تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : السيكودراما.. التمثيل لمواجهة الاكتئاب والعزلة
source icon

سبوت

.

السيكودراما.. التمثيل لمواجهة الاكتئاب والعزلة

كتب:صفاء محمود

فى عالم مليء بالضغوط النفسية والمشاعر المكبوتة يظهر مصطلح "السيكودراما"، وهو وسيلة علاجية تساعد المرضى على التعبير عما بداخلهم، بطريقة لا تعتمد على الكلمات فقط، وإنما بتمثيل الأدوار والمواقف لمواجهة الاكتئاب والعزلة، وتعيد ترتيب المشاعر من الجديد، لكبار السن ولذوى الاحتياجات الخاصة ومرضى الزهايمر.

علاج بالتمثيل
يقول الدكتور محمود أبو العزايم استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، إن السيكودراما هي أحد أساليب العلاج النفسي التي تعتمد على التمثيل، حيث يستطيع الإنسان التعبير عن مشاعره ومشكلاته الداخلية من خلال أداء الأدوار.

فمثلًا، يمكن للابن أن يؤدي دور والده، والعكس، ليشعر كل منهما بما يمر به الآخر، مما يساعد على فهم أعمق للمشاعر وهذه الطريقة تتيح للناس الإفصاح عما بداخلهم من مشاعر يصعب عليهم التعبير عنها بالكلام المباشر، خاصة في القضايا الحساسة.

ويضيف د. أبو العزايم، أن الفرق بين السيكودراما والعلاج النفسي التقليدي، أن الأخير يعتمد على الحديث الفردي أو الجماعي، حيث يتحدث الشخص عن نفسه، بينما في السيكودراما يتم تمثيل الأدوار، فيأخذ كل مشارك دور شخص آخر لفهم ما يشعر به الطرف الآخر، وبالتالي الوصول لجذور المشاكل والخلافات.

ويستخدم هذا النوع من العلاج في حالات مثل الاكتئاب، القلق، المخاوف المرضية، المشكلات الأسرية والزوجية، وغيرها، كما يمكن أن يساهم في علاج الآثار النفسية الناتجة عن الصدمات مثل التحرش، لكن في هذه الحالات يكون من الضروري أيضًا دمج العلاج "بالبوح والتفريغ النفسي" وليس الاكتفاء بالسيكودراما وحدها.

جلسات ذات طابع خاص
أما عن شروط المشاركة في جلسات السيكودراما، فيُراعى أن تكون مشكلات المشاركين متقاربة، وأن يكون لديهم الاستعداد النفسي للتفاعل مع المجموعة، كما يجب أن يكونوا قادرين على التعبير اللفظي والحركي، ويتم احترام خصوصية كل مشارك داخل الجلسة.

تبدأ الجلسة باختيار "بطل" يروي مشكلته، ثم تُوزّع الأدوار على المشاركين، مثل الأب أو الأم أو المدير، ويتم إعادة تمثيل الموقف على المسرح العلاجي، بينما يوجه المعالج الأحداث، ويعيد ترتيب المشاهد ليساعد البطل على فهم الموقف من زوايا جديدة وفي النهاية يشعر الشخص بأنه مسموع ومفهوم مما يفتح له الطريق نحو الشفاء النفسي.

يقول د. أبو العزايم، إن السيكودراما هو نوع من أنواع الإسقاط للإنسان الذي يستطيع أن يعبر من خلاله عما بداخله عن طريق التمثيل، فأى شخص يستطيع أن يُظهر ما لديه من مشاكل حساسة لا يستطيع التحدث عنها، فيمكن أن تظهر هذة الأحاسيس أثناء لعب الأدوار.

فالابن يمثل دور الأب، والأب يلعب دور الابن، حتى يشعر كل منهم بإحساس الآخر، ويأتى له استئثار مشاعر الآخرين، ويفهم الأخطاء التي مر بها فى الحياة.
فالسيكودراما هى وسيلة من وسائل التمثيل لإسقاط وإظهار مكونات النفس لبعض المرضى النفسيين، وهى وسيلة من وسائل العلاج الناجح.

ويوضح د. أبو العزايم، أن من المشكلات النفسية التى يُستخدم فيها هذا العلاج بعض أنواع الاكتئاب، مثل القلق النفسي، وأحياناً يستخدم فى المخاوف المرضية، والمشاكل الاسرية الزوجية، أو مشاكل الأبناء.

علاج معرفي سلوكي 
ويوضح الدكتور طه أبو حسين أستاذ الصحة النفسية بالجامعة الأمريكية، أن السيكودراما هو "العلاج المعرفى السلوكي"، والأكثر شهرة فى المنطقة العربية وخاصة فى مصر، وكانت تستخدم هذه الطريقة من العلاج فى مصر قديمًا، ولكن دون أي مسمى حتى أصبح لها مصطلحاً حديثًا الآن وهو "السيكودراما".

وتعد من أبرز أدوات العلاج النفسى الإبداعي، والتي تعتمد على التمثيل التفاعلي أو التعبير العاطفي لمساعدة المرضى على تفريغ مشاعرهم، وفهم صراعتهم النفسية، ولكن يعتبركمحفز إضافى "جلسات إضافية " مع العلاج الدوائى وليس علاجًا أساسياً يشفى منه المريض مباشرة.  

ويشير إلى أن السيكودراما ليست نوعًا واحدًا، بل لها عدة أشكال حسب الهدف من استخدامها، فمنها:
- السيكودراما الفردية: التي يتم التركيز فيها على حالة بعينها داخل المجموعة التى يتم تشكيلها لعمل الجلسة العلاجية.
- السيكودراما الجماعية: والتي تعالج موضوع مشترك بين أفراد المجموعة مثل "الفقد او الصدمة او العزلة".
- السيكودراما التعليمية: تستخدم في المدارس أو ورش العمل لتنمية المهارات.
- السيكودراما الوقائية: تستخدم لمنع تفاقم المشاكل النفسية.

كبار السن والفئات الخاصة 
ويشير د. أبو حسين، أن علاج السيكودراما يستخدم مع كبار السن كوسيلة لأسترجاع الذكريات أو المواقف المؤثرة لهم، لتحسين الحالة المزاجية وتقليل الاكتئاب والتقليل من مشاعر العزلة، أما استخدامه مع ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة ممن يعانون من إعاقات ذهنية، ويتم التركيز فيها على الحركة والتمثيل الصامت والموسيقى أكثر من الحوار معهم، لمساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وزيادة التفاعل الاجتماعي. 

 أما مرضى الزهايمر فيستخدم لهم السيكودراما الذي يعتمد على تنشيط الذاكرة، باستخدام مشاهد من الماضي، أو مواقف مثيرة " كقص الشعر أو الأكل بطريقة مختلفة"، بحيث تثير رد فعلهم السلبي، وتحوله إلى إيجابي، وتعمل على تنشيط الذاكرة.
 
ويستخدم هذا العلاج مع المدمنين، لإعادة تمثيل مواقف السقوط أو المواجهات العائلية، بهدف الشعور بالذنب، واكتشاف طرق جديدة لاتخاذ القرار لتقوية الإرادة.

ليست مجرد تمثيل
ويؤكد د. أبو حسين، أن السيكودراما ليست مجرد تمثيل، بل هي أداة علاجية قوية يمكن من خلالها الوصول إلى مناطق داخل النفس يصعب التعبير عنها بالكلمات فقط، بل أنها تمنح المريض الشعور بالأمان، والقدرة على إعادة صياغة حياتهم، ولكن لم تحقق الهدف المرجو بدون العلاج الدوائي.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية