تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مع ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، بدأت التساؤلات تطرح حول طبيعة العلاقة بين الإنسان وهذه التقنية، ومدى خضوعها لإرادته، واحتمالية تحولها إلى مصدر تهديد. إذ يحذر البعض من سيناريوهات مستقبلية ينقلب فيها الذكاء الاصطناعي ضد البشر.
يرى المتخصصون ضرورة مناقشة هذه العلاقة ليس فقط لفهم حدودها، بل أيضًا لاستشراف مستقبلها وضمان ألا يتحول التطور إلى خطر، خاصة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة صماء تنفذ الأوامر، بل أصبح قادرًا على فهم البشر والتفاعل معهم بطرق تشبه الفهم الإنساني.
فما حدود هذا الذكاء؟ هل يمكن أن تتحول قدرته على فهم البشر إلى أداة للسيطرة أو التأثير المفرط عليهم؟ وهل يُمكن أن يُساء استخدام هذه القدرات لتهديد الخصوصية أو الأمن البشري؟
يرى المتخصصون ضرورة مناقشة هذه العلاقة ليس فقط لفهم حدودها، بل أيضًا لاستشراف مستقبلها وضمان ألا يتحول التطور إلى خطر، خاصة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة صماء تنفذ الأوامر، بل أصبح قادرًا على فهم البشر والتفاعل معهم بطرق تشبه الفهم الإنساني.
فما حدود هذا الذكاء؟ هل يمكن أن تتحول قدرته على فهم البشر إلى أداة للسيطرة أو التأثير المفرط عليهم؟ وهل يُمكن أن يُساء استخدام هذه القدرات لتهديد الخصوصية أو الأمن البشري؟
إدراك الاختلافات
لاحظ مستخدمو الذكاء الاصطناعي قدرته على تحليل نبرة الصوت وتعبيرات الوجه، واستنتاج الحالة المزاجية للمستخدم، ثم التكيف معها في الردود والسلوك، كما أصبحت هذه الأنظمة أكثر وعيًا بالاختلافات الثقافية بين المجتمعات، مما مكنها من تعديل لغتها وطريقة تعاملها وفقًا لخلفية المستخدم الاجتماعية والثقافية.
في هذا الصدد، يقول حسام مصطفى إبراهيم، الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، تطبيقات مثل ChatGPT أو غيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي قد تحاكي أسلوب المتحدث إلى حد ما، فهي لا ترد برد فعل عنيف أو تهاجم، بل تتكيف مع نبرة المستخدم، فإذا تحدثت بعاطفية، تكون ردودها عاطفية، وإذا تحدثت بجدية، تكون ردودها رسمية، لكن النموذج يخضع لضوابط أخلاقية لا يمكن تخطيها، فهو ينفذ الأوامر فقط، والمستخدم هو من يحدد طبيعة الحوار، سواءً كان بالعامية أو الفصحى أو اللهجة الخليجية.
للفضفضة وليس طبيب نفسي
ويضيف إبراهيم؛ إذا طلبت من الذكاء الاصطناعي أن يتحدث معك كوالدك، فستجده يتناول الموضوعات بحكمة، وهذا ما دفع البعض لاستخدامه كـمعالج نفسي، حيث يفضفضون له عن أسرارهم ويطلبون حلولًا لمشاكلهم، لكن المتخصصين في الطب النفسي يؤكدون أنه يصلح للفضفضة فقط، وليس للعلاج، لأن العلاج النفسي يقوم على العلاقة الإنسانية بين الطبيب والمريض، والتي يستند إليها الطبيب في تشخيص الحالة.
ويحذر من مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي، مثل:
- الاعتمادية على الآلة بدلًا من التواصل البشري.
- العزلة الاجتماعية، حيث يفضل البعض الحديث مع الروبوت بدلًا من البشر.
- ظهور مشاعر عاطفية تجاه الآلة، مما قد يزيد من الانفصال الاجتماعي.
ويشدد إبراهيم على أن قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة المشاعر تجعله أكثر قربًا من البشر، لكننا لم ندرس بعد آثاره الخطيرة على المجتمع.
سلبيات وايجابيات
من ناحية أخرى، يوضح إبراهيم أن طريقة الاستخدام هي التي تحدد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سلبيًا أم إيجابيًا، فإذا استُخدم في الأغراض المخصصة لها، ستكون النتائج إيجابية، أما إذا أسيء استخدامه، فقد تكون العواقب وخيمة.
لذا نحن بحاجة إلى معرفة حدود استخدام النماذج ودورها وآلياتها، كذلك كيفية مخاطبة النموذج للتقليل من الهلوسة والمعلومات المغلوطة للحصول على أفضل استجابة دون تضييع للوقت والجهد.
صناعة كبرى
من جانبها، تقول نجلاء الأنصاري، الخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، طريقة رد الذكاء الاصطناعي على المستخدم تعتمد على البيانات التي تم تغذيته بها. فالشركات المطورة تستعين بأشخاص من خلفيات اجتماعية وعمرية مختلفة لتدريب النماذج على اللهجات والمواقف المتنوعة (في المدرسة، المنزل، العمل...)، وتشرح أن الروبوت يمر بثلاث مراحل:
1- التغذية بالبيانات (المصطلحات واللهجات).
2- المعالجة.
3- المخرجات (الردود على المستخدمين).
تحذير مرعب
وتنبه الأنصاري إلى أن التطور في هذا المجال سريع وغير متوقع، بل إن بعض وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي أصبحت مخترقة، خاصة مع تعدد الشركات المطورة في الولايات المتحدة والصين وفرنسا.
كما تحذر من رفع مستندات أو أسرار عائلية على منصات الذكاء الاصطناعي، لأن كل ما يتم تخزينه قد يُستخدم ضدنا في المستقبل، فنحن نعيش في مرحلة شك، فما نعرفه الآن ربما يكون قديمًا بالنسبة للدول المتقدمة، التي تمتلك تقنيات أكثر تطورًا مما نراه.
وتختتم الأنصاري بالقول: القادم مرعب، والتطور لا ينتظر أحدًا، وما وصلنا الآن هو ما استغن عنه الغرب فبالتأكيد لديهم أكثر مما نعلمه بكثير.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية