تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "الزهايمر".. روشتة الخروج من معركة صحية تواجه الكبار والصغار
source icon

سبوت

.

"الزهايمر".. روشتة الخروج من معركة صحية تواجه الكبار والصغار

كتب:محمود جودة

مع ارتفاع متوسط الأعمار وتغير نمط الحياة، لم تعد الشيخوخة رحلة عادية، بل صارت مصحوبة بتحديات صحية جسيمة، أبرزها مرض "الزهايمر" وأمراض الخرف المرتبطة به، وللأسف لم يعد هذا المرض حكرًا على كبار السن، حيث تم رصد إصابات مبكرة بين فئات أصغر، ما جعلها قضية تمس المجتمع بأسره.

المرض والمعرفة
تشير الدراسات إلى أن نسبة انتشار الخرف بين كبار السن في مصر تراوحت بين 2 - 5%، وتتزايد بوضوح مع التقدم في العمر، وتكشف دراسة حول "المعرفة العامة بمرض ألزهايمر في مصر"، أجراها باحثون متخصصون، أن شريحة واسعة من المصريين تفتقر للوعي الكافي بأعراض المرض، خاصة فيما يتعلق بالتشخيص المبكر وأساليب الإدارة اليومية، بينما أظهرت النتائج وعيا أكبر بأهمية المناعة ونمط الحياة الصحي، ولكن تظل التوعية بالرعاية النفسية والعناية اليومية ضعيفة مجتمعيًا.

اضطراب الذاكرة القريبة
تقول الدكتورة منى عبد المقصود، استشاري الطب النفسي، أن الزهايمر لا يصيب كل كبار السن، وهناك طرق للوقاية منه، وهو مرض مميز بوجود اضطراب في الذاكرة القصيرة، لذلك ينسى الفرد ماذا أكل أو شرب أو أخذ العلاج أو لا أو أين يضع أمواله، ولذلك يشعر مريض الزهايمر دائماً بحالة من الاضطهاد أو بأن أحداً ما أخذ أمواله، ويفقد مريض الزهايمر القدرة على تمييز المكان، ومع ذلك يتذكر مواقف قديمة مرت به في حياته.

ويبدأ باضطراب في الذاكرة قريبة المدى، وبعضهم يفقدها تمامًا، ويجب التدقيق في تشخيص المرض، وخاصة في ظل وجود اختلاط بين أعراض الزهايمر، وأخرى لها علاقة بالضلالات والأوهام.

للوقاية من المرض يجب على كبير السن تنشيط عقله والتفكير والحفظ والتركيز، والاندماج في المناقشات مع غيره لتنشيط الخلايا الذهنية، ويحتاج لتنظيم الحياة من حوله، ويفضل أن يكون محتويات مكان إقامته ثابته وفي نفس الأماكن، لكي لا نرهق عقله بتفاصيل قد تضايقه.

الوقاية للكبار
وبشكل عام، للوقاية من الزهايمر لدى الكبار، ينصح باتباع نمط حياة صحي شامل، يجمع بين النشاطين البدني والذهني المنتظم، والغذاء الصحي المتوازن، بهدف تحسين الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالخرف.

نصائح لوقاية كبار السن من الزهايمر:
1 – الحفاظ على الصحة الجسدية:
من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، حيث يساعد النشاط البدني على تحسين أداء القلب والدماغ، وتعزيز نمو وصلات عصبية جديدة.

2- اتباع نظام غذاء صحي متوازن: بالتركيز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة لتعزيز صحة الدماغ.

3 – الوزن الصحي: وتجنب السمنة لأنها ترفع من خطر الإصابة بالزهايمر.

4 – الأمراض المزمنة: حيث يجب ضبط مستويات ضغط الدم والسكر والكوليسترول، والتي تؤثر ارتفاعها سلباً على صحة وسلامة الأوعية الدموية في الدماغ.

5 – منع التدخين: سواء كان مباشر او غير مباشر "التدخين السلبي"، حيث تلحق سموم التبغ الضرر بالأوعية الدموية في الدماغ.

6 – النوم الكافي: حيث يعزز الصحة العقلية، ويقي من الزهايمر.

7- تحفيز الدماغ: من خلال ممارسة أنشطة تحفز العقل، ومنها القراءة، وحل الكلمات المتقاطعة أو الألغاز، أو غيرها.

8- ضرورة التواصل الاجتماعي: والابتعاد عن العزلة التي تضاعف من خطر الإصابة بالزهايمر.

 إنقاذ الصغار
ومن أجل إنقاذ صغار السن من خطر الزهايمر، سطرت أستاذ الطب النفسي روشتة هامة للاحتفاظ بها وتنفيذها، للوقاية من براثن المرض، تنحصر في:

1- تعزيز التعليم والتحفيز العقلي، لأن مستويات التعليم المنخفضة، قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالزهايمر، لذلك فإن التسرب من التعليم أو الحرمان منه خطر على الفرد ويضر بالمجتمع.

2 – النشاط البدني المنتظم في سن مبكرة، من خلال ممارسة الرياضة، أو العمل، أو غيرها بما يعزز من صحة القلب والدماغ، ويقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر مستقبلا.

3- التغذية الصحية، باتباع نمط غذائي صحي متوازن منذ سن مبكرة، لضمان صحة جيدة في مراحل الحياة المتأخرة.

توعية صحية
الدكتور أيمن عباس، رئيس الإدارة المركزية الصحة النفسية، بوزارة الصحة، أكد على وجود 24 مستشفى ومركز طب نفس مسنين تابعة للإدارة المركزية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، على مستوى الجمهورية، وتنظم فيها فعاليات توعوية علمية، لتعزيز الوعي بمرض الزهايمر وسبل الوقاية منه، وخاصة في المناسبات الدولية التي تسلط الضوء، أو اليوم العالمي لطب المسنين مطلع أكتوبر من كل عام.

وتركز الفعاليات التوعوية على أهمية الوقاية من الزهايمر، ودور مقدمي الرعاية الصحية، واستعراض أحدث الأساليب العلاجية العالمية في هذا المجال.

مشيراً إلى اهتمام الدولة بصحة كبار السن، تقديرًا لهم وقيمتهم الإنسانية والمجتمعية، كما توفر لهم خدمات طبية شاملة تلبي احتياجاتهم، ضمن استراتيجية تحسين جودة الحياة والرعاية الصحية المستدامة، كما تهتم بتدريب الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وأطقم التمريض، لرفع كفاءة الخدمات المقدمة للمرضى.

دراسة حديثة
في دراسة حديثة شاركت فيها الدكتورة شيماء الجعفري، استشاري الأمراض العصبية بطب القاهرة، توصلت إلى أن الوعي العام بأعراض الزهايمر وإمكانية التشخيص المبكر لا يزال محدودا، ما يحول دون الوصول للإجراءات المبكرة التي تبطئ التقدم المنذر بالخطر.

ويجب ملاحظة عوامل الخطر كاملة، ومنها الإصابة بالسكري، وارتفاع الضغط، حيث يسهم ذلك بوضوح في تقليل احتمالات تدهور الإدراك لدى المسنين، وفي الوقت ذاته تتحمل الأسرة التي بها مريض بالزهايمر عبئا كبيرا في رعايته، الأمر الذي يتطلب دمج خدمات التشخيص والتوعية، ضمن برامج الرعاية الشاملة، وتوفير العلاج.

تكلفة اقتصادية
رغم عدم توافر إحصائية دقيقة في مصر حول التكلفة الشهرية لمريض الزهايمر، إلا أن التقديرات الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، تكشف أن الأعباء الاقتصادية لمرض الخرف في الدول العربية، تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا، موزعة بين التكاليف المباشرة مثل الأدوية، والمتابعة الطبية، والخدمات المساندة، وغير المباشرة ومنها رعاية الأسرة، وفقدان الإنتاجية، وانخفاض جودة الحياة.

ولذلك يؤكد خبراء الطب النفسي، أن الزهايمر ليس مجرد فقدان للذاكرة، بل قضية صحية واجتماعية واقتصادية متشابكة، تفرض على المجتمع المصري التحرك الجاد، بدءا من تعزيز التوعية والبحث العلمي، وانتهاء بتحسين خدمات التشخيص المبكر وتوسيع برامج الرعاية، وذلك بهدف الاستثمار في هذه الجوانب لحماية كبار السن، وبناء منظومة صحية أكثر عدالة وكرامة، تعيد للشيخوخة إنسانيتها.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية