والذي أكد دعمه لحرية الرأي والتعبير.

والمرحلة المقبلة ستشهد انفتاحًا أكبر على تنوع الآراء داخل الصحافة القومية، بما في ذلك نشر مقالات معارضة إلى جانب المقالات المؤيدة، في إطار التوازن بين مختلف التوجهات الفكرية.

وأؤكد في هذا السياق أن الهيئة الوطنية للصحافة ترحب بكل كاتب أو صحفي يرغب في المشاركة، وتؤمن بأهمية الرأي والرأي الآخر كأساس لإثراء العمل الصحفي، وأن التعددية تساهم في تقديم محتوى أكثر نزاهة يعكس مختلف أوجه المجتمع.

ما أهمية توقيت هذا اللقاء برأيكم؟

هذا الاجتماع مهم ويأتي في وقت حرج، في ظل محاولات خارجية للنيل من مصر، وقد شدد الرئيس على أهمية إبراز مختلف وجهات النظر، وأنه لا ينبغي للإعلام والصحف أن تردد رأياً واحداً فقط. نحن جميعاً مصريون، وجميع آرائنا تهدف إلى مصلحة الدولة المصرية.

وقد بدأت بالفعل الهيئات الثلاث: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، بالعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال اجتماعات مكثفة تهدف إلى وضع خطة إعلامية دقيقة لتنفيذ خطة التطوير.

تطرق الرئيس أيضًا إلى مسألة الحقوق المالية للصحفيين، كيف ترون هذه الخطوة؟ وكيف يمكن لمؤسسات الصحافة أن تحقق استقلالها المالي؟

نعم، وافق الرئيس على مقترح الحكومة لزيادة بدل الصحفيين بمقدار 600 جنيه، ليصبح 4500 جنيه، وسيتم صرف هذه الزيادة بأثر رجعي اعتبارًا من 1 يوليو 2025.

كما أمر بحل مشكلة مكافآت التقاعد للعاملين في ماسبيرو، وهذه بالتأكيد خطوة مهمة تعكس دعم الدولة للصحفيين، وتمثل عاملاً أساسيًا في تطوير الصحافة.

أما فيما يتعلق باستقلال المؤسسات الصحفية، فمن المهم أن نعلم أن المؤسسات القومية تعمل على استثمار أصولها لتحقيق التوازن المالي. وأي مؤسسة تحقق هذا التوازن يمكنها رفع أجور العاملين بها كما تشاء دون الاعتماد على دعم الدولة، هذه الرؤية تعكس توجه الدولة لدعم الكيانات الإعلامية لتصبح مستقلة، مما ينعكس بشكل إيجابي على جودة المحتوى واستقلالية القرار التحريري.