الوعي العائلي
يرى المستشار أيمن عبد الغني، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، أن العديد من هذه المنازعات تنشأ بسبب مبررات غير منطقية، مثل طلب زوجة الطلاق لأن زوجها يشخر أثناء النوم، أو رفض زوج الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو تطليق زوجة لأنها تهوى تربية القطط، أو حتى اتهام الزوجة بالنشوز لأنها تقضي وقتًا طويلًا على هاتفها المحمول.

ويوضح عبد الغني أن بعض هذه الأسباب، وإن بدت تافهة، قد تعكس مشكلات أعمق في العلاقة الزوجية، مثل ضعف التواصل أو الأنانية. ويشدد على أن الارتقاء بالوعي الأسري هو الضامن الحقيقي لاستمرار الزواج، قائلًا: "العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على التكامل والانسجام، بحيث يشعر كل طرف بالسعادة دون إحباط أو انكسار".

استراتيجية لحماية الأسرة
ويحذر عبد الغني من أن الاستهانة بقدسية الزواج تهدد تماسك المجتمع، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من مؤسسات الدولة لمواجهة هذه الظاهرة. ويقترح عدة حلول، منها:

- تأهيل المقبلين على الزواج لضمان قدرتهم على بناء أسرة مستقرة.
- إلزام المخطوبين بقراءة دليل استرشادي عن الحياة الزوجية قبل الزواج.
- تشكيل لجان متخصصة لتقييم الأهلية النفسية والعقلية للمتزوجين.

دعاوى طلاق وخلع الكوميدية
يشير هشام عبد السيد الصافي، المحامي، إلى أنه انتشر في مجتمعاتنا إساءة استخدام حق الطلاق والخلع دونما سبب حقيقي يدعو لاستخدامه؛ وهناك بعض حالات الطلاق والخلع التي ينطبق عليها القول المأثور "شر البلية ما يضحك"، ففي قضية خلع زوجة أقامت دعواها ضد زوجها لتنمره على مقاس قدمها والذي مقاسه 45 قائلا لها "دي رجلها شبه شحاتة أبو كف ومقاسها 45".

النيش السبب
 وفي دعوى خلع أخري كان سببها أن الزوج استخرج (طبق من النيش) دون رغبة الزوجة التي ثارت ولطمت وجه الزوج بسبب ذلك؛ فما كان من الزوج إلا أنه حطم النيش، فطلبت الخلع وأقامت دعوى تبديد منقولات الزوجية.

العنف ضد الزوج
وأخرى طلبت الخلع من زوجها لبخله ورفضه شراء شنطة يد لها ثمنها 16 ألف جنيه، وزوج لجأ للمحكمة للحصول على حكم بتطليق الزوجة للضرر لكون سلوكها عنيف معه وتقوم بضربه كل يوم قائلة له: "هي ده طريقتي لو كان عاجبك، ولو متعدلتش هكسّر عضمك".

لا يستحم
وزوجة طلبت الطلاق لكون زوجها عنده مشكلة في نظافته الشخصية فهو لا يستحم، وأنها لما يأست منه أهدته في عيد ميلاده ليفة وصابونة.

الباروكة والعدسات.. والغش الزوجي
وأخرى طلبت الطلاق من زوجها بسند أنه خدعها فهو أصلع وكان يرتدي باروكة خلال فترة الخطوبة ولما تزوجته فوجئت بأنه أصلع، وعلى نفس النسق نجد زوجًا طلق زوجته فور الدخول لكونها خدعته، فطوال فترة الخطوبة كانت ترتدي عدسات لاصقة لونها أخضر إلا أنه فوجئ بها بعد الزواج أن عينيها لونهم أسود، وهو من أجل تحسين النسل بالعيون الخضراء.

دهاء حواء كشف المستور
وأخرى عندها 75 عاماً تطلب الخلع من زوجها حتى تحصل على معاش والدها، وأخرى تطلب الطلاق لكونها تشك في سلوك زوجها بأنه يخونها فقامت بإلباسه الفانلة الداخلية بالمقلوب ولما عاد وهو يخلع ملابسه وجدت الفانلة الداخلية معدولة مما يؤكد خيانته لها، وأخرى طلبت الطلاق للضرر لأنها اكتشفت أن زوجها متزوج عليها وهما يؤديان فريضة العمرة عندما طلبت منه أن يقسم أمام الكعبة الشريفة أنه لم يتزوج عليها فأقر لها بزواجه بأخرى.

ومن هذه الحكايات يتضح أن الحق في الطلاق والخلع أصبح كـ "اللعبة"، فمفهوم تكوين الأسرة بين الطرفين ناقص بل مبتور وهو ما يدمر المجتمع نفسيًا ويفتح الباب أمام الرذيلة وينشئ أطفالاً غير أسوياء.

نسيان الفضل بعد الطلاق
من جانبه، يلفت المستشار عبد العزيز مكي إلى أن الزواج يجب أن يكون "حصنًا واقيًا" قائمًا على أسس متينة، لكنه يحذر من المغالاة في المهور والمظاهر التي تؤدي إلى الديون والضغوط، والتي قد تتحول لاحقًا إلى خلافات تنتهي بالطلاق.

ويضيف مكي: "الطلاق حل شرعي عند استحالة العشرة، لكنه يجب أن يكون الملاذ الأخير بعد استنفاد كل محاولات الصلح". وينصح بعدم نسيان الفضل بين الزوجين حتى بعد الانفصال، خاصة إذا كان هناك أطفال، قائلًا: "الأهم هو الحفاظ على كرامة الأبناء وعدم جرهم إلى معارك الخصومة".