تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"السمنة" المدخل الرئيسي لأغلب أمراض العصر، من قلب، سكر، ضغط، وأورام، وغيرها، وقد تكون وراثية أو لأسباب مرضية مثل القصور في الغدة الدرقية، أو اتباع النظم الغذائية السيئة، والأنماط غير الصحية، الأمر الذي يضاعف من الإنفاق الصحي لعلاج تداعيات السمنة التي قد تصل إلى الوفاة.
أمراض العصر
أكدت الدكتورة سحر خيري، عميد المعهد القومي للتغذية، أن السمنة أصبحت من أكثر الأمراض انتشارا عالمياً، بل وتزداد معدلاتها، وهي ناتجة عن العادات الغذائية غير الصحية، مثل تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون بكميات تفوق حاجة الجسم، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني والخمول، وأشارت إلى أن هذه العوامل تؤدي إلى تراكم الدهون، مما يرفع من خطر الإصابة.
وأضافت أن السمنة تترك آثاراً سلبية عديدة، فهي مرتبطة ارتباطاً وثيق بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، ارتفاع نسبة الدهون في الدم، وتصلب الشرايين، كما قد تسبب مشكلات خطيرة مثل الدهون الكبدية، هشاشة العظام والمفاصل، خاصة في حالات السمنة المفرطة.
أسلوب حياة صحي
وأكدت أن الحل يكمن في تبني أسلوب حياة صحي يشمل نظام غذائي متوازن، يحتوي على الخضروات والألياف، والابتعاد عن السكريات والدهون الزائدة، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وتحسين الحالة النفسية، والحصول على فترات نوم كافية.
وتطرقت د. سحر إلى السمنة عند الأطفال، مشيرة إلى أن تأثيراتها قد لا تظهر قبل البلوغ، لكنها تؤدي إلى أمراض مشابهة لتلك التي تصيب البالغين، مثل السكري من النوع الثاني والكبد الدهني.
أبحاث علمية
وأوضحت أن المعهد القومي للتغذية أجرى العديد من الأبحاث حول معدلات السمنة في مصر بجميع الفئات العمرية، حيث أظهرت النتائج ارتفاع نسبتها بشكل ملحوظ، خاصة بين المراهقين وطلاب الجامعات، الذين تبين أن السمنة لديهم ترتبط بمشكلات مثل هشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، والسكري دون علمهم.
وأكدت د. سحر أن هناك أنواع مختلفة من السمنة، مثل الناتجة عن سوء التغذية، والسمنة المرضية، كما أشارت إلى أن هناك عوامل وراثية يمكن التغلب عليها من خلال الممارسات الصحية والرياضة، ولكن بعض الحالات ترتبط بأمراض مثل خلل الغدة الدرقية، وشددت على ضرورة المتابعة الدورية للوزن والسعي للحفاظ على أسلوب حياة صحي للوقاية من السمنة وعواقبها الوخيمة.
صحة الفم والأسنان
الدكتورة منى أحمد سالم، أستاذ طب الفم والأسنان بكلية طب أسنان القصر العيني، أكدت على وجود علاقة وثيقة بين السمنة وأمراض الفم والأسنان، لأن الصحة تبدأ من الفم والأسنان، وتؤثر التغذية الخاطئة على المضغ وصحة الأسنان والفكين، وأي شخص يتناول مواد كربوهيدراتية أو سكريات كثيرة تتسبب في مخاطر على الأسنان، كما تساعد على تسوس الأسنان وتآكلها، وكذلك أمراض اللثة، فالغذاء الصحي والاهتمام بتناول الخضروات والمواد الغنية بفيتامين د و سي، تفيد صحة الأسنان، وتقي من تراكم التسوس، مطالبة بزيادة التوعية بصحة الفم والأسنان في الأماكن المختلفة، للوقاية من مخاطرها على الصحة العامة.
توقف التنفس
قال الدكتور سمير حليم، استشاري ورئيس أقسام الأنف والأذن بعدد من المستشفيات التعليمية، أن السمنة تؤثر بشكل مباشر على عملية التنفس خاصة أثناء النوم، حيث يؤدي ذلك إلى "الشخير"، الذي يعد أولى علامات توقف التنفس أثناء النوم لدى الأطفال والبالغين، وأوضح أن هذه المشكلة تعقد العلاج، مما يجعل فقدان الوزن ضرورة حتمية لتحسين الحالة.
وأضاف أن اتباع أنظمة رجيم قاسية يخلف ترهلات تؤثر سلباً على المجرى التنفسي، لذا ينصح بممارسة الرياضة اليومية وفقدان الوزن بشكل تدريجي، لتجنب أي تأثير سلبي على عضلات الجسم، وضمان التوازن العضلي.
وأشار د. سمير إلى أن توقف التنفس أثناء النوم، يؤدي إلى مشكلات خطيرة مثل الأرق، واضطراب النوم.
السمنة من الطب إلى المجتمع
مؤخراً، رفعت الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، شعار "السمنة.. من الطب إلى المجتمع"، في مؤتمرها السنوي احتفالاً بيوبيلها الذهبي، متناولاً الأبعاد الطبية والاجتماعية لمشكلة السمنة، باعتبارها خطيرة، وابتكار حلول فعالة لمواجهتها، لتلافي أثرها السلبي على صحة الفرد والمجتمع.
أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة والسكان، على أهمية تبني حلول عاجلة ومستدامة، للتصدي لتحديات السمنة المفرطة، وتعمل مصر ضمن الخطة العالمية لخفض معدلات السمنة، والنهوض بالصحة العامة، وأن 40% من المصريين يعانون من السمنة المفرطة، و12% بين الأطفال، الأمر الذي يحتم تكثيف البرامج التوعوية، وتشجيع السلوكيات الغذائية الصحية، وممارسة الرياضة.
إحصائيات عالمية
أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن 1 من كل 8 أفراد في العالم يتعايش مع السمنة، وزادت معدلات السمنة خلال جيل كامل، إلى الضعف، وبمعدل 4 أضعاف بين المراهقين، وفي العالم 2.5 مليار شخص بالغ لديه وزن زائد، بينهم 890 مليوناً لديهم سمنة، و37 مليون طفل دون الخامسة لديه وزن زائد، و390 مليون طفل ومراهق بين 5 و19 سنة لديهم زيادة وزن بينهم 160 مليوناً يعانون من السمنة.
أسباب السمنة
تنتج السمنة عن اختلال التوازن بين النظام الغذائي والنشاط البدني، وكذلك عوامل نفسية واجتماعية ومتغيرات جينية، وتتفاقم بسبب عدم تحديدها في مراحل مبكرة، وتسببت في وفاة 5 ملايين شخص خلال عام بالعالم، جراء الإصابة بالأمراض غير السارية، مثل القلب، الأوعية الدموية، السكري، السرطان، الاضطرابات العصبية، أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، واضطرابات الجهاز الهضمي.
الطفل والمراهق
تؤثر السمنة على مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتخلف فيهما عواقب نفسية واجتماعية ضارة، حيث تؤثر على أداء الطفل والمراهق في المدرسة، وعلى نوعية حياتهما، وتعرضهما للوصم والتنمر.
أعباء اقتصادية
توقعت الصحة العالمية، في حالة عدم اتخاذ إجراءات بشأن السمنة، وصول التكاليف العالمية لها 3 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2030، وإلى 18 تريليون دولار بحلول عام 2060، وتواجه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل آثارها بشكل أكبر، وخاصة عوامل خطر الإصابة بالأمراض غير السارية ومنها السمنة، لدرجة أن هذه الدول تواجه أثاراً مضاعفة في نفس الوقت لسوء التغذية، وهي السمنة والنحافة.
الوقاية
الوقاية من زيادة الوزن والسمنة والأمراض المزمنة المترتبة عليها، وتبدأ منذ فترة الحمل، ثم الرضاعة الطبيعية الخالصة أول 6 أشهر بعد الولادة، وتناول الأطفال للطعام الصحي، مع ممارسة الرياضة، والنوم الكافي، وتقليل وقت مشاهدة التليفزيون، والحد من تناول السكريات والسعرات الحرارية المرتفعة، وزيادة تناول الفواكه والخضروات، والبقوليات والمكسرات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية