تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الدراما بين المنصات والجراندات.. من يكتب لكبار النجوم؟
source icon

سبوت

.

الدراما بين المنصات والجراندات.. من يكتب لكبار النجوم؟

كتب: سيد محمود

لا تزال أزمة تجاهل الكبار، أو ما يُسمَّون بـ «الجراندات»، في الدراما التلفزيونية والسينما تُلقي بظلالها على الأعمال الفنية، خاصة بعد انتشار المنصات التي تتطلب دراما سريعة بموضوعات خفيفة يقدمها الشباب، وبأجور تدفع شركات الإنتاج للاستعانة بوجوه جديدة، منهم من أُسندت إليهم البطولات لأول مرة.

ولم يقتصر الأمر على الممثلين من كبار السن، بل شمل أيضًا المؤلفين والمخرجين، حتى باتت ظاهرة تحتاج إلى مناقشة جادة، بعد غياب عدد من كبار الكتّاب عن الساحة، وفي مقدمتهم المؤلف الكبير محمد جلال عبد القوي، والكاتب محمد السيد عيد، صاحب الأعمال التاريخية الشهيرة مثل الزيني بركات ومحمد عبده وقاسم أمين، وغيرهم، إلى جانب عدد من المخرجين مثل محمد عبد العزيز ومحمد فاضل، ويبدو أنه برحيل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن، ومع توقف قطاع الإنتاج وصوت القاهرة، دخلت الدراما في نفق مظلم.

طرحنا التساؤلات على عدد من صناع الدراما، فجاءت آراؤهم لتؤكد أن المنصات وورش الكتابة هما السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة.

شرف ومسئولية فنية
من منطلق كونه أحد أكثر الكتّاب اهتمامًا بكتابة أعمال لكبار النجوم وحقق مجدًا دراميًا من خلال الرحايا وشيخ العرب همام وجزيرة غمام، تحدث الكاتب عبد الرحيم كمال عن أزمة غياب النصوص التي تستوعب كبار النجوم، سواء في الدراما التلفزيونية أو السينما، فقال: «برغم إيماني بأن الفن لا يعرف الفئة العمرية، وأن الإبداع الحقيقي ينبع من الفكرة والمشاعر والخيال، لا من سنّ الأبطال أو الجمهور المستهدف، إلا أن الواقع يستوجب استيعاب الكبار واستغلالهم في الدراما كصُنّاع فكر، وتوصيل رسالة وترسيخ قيم، لأن وجودهم يُثري العمل الفني».

وأضاف كمال، أعتبر نفسي من أكثر من كتب لكبار النجوم، فأول ستة مسلسلات في مشواري كانت من بطولة الكبار نور الشريف ويحيى الفخراني، وهما قامات فنية تشرفت بالعمل معهما، وبعد ذلك تعاملت مع الأجيال الشابة، لكن بداياتي كانت مع الكبار، وهو مصدر فخر كبير لي.

وعن الاختلاف بين الدراما التلفزيونية والسينما، أوضح أن السينما بطبيعتها جمهورها من الشباب، لذلك يكون البطل في الغالب شابًا، إلا في بعض الحالات الخاصة، أما التلفزيون فله طابع مختلف، فهو يجمع بين الأجيال ويتيح مساحة أوسع للأبطال الكبار في السن إلى جانب الشباب، لكننا في السنوات الأخيرة نلاحظ أن معظم المخرجين والكتّاب جاؤوا من خلفية سينمائية، ولذلك أصبحت الأعمال التي يقودها الشباب أكثر حضورًا، وهو أمر طبيعي في ظل طبيعة السوق الحالية.

ويؤكد كمال أن الفن لا يخضع لتوجيه أو تصنيف عمري، فلا يصح أن نوجّه الكتّاب ليكتبوا للكبار أو للصغار، فالفن لا يُدار بالتوجيه، بل بالخيال والمشاعر والموضوع الذي يريد الكاتب التعبير عنه. فالعمل الفني انعكاس لقصة تستحق أن تُروى، بصرف النظر عن عمر أبطالها، حين أكتب لا أفكر في السن، بل في الفكرة التي تحركني.

ويختتم عبد الرحيم كمال حديثه قائلًا: «الكتابة للكبار شرف ومسئولية، لأن هؤلاء الفنانين يحملون تاريخًا كبيرًا من الخبرة والموهبة، لكن في النهاية لا أكتب لسنٍّ بعينه، بل أكتب للإنسان في كل حالاته، لأن الحكاية الجيدة لا تشيخ أبدًا».

الكبار عصب الدراما
في رؤية مختلفة، قال الفنان خالد زكي، الكبار هم عصب الأعمال الفنية، ولا مانع من أن نكتب للشباب، ولكن يجب أيضًا أن تُكتب أعمال للكبار، كما كان يفعل عباقرة الكتابة مثل أسامة أنور عكاشة، الذي احتوى بأعماله كبار النجوم في الشهد والدموع وليالي الحلمية والمشربية وغيرها من الأعمال، ولدينا اليوم كتاب كبار مثل عبد الرحيم كمال، الذي يُثري المشهد الدرامي ويكتب لكل الأجيال.

وأضاف زكي، أطالب المنتجين بأن يقدموا أعمالًا تحمل رسائل للأجيال الجديدة، تُقدَّم من خلال كبار الفنانين، حتى تصل إليهم بصدق وتأثير من جيل أكثر خبرة.

تجاهل مرفوض
أما المخرج عمر عبد العزيز فكشف عن فحوى الأزمة قائلًا: «المشكلة ليست فقط في الكتابة لما يُسمَّون بالجراندات، ولكن في المنتجين وأصحاب المنصات، لأنهم يفرضون واقعًا جديدًا، ويبحثون عن الموضوعات الخفيفة التي يقدمها الشباب فقط، كم من ممثل ومخرج ومؤلف كبير يجلس في بيته بسبب الجري وراء الأعمال السريعة التي تشبه "التيك أواي"».

وأضاف؛ نحن بحاجة إلى أعمال ذات قيمة يقدمها كبار النجوم، تُصنع على أيدي كُتّاب محنكين ذوي خبرة، وليس فقط من خلال ورش الكتابة، طالبت كثيرًا من خلال دوري كرئيس لاتحاد النقابات الفنية، بأن تهتم شركات الإنتاج، وبخاصة المتحدة، بالكبار من المؤلفين والمخرجين والممثلين، لأنهم قيمة وتاريخ كبير، ويعرفهم العالم العربي بأعمالهم الثرية والقيمة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية