تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في الوقت الذي يراها كثيرون وسيلة للمرح والضحك، تُطلق تحذيرات متزايدة من أطباء أطفال وخبراء تربية بشأن خطورة الزغزغة المفرطة للأطفال، مؤكدين أنها قد تتحول من تصرف عفوي إلى خطر حقيقي على حياة الطفل وصحته النفسية والجسدية.
الزغزغة أو "الدغدغة" تُعتبر جزءًا من ثقافات الشعوب، وتمارس في البيوت باعتبارها شكلاً من أشكال الترفيه أو التعبير عن الحب، لكن الدراسات الطبية تشير إلى أن لهذا السلوك جانبًا مظلمًا، خاصة حين يُمارس بشكل متكرر أو مبالغ فيه على أطفال صغار لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أو التعبير عن انزعاجهم.
الزغزغة أو "الدغدغة" تُعتبر جزءًا من ثقافات الشعوب، وتمارس في البيوت باعتبارها شكلاً من أشكال الترفيه أو التعبير عن الحب، لكن الدراسات الطبية تشير إلى أن لهذا السلوك جانبًا مظلمًا، خاصة حين يُمارس بشكل متكرر أو مبالغ فيه على أطفال صغار لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أو التعبير عن انزعاجهم.
تحذيرات موثقة
انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي شهادات من آباء وأمهات تحدثوا عن مواقف أصيب فيها أطفالهم بنوبات هلع بعد الزغزغة، إحدى الأمهات كتبت "كنت أزغزغ ابني حتى يضحك، لكن في أحد الأيام بدأ في البكاء فجأة وتوقف عن التنفس للحظات، شعرت بالرعب ونقلته للمستشفى فورًا، تقول إنها لم تكن تتخيل أن الزغزغة قد تُسبب له ضررًا نفسيًا أو جسديًا.
فقدان السيطرة
يقول الدكتور سيد عبد الحفيظ، استشاري طب الأطفال، إن "الزغزغة" قد تبدو مضحكة، لكنها في الحقيقة تُحدث حالة من فقدان السيطرة لدى الطفل على جسده، وقد تُسبب له نوبات ضحك لا إرادية تختلط بالهلع، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة دون توقف، متابعة الضحك المفرط الناتج عن الزغزغة ليس دائمًا دليلًا على المتعة، بل قد يكون استجابة جسدية لا إرادية بسبب تحفيز الأعصاب الحسية بشكل زائف.
ويحذر استشاري الأطفال من خطورة ما يسمى بـ "توقف التنفس المؤقت"، الذي يمكن أن يحدث أثناء نوبة الضحك العنيفة، موضحًا أن الطفل قد يدخل في حالة من الاختناق، يصاحبها عدم وصول كافٍ للأكسجين إلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو في حالات نادرة الوفاة.
أضرار نفسية
لا تقتصر مخاطر الزغزغة على الجانب الجسدي فقط، إذ تشير الأخصائية النفسية الدكتورة إيمان علي، إلى أن الدغدغة القسرية تُعد من أشكال الانتهاك الجسدي إذا تمت رغمًا عن الطفل، لأنها تفقده الشعور بالأمان وتجعله يشعر بأنه لا يتحكم بجسده.
وتتابع الطفل حين يُجبر على الضحك، رغم شعوره بالخوف أو الانزعاج، يتكون لديه شعور داخلي بالضعف والمهانة، وقد ينعكس ذلك في سلوكه لاحقًا، سواء في شكل عدوانية أو انعزال أو حتى قلق مستمر.
من جهته، يقول الدكتور أيمن يوسف، استشاري المخ والأعصاب، إن "الدغدغة" القوية قد تُحفز العصب الحائر (Vagus nerve)، الذي يلعب دورًا هامًا في تنظيم التنفس وضربات القلب، وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي إلى تباطؤ مفاجئ في ضربات القلب، ما يُشكل خطرًا على حياة الطفل.
وتابع، قد تبدو الزغزغة وسيلة للضحك، لكنها ليست آمنة دائمًا، ومثلما نُعلم أبناءنا احترام الآخرين، علينا أن نُعلم أنفسنا احترام أجسادهم وحدودهم، لأن الحب الحقيقي لا يُفرض، ولا يُقاس بكمية الضحك، بل بمدى الأمان الذي يشعر به الطفل في حضن من يحبه.
هل نمنع الزغزغة تمامًا؟
يؤكد الخبراء أن الزغزغة الخفيفة، إذا تمت بموافقة الطفل، لا تُعد خطرًا، لكن الأمر يتطلب وعيًا وحدودًا، يقول د. عبد الحفيظ، إذا أبدى الطفل رفضه أو شعرت أنه منزعج، فيجب التوقف فورًا، اللعب يجب أن يكون وسيلة لبناء الثقة، لا لهدمها.
أما د. إيمان، فتنصح بأن تُستبدل الزغزغة بطرق ترفيهية أخرى مثل الحضن، أو رواية القصص، أو اللعب بالألعاب المناسبة للعمر، نحتاج إلى إعادة التفكير في طرقنا التربوية، لأن كثيرًا مما اعتدنا عليه قد يُشكل ضررًا دون أن نعي، على حد قولها.
دعوة للتوعية المجتمعية
تُطالب منظمات الصحة العالمية والمحلية بنشر التوعية بشأن سلوكيات الأهل اليومية، خاصة تلك التي ترتبط بصحة وسلامة الأطفال، وتُشدد على أن التصرفات العفوية مثل الزغزغة أو رفع الطفل في الهواء أو هزه بعنف يجب أن تُمارس بحذر، وتحت رقابة واعية، حتى لا تتحول اللحظات السعيدة إلى كوارث مأساوية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية