تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "السكوتر الكهربائي"... بديل غير آمن للدراجة الهوائية
source icon

سبوت

.

"السكوتر الكهربائي"... بديل غير آمن للدراجة الهوائية

كتب:فاتن محمود

مع تطور العصر واندماج التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، تطورت ألعاب الأطفال أيضًا، فظهرت موجة جديدة تمثلت في انتشار ظاهرة تأجير "السكوتر الكهربائي" في الشوارع، والذي بات يستخدم كبديل عن الدراجة الهوائية التقليدية.

ويُلاحظ أن أطفالاً في سن الخامسة يقودون هذا السكوتر في الشوارع العامة، دون أي ضوابط أو رقابة من الأسرة، التي تتركهم يتجولون به بحرية، مما يشكل خطرًا كبيرًا على سلامتهم وسلامة المارة، إذ أن غالبية هؤلاء الأطفال لا يدركون كيفية التحكم في السكوتر أو التعامل مع مواقف الطوارئ.

وقد دعا عدد من خبراء علم النفس إلى ضرورة التوعية بمخاطر انتشار السكوتر الكهربائي بين أيدي الأطفال، لما يشكله من تهديد مباشر على الأرواح، سواء للطفل نفسه أو للمواطنين الذين يسيرون في الشوارع. فهو لا يصدر أي صوت لتحذير المارة من اقترابه، مما يزيد من احتمالات وقوع الحوادث.

وطالب الخبراء بضرورة فرض رقابة صارمة على استخدام السكوتر الكهربائي، مع منع قيادته لمن هم دون سن السادسة عشرة، إلى جانب تدخل الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، لوضع تنظيم قانوني لهذا الأمر.

الدراجة متعة خاصة
في هذا السياق، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الفنان محمد سعد عندما غنى "البسكلتة بتمشي على الأرض وتدور" في فيلم "اللمبي" عام 2002، كان يعبر عن متعة قيادة الدراجة الهوائية، تلك المتعة التي لا تزال محفورة في ذاكرتنا حتى اليوم.

وأشار إلى أن الألماني كارل فون درايس، مخترع الدراجة، لم يكن يتوقع أن اختراعه سيسبّب كل هذا الفرح في نفوس الأطفال، فقد كان استئجار الدراجة في العيد أحد أبرز مصادر السعادة، ليس فقط لأنه وسيلة للترفيه، بل أيضًا لفوائده الصحية التي تعزز اللياقة البدنية وتحسن التنفس وتقوي الشعب الهوائية.

وأضاف أن الدولة اهتمت مؤخرًا بتخصيص طرق وممرات لسير الدراجات الهوائية، لما لها من فوائد متعددة، إلى جانب كونها وسيلة غير مكلفة في الصيانة، ولا تخالف القوانين، إلا أن دخول السكوتر الكهربائي إلى الشوارع المصرية بات يمثل تهديدًا حقيقيًا، كونه وسيلة غير آمنة، تفتقر إلى أبسط وسائل الحماية، مثل الخوذة، والقفازات، وواقيات الركب، وهي أدوات ضرورية لتفادي الإصابات الخطيرة، التي قد تشمل الكسور أو إصابات في الرأس، علمًا بأن ارتداء الخوذة يقلل من احتمالية الإصابة بنسبة تصل إلى 85%.

الشتاء أخطر
وأشار إلى أن خطورة استخدام السكوتر الكهربائي تتضاعف في فصل الشتاء، بسبب الانزلاق الناتج عن مياه الأمطار أو وجود بقع زيتية على الأرض، مما يعرض قائده للوقوع، لا سيما إذا كان يحمل طفلًا آخر خلفه، كما أن ضعف خبرة الأطفال في القيادة يجعلهم عرضة لحوادث الدهس، فضلًا عن أن السكوتر عرضة للسرقة والتفكيك بسهولة.

وأوضح د. هندي أن انتشار هذه الوسيلة تسبب في ارتفاع نسب الغياب عن المدارس نتيجة الإصابات التي يتعرض لها الأطفال، إضافة إلى أن السكوتر الكهربائي غير مرخص وتكلفة صيانته مرتفعة.

وطالب بأهمية نشر الوعي بمزايا استخدام الدراجة الهوائية، وتشجيع الأطفال على اقتنائها من خلال مبادرات رئاسية تتيح لهم فرصة المشاركة في ثمنها، على أن تسهم الأسرة في دفع الجزء المتبقي، وأكد على ضرورة عدم حرمان الطفل من السكوتر بشكل نهائي، ولكن يجب توعيته بمخاطره، مع مراعاة أن يكون السكوتر مزودًا بجهاز GPS لتسهيل متابعته، وسرعته محدودة، ولا يحتوي على أماكن لحمل الأمتعة، وأن يكون مزودًا بجهاز إنذار في حالات الخطر، إلى جانب تدريب الأطفال على مبادئ الإسعافات الأولية.

الرقابة مطلوبة
من جهته، حذر الدكتور محمد مختار صالح، استشاري الطب النفسي، من خطورة انتشار ظاهرة السكوتر، خصوصًا في أوساط الشباب الذين يستخدمونه في تنظيم سباقات وسرعات متهورة في الشوارع العامة، مثل تنفيذ حركات "الخمسات"، مما يعرضهم للإصابات الجسيمة ويثير الفزع بين المواطنين ويهدد سلامتهم.

وأكد د. مختار أن المسئولية تبدأ من داخل الأسرة، حيث ينبغي على أولياء الأمور الامتناع عن منح الأطفال المال لاستئجار السكوتر، علمًا بأن تكلفة تأجيره قد تصل إلى 50 جنيهًا لنصف الساعة الواحدة. كما دعا إلى ضرورة فرض رقابة على المحال التي تؤجر هذه الوسيلة، ومنع تأجيرها لمن هم دون سن 16 عامًا، مع اشتراط تقديم بطاقة الرقم القومي عند الاستئجار، ومحاسبة المخالفين قانونيًا، بل وتحميلهم المسئولية الجنائية في حال وقوع أي حوادث نتيجة الإهمال.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن التطور التكنولوجي ليس في حد ذاته أمرًا سيئًا، لكنه يحتاج إلى تنظيم وضوابط قانونية لضمان السلامة العامة، فالتكنولوجيا تحمل في طياتها الخير والشر، ويجب أن نستخدمها بوعي ومسئولية.

احترام الشارع
من جانبها، شددت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، على أهمية غرس ثقافة احترام الشارع وحق الآخرين في استخدامه، مشيرة إلى أن هذا الدور ينبغي أن تضطلع به المدرسة ووسائل الإعلام، من خلال البرامج التلفزيونية والمسلسلات، بطريقة غير مباشرة، لتوعية الأطفال بمخاطر استخدام السكوتر الكهربائي، وما قد يسببه من أخطار نتيجة التجول به دون رقابة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية