تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أول يوم العيد- سواء الفِطْر أو الأضْحَى- يتسابق أهل الخير وروَّاد العمل التطوّعى، لإدخال الفرحة والسرور على وجوه الناس- خاصّة الأطفال- ويستثمرون فرصة الأعياد لتحويلها إلى مناسبة ينتظرها الجميع بـ"شَوْقٍ ولَهْفَةٍ" كبيرُهم قبل صغيرُهم.
ومن هنا نجد المساجد الكبرى وساحات صلاة العيد، تكتظ بالزيْنة والبالونات المُلَوَّنة التى تُدْخِل البهجةَ والسعادةَ على المُصَلَّين وأبنائهم.
وفى محاولة لرصد جهود "الجنود المجْهولة" التى تسعى لإسعاد الناس، التقينا مصطفى عفيفى- قائد كشفي وأحد سكان بمنطقة النزهة الجديدة 2 والذي شهدناه يتولى القيادة والتنسيق بتزيين المساجد في صلاة العيد بالمنطقة- والذى بدأ هذه الفكرة منذ 9 سنوات، فيقول: تَرَبَّيْتُ فى أسرة تحبُّ العمل الخيرى وتسعى لإسعاد الناس، ففكَّرنا فى وسيلة لإدخال الفرحة والبهجة على الناس، فكانت هى إسعاد الأبناء وهو ما يسعد أولياءهم، ولم أجد أفضل من فرصة التجمُّع فى الأعياد وتحديدًا خلال أداء صلاة العيد في الساحات.
البداية ألف بالونة
يستطرد: بدأت متطوعاً ومن حسابي الخاص مع أبنائى (بلال وباسل) فى شراء البالونات ، ١٠ أكياس بحوالى ألف بالونة وأخذنا نَنْفُخُها بشكل بدائى، فلم يكن هناك "المُنْفَاخ أو الكُمبروسر"، وظَلَلَنا طوال ليلة العيد نجهِّز البلالين من بعد صلاة العشاء حتى صلاة العيد وشدها بواسطة أشرطة بلاستيكية سهل قطعها وتثبيتها فوق المصلين بحيث يمكن قطعها بسهولة بعد صلاة العيد.
ويواصل: صباح يوم العيد يقوم أولياء الأمور بقطعها وإعطائها للأطفال، فكان لها صدًى جميلا، فكل من حَضَر وشاهد المنظر أخذ يدعو لفاعله- دون أن يعرفه- لأننا كنَّا نعلِّقها فى الفجر، وتحديدا من بعد العشاء نظلُّ واقفين نعلِّق الزينة والبلالين، لدرجة أن أيدي أبنائي كانت تُصاب من كَثرة ربط البلالين، فليست هناك وسيلة للربط غير الأيدى.
ويستطرد: لكن كل هذا التَّعب كان يزول بمجرّد رؤيتنا وشعورنا بفرحة الناس وخصوصا الأطفال، فكان هدفنا إسعاد الناس وإدخال السرور علي قلوبهم، وعلمت أولادي أن هذا العمل من أفضل الأعمال إلي الله عز وجل وهو إدخال السرور علي قلب مسلم، وتشجيع الأطفال على حبّ الحضور إلى المسجد، ليس الحضور فقط بل الحضور المُبَكِّر لأن التكبيرات هى الأهم، ومشاركتهم شئ يسعدنا ويسعدهم ويعظم الشعور بصلاة العيد.
التوسع والانتشار
ويسترسل مصطفى عفيفى حديثه ويقول: فى العام التالى أردنا أن نتوسَّع في التوزيع، فضاعَفْنا العدد ليصبح ٣ آلاف بالونة، لكن مازال الربط بالأيدى، فقرّرنا استحداث فكرة توزيع الأكياس، قبل صلاة العيد على كل أطفال الساحة وخاصة مسجد سيد المرسلين، وكانت تكلُفة الكيس ٥ جنيهات، ويضم: (شيبسى، مصَّاصة، بسكويت، حلوى، بالونة).
وتابع: مع الإبقاء على تزيين الشوارع المحيطة بالساحات والمساجد، وحرصنا على جعل الزينة قريبة من متناول كبار السن، بحيث عقب الانتهاء من الصلاة يستطيع الشخص "قطعها" من الحبال المعلقة وتوزيعها على أطفاله الصغار، فهدفنا كما نؤكد دوما هو إسعاد الجميع، كبارا وصغارا، وليس مجرد التزيين، فهناك أناس كثيرون يفرحون ويحرصون على "قطع" الزينة لإسعاد أبنائهم، وهذا لا يُحزننا طالما كان بعد الصلاة.
عام الكورونا
وتحدث القائد الكشفي عن الفترة التي ظهر فيها فيروس "كوفيد 19" وأغلقت جميع المساجد في شهر رمضان، متابعا: لكن لم يتوقف عن هذا العمل وإنما قمنا بشراء كمبروسر ( منفاخ بلالين) لعدم نفخ البلالين بالفم ولكي يطمئن أولياء الأمور بسلامة البالونات عند استخدامها، وقمنا بنفخ عدد كبير منها وتوزيعها في الشوارع وقت صلاة العيد ونحن نتجول مع ابنائى عبر سيارتى الملاكي والتكبيرات بصوت كبير لشعور الناس بالعيد.
شفافية التعامل
يضيف عفيفى: ورغم نجاح الفكرة، وفرحة الناس بها، إلا أنه كانت هناك بعض الهواجس والتوجُّسات من البعض، عن مصدر التمويل. لذلك اتجهت لبعض أصحاب المحال التجارية واتفقت معهم على طباعة "سبونسر" دعائى لهم، مقابل المشاركة بالدعم.
وذكر أنه ليس هذا فحسب بل، حدَّدَتُ أيضا جهات الصرف واستلام الهدايا من خلال إيصالات استلام، حيث وجهنا الدعوة للمساجد المحيطة بإرسال مندوب لاستلام 100 كيس والمساجد الكبيرة 300 كيس وتم إعداد 1000 كيس ، فأصبح مصدر التمويل وكذا الصرف والاستلام، معلوم للجميع، وبكل شفافية ووضوح يتم عمل كشف حساب بكل الواردات والمصاريف.
مشاركة وطنية
يتابع "عفيفي": والمشكلة التى تواجهنا اليوم هى ارتفاع تكلفة نفس الكيس لـ 20 جنيها، ومع ذلك نُصِرُّ على الاستمرار فهى سنَّة حسنة نرجو الله أن يجعلها فى ميزان حسناتنا، وكلها بالجهود الذاتية، حتى أصبح لدينا فريق متكامل من المتطوّعين، فكل الأسر التى سعدت الأعوام الماضية تحرص على مشاركتنا، سواء بالدعم المادى أو المعنوى وإرسال أبنائهم لمساعدتنا.
وقال: حتى الأخوة المسيحيين لم يتأخّروا ويشاركونا فى الإعداد والتجهيز، ويسهروا معنا حتى الصباح، لأن حب إسعاد الغير ليس مقصورا على فئة معينة، بل أصحاب الفطرة السليمة النقية دائما يحرصون على هذه الفضيلة، بغض النظر عن الدين أو الجنس.
اتباعا للسُنَّة
ويرى الحاج أحمد أبو هاجر- صاحب أحد المحلات- أن هذه الفكرة أشاعت الفرحة بين الناس فى المنطقة، وهذا ما دعانا للمشاركة فى دعمها، تجسيدا للسُنَّة النبوية التى تحثُّ على إدخال الفرحة والسرور على الناس.
يتفق معه الدكتور أحمد كركور صاحب صيدلي، مؤكِّدا أن دعم ومساندة مثل هذه الأفكار، إن لم يكن فرضا دينيا وواجبا وطنيا، فماذا يكون؟! فهى تُفْرِح الناس وتخفِّف عنهم معاناتهم اليومية مع الظروف التى هى فى أمسِّ الحاجة للمقابلة بـ"البَسْمَة والضِحْكَة"، على الأقلِّ فى موسم الأعياد التى شَرَعها الله لإدخال الفرحة والسرور على الجميع.
ومن هنا نجد المساجد الكبرى وساحات صلاة العيد، تكتظ بالزيْنة والبالونات المُلَوَّنة التى تُدْخِل البهجةَ والسعادةَ على المُصَلَّين وأبنائهم.
وفى محاولة لرصد جهود "الجنود المجْهولة" التى تسعى لإسعاد الناس، التقينا مصطفى عفيفى- قائد كشفي وأحد سكان بمنطقة النزهة الجديدة 2 والذي شهدناه يتولى القيادة والتنسيق بتزيين المساجد في صلاة العيد بالمنطقة- والذى بدأ هذه الفكرة منذ 9 سنوات، فيقول: تَرَبَّيْتُ فى أسرة تحبُّ العمل الخيرى وتسعى لإسعاد الناس، ففكَّرنا فى وسيلة لإدخال الفرحة والبهجة على الناس، فكانت هى إسعاد الأبناء وهو ما يسعد أولياءهم، ولم أجد أفضل من فرصة التجمُّع فى الأعياد وتحديدًا خلال أداء صلاة العيد في الساحات.
البداية ألف بالونة
يستطرد: بدأت متطوعاً ومن حسابي الخاص مع أبنائى (بلال وباسل) فى شراء البالونات ، ١٠ أكياس بحوالى ألف بالونة وأخذنا نَنْفُخُها بشكل بدائى، فلم يكن هناك "المُنْفَاخ أو الكُمبروسر"، وظَلَلَنا طوال ليلة العيد نجهِّز البلالين من بعد صلاة العشاء حتى صلاة العيد وشدها بواسطة أشرطة بلاستيكية سهل قطعها وتثبيتها فوق المصلين بحيث يمكن قطعها بسهولة بعد صلاة العيد.
ويواصل: صباح يوم العيد يقوم أولياء الأمور بقطعها وإعطائها للأطفال، فكان لها صدًى جميلا، فكل من حَضَر وشاهد المنظر أخذ يدعو لفاعله- دون أن يعرفه- لأننا كنَّا نعلِّقها فى الفجر، وتحديدا من بعد العشاء نظلُّ واقفين نعلِّق الزينة والبلالين، لدرجة أن أيدي أبنائي كانت تُصاب من كَثرة ربط البلالين، فليست هناك وسيلة للربط غير الأيدى.
ويستطرد: لكن كل هذا التَّعب كان يزول بمجرّد رؤيتنا وشعورنا بفرحة الناس وخصوصا الأطفال، فكان هدفنا إسعاد الناس وإدخال السرور علي قلوبهم، وعلمت أولادي أن هذا العمل من أفضل الأعمال إلي الله عز وجل وهو إدخال السرور علي قلب مسلم، وتشجيع الأطفال على حبّ الحضور إلى المسجد، ليس الحضور فقط بل الحضور المُبَكِّر لأن التكبيرات هى الأهم، ومشاركتهم شئ يسعدنا ويسعدهم ويعظم الشعور بصلاة العيد.
التوسع والانتشار
ويسترسل مصطفى عفيفى حديثه ويقول: فى العام التالى أردنا أن نتوسَّع في التوزيع، فضاعَفْنا العدد ليصبح ٣ آلاف بالونة، لكن مازال الربط بالأيدى، فقرّرنا استحداث فكرة توزيع الأكياس، قبل صلاة العيد على كل أطفال الساحة وخاصة مسجد سيد المرسلين، وكانت تكلُفة الكيس ٥ جنيهات، ويضم: (شيبسى، مصَّاصة، بسكويت، حلوى، بالونة).
وتابع: مع الإبقاء على تزيين الشوارع المحيطة بالساحات والمساجد، وحرصنا على جعل الزينة قريبة من متناول كبار السن، بحيث عقب الانتهاء من الصلاة يستطيع الشخص "قطعها" من الحبال المعلقة وتوزيعها على أطفاله الصغار، فهدفنا كما نؤكد دوما هو إسعاد الجميع، كبارا وصغارا، وليس مجرد التزيين، فهناك أناس كثيرون يفرحون ويحرصون على "قطع" الزينة لإسعاد أبنائهم، وهذا لا يُحزننا طالما كان بعد الصلاة.
عام الكورونا
وتحدث القائد الكشفي عن الفترة التي ظهر فيها فيروس "كوفيد 19" وأغلقت جميع المساجد في شهر رمضان، متابعا: لكن لم يتوقف عن هذا العمل وإنما قمنا بشراء كمبروسر ( منفاخ بلالين) لعدم نفخ البلالين بالفم ولكي يطمئن أولياء الأمور بسلامة البالونات عند استخدامها، وقمنا بنفخ عدد كبير منها وتوزيعها في الشوارع وقت صلاة العيد ونحن نتجول مع ابنائى عبر سيارتى الملاكي والتكبيرات بصوت كبير لشعور الناس بالعيد.
شفافية التعامل
يضيف عفيفى: ورغم نجاح الفكرة، وفرحة الناس بها، إلا أنه كانت هناك بعض الهواجس والتوجُّسات من البعض، عن مصدر التمويل. لذلك اتجهت لبعض أصحاب المحال التجارية واتفقت معهم على طباعة "سبونسر" دعائى لهم، مقابل المشاركة بالدعم.
وذكر أنه ليس هذا فحسب بل، حدَّدَتُ أيضا جهات الصرف واستلام الهدايا من خلال إيصالات استلام، حيث وجهنا الدعوة للمساجد المحيطة بإرسال مندوب لاستلام 100 كيس والمساجد الكبيرة 300 كيس وتم إعداد 1000 كيس ، فأصبح مصدر التمويل وكذا الصرف والاستلام، معلوم للجميع، وبكل شفافية ووضوح يتم عمل كشف حساب بكل الواردات والمصاريف.
مشاركة وطنية
يتابع "عفيفي": والمشكلة التى تواجهنا اليوم هى ارتفاع تكلفة نفس الكيس لـ 20 جنيها، ومع ذلك نُصِرُّ على الاستمرار فهى سنَّة حسنة نرجو الله أن يجعلها فى ميزان حسناتنا، وكلها بالجهود الذاتية، حتى أصبح لدينا فريق متكامل من المتطوّعين، فكل الأسر التى سعدت الأعوام الماضية تحرص على مشاركتنا، سواء بالدعم المادى أو المعنوى وإرسال أبنائهم لمساعدتنا.
وقال: حتى الأخوة المسيحيين لم يتأخّروا ويشاركونا فى الإعداد والتجهيز، ويسهروا معنا حتى الصباح، لأن حب إسعاد الغير ليس مقصورا على فئة معينة، بل أصحاب الفطرة السليمة النقية دائما يحرصون على هذه الفضيلة، بغض النظر عن الدين أو الجنس.
اتباعا للسُنَّة
ويرى الحاج أحمد أبو هاجر- صاحب أحد المحلات- أن هذه الفكرة أشاعت الفرحة بين الناس فى المنطقة، وهذا ما دعانا للمشاركة فى دعمها، تجسيدا للسُنَّة النبوية التى تحثُّ على إدخال الفرحة والسرور على الناس.
يتفق معه الدكتور أحمد كركور صاحب صيدلي، مؤكِّدا أن دعم ومساندة مثل هذه الأفكار، إن لم يكن فرضا دينيا وواجبا وطنيا، فماذا يكون؟! فهى تُفْرِح الناس وتخفِّف عنهم معاناتهم اليومية مع الظروف التى هى فى أمسِّ الحاجة للمقابلة بـ"البَسْمَة والضِحْكَة"، على الأقلِّ فى موسم الأعياد التى شَرَعها الله لإدخال الفرحة والسرور على الجميع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية