تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الريكي.. أحدث صيحات العلاج الياباني بالطاقة
source icon

سبوت

.

الريكي.. أحدث صيحات العلاج الياباني بالطاقة

كتب:شيماء مكاوي

في الوقت الذي أصبحت فيه الضغوط النفسية جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية، عاد الإنسان للبحث عن وسائل شفاء تتجاوز حدود العقاقير والعيادات.

من بين هذه الممارسات، يحتل "الريكي" موقعًا خاصًا باعتباره نظامًا طاقيًا نشأ في اليابان، ويقوم على مبدأ أن الطاقة الحيوية التي تتدفق داخل الإنسان قادرة على دعم عمليات الشفاء الذاتي وتعزيز الصفاء النفسي.

بجذوره الروحية وأدواته البسيطة، استطاع الريكي أن يفرض حضوره في مراكز العلاج حول العالم، مستندًا إلى تأثيره الملموس على الحالة النفسية والجسدية لآلاف المتلقين، ورغم الجدل العلمي الذي يحيط به، إلا أن الريكي يستمر في الانتشار، مدفوعًا برغبة الإنسان الفطرية في التوازن والسكينة.


ما هو الريكي؟

توضح لبنى أحمد، استشاري العلاج بالطاقة الحيوية، أن الريكي (Reiki)هو علم ياباني ظهر في القرن العشرين على يد باحث ياباني يدعى "ميكاو أوسوي"، لافتة إلى أن كلمة ريكي تنقسم في معناها إلى قسمين "ري" وهي تعني الروح أو الكون أو الطاقة الكونية، و "كي" تعني الطاقة الحيوية التي تسري داخل كل كائن حي.


وتابعت، جسم الإنسان يضم مراكز طاقة يطلق عليها "شاكرات"، وأي خلل أو انسداد في هذه المراكز يؤدي إلى حدوث أمراض عضوية ونفسية، وعلم الريكي يعتمد على مبدأ أن الطاقة الكونية الذكية يمكن توجيهها عبر يدي المعالج إلى جسد المتلقي، بهدف إعادة التوازن الطاقي، وتحفيز قدرة الجسد الطبيعية على الشفاء.


الفكرة الجوهرية هنا أن الجسد لا يشفى فقط من خلال العقاقير، بل أيضًا من خلال تنظيف الطاقة السلبية، وتفريغ المشاعر المكبوتة، وتحفيز مسارات الشفاء الداخلي.


الاسترخاء العميق

جلسة الريكي تُشبه إلى حد كبير جلسة استرخاء عميقة، وتشرح لبنى أحمد كيفية إجراءها وتقول: أولاً لابد من تهيئة المكان قبل استقبال المريض فيكون هناك موسيقى هادئة، إضاءة خافتة، وعطر يبعث على الهدوء مثل اللافندر، ويقوم المريض بالاسترخاء، والمعالج يبدأ بوضع يديه فوق مناطق معينة من الجسد (أو يلامسها بلطف) مثل الرأس، الصدر، البطن، الكفين، القدمين، ويستغرق الأمر 45 – 60 دقيقة، يشعر خلالها المتلقي بدفء، وراحة وربما يشعر بالطاقة وهي تسري بداخله.


استخدامات متعددة

الريكي يُستخدم كعلاج تكميلي في عدة مجالات، وتقول لبنى أحمد يستخدم لتخفيف القلق، التوتر، الأرق، ودعم المصابين بالاكتئاب، وكداعم لتخفيف الألم الجسدي وتحسين المزاج العام، ويستخدم لمريض السرطان أثناء تلقيه لجلسات العلاج للمساعدة في تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز النوم، ويستخدم للتواصل مع الذات وإعادة التوازن الداخلي.


وأشارت إلى أن الريكي يمارس في أكثر من 80 دولة، وتم الاعتراف به كعلاج تكميلي في مستشفيات NHS البريطانية، ومراكز Mayo Clinic في أمريكا، ومستشفيات اليابان ضمن العلاج التقليدي، كما يتم تدريسه في مدارس خاصة، ويُمنح الممارسون شهادات من ثلاث درجات (المستوى الأول، الثاني، الماستر).


دراسات علمية

أكدت دراسة نُشرت في مجلة الطب البديل والتكميلي أن جلسات الريكي قد تسهم في خفض مستويات التوتر وتعزيز الشعور بالاسترخاء العميق، من خلال تأثيرها على الجهاز العصبي اللاودي.


وقد أُجريت الدراسة على طاقم طبي يعاني من أعراض "الاحتراق النفسي"، حيث خضع المشاركون لجلسات ريكي لمدة أسبوعين، أظهرت نتائجها انخفاضًا ملحوظًا في معدل ضربات القلب، وتحسنًا في مؤشرات التوازن العصبي، دون تدخل دوائي مباشر.


وفي دراسة أخرى أجراها باحثون في جامعة ألاباما الأميركية، ونُشرت في عام 2011، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: مجموعة تلقت جلسات ريكي فعلية، وأخرى تلقت جلسات "ريكي وهمي"، وثالثة لم تتلقَّ أي تدخل.

أظهرت النتائج أن المجموعة التي خضعت للعلاج بالريكي سجلت انخفاضًا أكبر في مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) مقارنة بالمجموعات الأخرى، بالإضافة إلى تحسّن واضح في جودة النوم ومشاعر الاسترخاء بعد الجلسات مباشرة.


كما توصلت دراسة سريرية نُشرت عام 2024 في مجلة Complementary Therapies in Clinical Practice إلى أن العلاج بالريكي يمكن أن يُحدث فارقًا نفسيًا واضحًا لدى مرضى القلب أثناء فترة الاستشفاء. 

وشملت الدراسة أكثر من 80 مريضًا، وأظهرت التحاليل المعملية انخفاضًا في مستويات الكورتيزول بنسبة تجاوزت 20%، مع تحسن كبير في نتائج مقياس "بيك" للقلق والاكتئاب مقارنة بالمجموعة الضابطة.


الريكي والطب النفسي

ومن جانبها، أكدت الدكتورة بسمة محمود، استشاري العلاج النفسي، أن الريكي نستعين به أحياناً في علاج بعض المرضى، ونستعين بجلسات التأمل واليوجا والاسترخاء والتنفس وغيرها، لافتة إلى أن الريكي له دور في التهدئة وتخفيف الضغط النفسي.


وتابعت، المريض يكون على دراية بأن العلاج بالريكي هو علاج تكميلي وبالتالي فهو يساهم في تحفيز القدرة على الشفاء الذاتي، فهو ليس بديلًا عن الطب، لكنه قد يكون وسيلة للراحة النفسية، وصفاء العقل، وتنشيط الذات الشافية داخل كل إنسان، ربما لا نستطيع قياس طاقته بالأجهزة، لكن يمكننا ببساطة مراقبة تأثيره على المريض من خلال مقارنه سلوكه قبل وبعد الجلسة.


الصدمات النفسية والعواطف المكبوتة تخلق "انسدادات" في مسارات الطاقة، مما يؤدي إلى أعراض مثل الاكتئاب، القلق، أو حتى آلام جسدية، وبتفريغ هذه المشاعر المكبوتة، يشعر المريض بالاسترخاء العميق، الصفاء الذهني، والتحرر من الألم العاطفي.


حقيقة أم إيحاء

وجود المريض في جلسة استرخاء وهدوء والتي تتم في ضوء خافت تفتح أمامه القدرة على تفريغ ما بداخله من مشاعر، هذا ما أكدته د. بسمة وقالت إن بعض المرضى يبكون بشدة لأنهم يسترجعون مشاعر مؤلمة مكبوتة وبعد انتهاء الجلسة يشعرون براحة أكثر لأنهم أخرجوا ما بداخلهم، فالإيحاء قد يؤدي أحيانا إلى الوصول إلى الحقيقة من وجهة نظري ويساعد في العلاج.


واستطردت، العقل الباطن يستجيب للمناخ الآمن والهادئ، وقد يجد في جلسة الريكي فرصة نادرة للتعبير عن الحزن أو الخوف أو الغضب، خاصة لدى الأشخاص الذين يصعب عليهم البوح، مشيرة إلى أنه من الخطأ الاعتماد على الريكي وحده في حالات القلق المزمن أو الاكتئاب.


الريكي مفيد كداعم نفسي في حالات التوتر، القلق، الحزن، والضغط النفسي، حسبما أكدت الاستشاري النفسي، لكنه لا يعالج الأمراض النفسية المعقدة، لكنه قد يساهم في تحسين الحالة العامة عند استخدامه ضمن خطة علاجية شاملة.


الريكي نجح في إثبات وجوده على ساحة العلاجات النفسية التكميلية، وقد لا يكون "دواءً"، لكنه أداة تخفيف، خاصة للأشخاص الباحثين عن السلام الداخلي أو الذين يعانون من توتر مزمن وصدمات خفية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية