تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الزواج المتأخر.. تحوّل في معايير المرأة عند اختيار شريك الحياة
source icon

سبوت

.

الزواج المتأخر.. تحوّل في معايير المرأة عند اختيار شريك الحياة

كتب: شيماء مكاوي

لم يعد الزواج في المجتمعات العربية حدثًا صاخبًا أو خطوة تُتخذ وفق القوالب التقليدية كما كان من قبل، فسنوات العزوبية الطويلة التي تعيشها الكثير من الفتيات باتت تُشكل وعيًا مختلفًا، وتُعيد ترتيب أولوياتهن ومعاييرهن في اختيار الشريك. وفي وسط هذا التغير الملحوظ، تظهر نماذج واضحة تعبر عن هذا التحول؛ فكلا من منة شلبي ومي عز الدين اختارتا الارتباط بعد سنوات من الاستقلال والعزوبية، لكن المدهش أن كلتيهما فضلتا الزواج بهدوء، دون صخب أو حفلات زفاف ضخمة، مكتفيتين بعقد قران عائلي بسيط يعكس نضجهن وطريقة تفكيرهن الجديدة، وهنا يطرح الواقع سؤالًا مهمًا؛ هل يؤثر تأخر سن الزواج فعلًا في معايير اختيار الشريك ويُعيد رسم حدود العلاقة وشكل الارتباط؟

نضج المرأة والوعي بالاحتياجات
في هذا السياق، تقول الدكتورة منى شاكر، استشاري أسري، إن التقدم في العمر يؤثر بالإيجاب على نضج المرأة والوعي الحقيقي باحتياجاتها، كما يكون لديها القدرة على التمييز بين العلاقات السطحية والعلاقات الحقيقية، كما أنه مع مرور السنوات تتراجع لديها الشكليات والضغوط الاجتماعية.

وتابعت، تتميز الفتيات اللاتي تأخر زواجهن باختيار شريك للحياة بمعايير أخرى مختلفة، أهمها احترام المساحة الشخصية لكل طرف من الأطراف، وإذا اخترن شريكًا لحياتهن، تكون العلاقة فيما بينهما قائمة على التكافؤ العاطفي والفكري والاستقرار النفسي، والقدرة على فهم طبيعة الطرف الآخر، وأيضًا القدرة على الشراكة، وليس السيطرة والتحكم في حياة أي من الطرفين.

كما أن الشخص الذي يدخل تجربة الزواج في سن متأخرة غالبًا ما يكون أكثر وعيًا بنقاط قوته وضعفه، وأكثر قدرة على إدارة الخلافات، وأقل تأثرًا بالعادات البالية في المجتمع، حسبما أكدت استشارية العلاقات الأسرية.

رؤية جديدة للزواج
في السنوات الأخيرة، لاحظ الرأي العام بروز نموذج جديد للارتباط، تتصدّره شخصيات عامة مثل منة شلبي ومي عز الدين، اللتين لجأتا إلى عقد قران منزلي هادئ بحضور العائلة والمقربين فقط، بعيدًا عن الاحتفالات الكبرى التي تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.

وعن هذا تحدثت د. منى وقالت إن هذا الأمر لا يعود إلى رغبة في الخصوصية فقط، بل يكشف عن رؤية جديدة للزواج ترى أن جوهر العلاقة أهم من المظاهر، وأن الاحتفال الحقيقي يبدأ داخل البيت وبين أفراد الأسرة، لا على منصات التواصل. فكلما تقدم الفرد في العمر، زادت حاجته إلى البساطة والاستقرار، وانخفضت رغبته في الطقوس الصاخبة التي قد يرى أنها لم تعد تعبر عن شخصيته أو قناعاته.

معايير الاختيار تختلف
وأكدت أن معايير الاختيار في هذا العمر تختلف عن العمر الصغير في عدة أشياء أهمها:

- يتراجع الاندفاع الذي يطغى على العلاقات في سن صغيرة، ويحل محله تفكير هادئ يعتمد على التجارب والخبرات.
- يصبح الاختيار قائمًا على الشخص نفسه، لا على ما يقدمه للمجتمع من مظهر أو مكانة.
- يفضل كثيرون الارتباط بعيدًا عن الأضواء، حفاظًا على سلامة العلاقة، كما فعلت بعض الشخصيات العامة.
- ينخفض تأثير الآراء العائلية، وترتفع قدرة المرأة والرجل على اتخاذ قرار مستقل وواعٍ.

وأشارت د. منى إلى أن تأخر سن الزواج ليس علامة أزمة شخصية أو اجتماعية كما كان يصور قديمًا، بل مؤشر لنضج اجتماعي وتغير في شكل العلاقات وتراجع للضغوط التي كانت تجبر الأفراد على الزواج دون استعداد، بل إن كثيرًا من الدراسات تشير إلى أن الزيجات التي تتم في سن متأخرة تكون غالبًا أكثر استقرارًا، نظرًا لقوة التواصل بين الطرفين.

تفهم الخصوصية واحترامها
ومن جانبه يقول الدكتور عبد العزيز آدم، استشاري نفسي: "أصبحت حياة الفتيات اللاتي تأخرن في الزواج أكثر وضوحًا ونمطية مما كانت عليه في السابق، إذ تشكلت لهن طقوس يومية ثابتة ومسارات حياتية اعتدن عليها، وهو ما يجعل أي شريك مقبل مطالبًا بتفهم هذه الخصوصية واحترامها."

وتابع، ولهذا، إذا شعرت الفتاة بأن الرجل الراغب في الارتباط يسعى لتغيير نمط حياتها الذي صنعته على مدار سنوات، فإن انسحابها يصبح خطوة طبيعية تحافظ بها على اتزانها واستقلالها. والأمر ذاته ينطبق على الرجل، فهو أيضًا يمتلك حياته وخياراته التي لا يرغب في التنازل عنها.

نظرة أكثر عملية ونضجًا
وتؤمن هذه الفتيات بمبدأ: "أنا من أختار حياتي كما أريد"، أي أن قرار إقامة حفل زفاف أو الاكتفاء بعقد قران عائلي بسيط يعود إليهن وحدهن، ويغلب على اختياراتهن الطابع العملي، ولا يرتبط هذا النضج بسن معينة، فهناك من يقررن ذلك وهن في كامل وعيهن ونضجهن العاطفي، ظنًا منهم أن إقامة حفل زفاف وتحمل تكاليف كبيرة يمكن الاستفادة منها بشكل آخر.

كما أن الفتاة التي عاشت سنوات طويلة في العزوبية لا تنخدع بسهولة بالكلام دون الفعل، خصوصًا الشخصيات العامة أو الفنانين، فهي بحكم تجاربها وتعدد معارفها تستطيع التمييز بين الجاد وغيره، فهي لا تتزوج لمجرد الزواج، بل تبحث عن شريك يضيف إلى حياتها ويشاركها تفاصيلها، لذلك لا تدخل في علاقات بدافع الفراغ، ولا تنبهر سريعًا، ولا تنتقص من قيمتها، وإنما تتعامل مع العلاقة بوصفها شراكة متوازنة، مما يجعل اختياراتها أكثر حكمة، وغالبًا أكثر نجاحًا.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية