العواطف السلبية
القلب المكسور، كما يطلق عليه، ليس مجرد تعبير عن الحزن الشديد، بل هو حالة طبية حقيقية يمكن أن تصيب القلب نتيجة الضغط النفسي والتوتر العاطفي، وهذا يعكس كيفية تأثير العواطف السلبية، مثل الزعل أو الوحدة، على صحة القلب، كما أوضح لنا الدكتور ياسر صادق أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية، قبل أن يضيف أوقات كثيرة نشعر بالحزن الشديد،  بسبب فقدان شخص عزيز مثل الأب أو الأم  أو صديق، أو إصابة أحد منهم بمرض أو أن يمر بظرف صعب، متابعًا الحقيقة الحزن الشديد والاكتئاب الشديد يمكن أن يكون له علاقة شديدة جداً بالقلب وممكن أن يتسبب في الإصابة بجلطة القلب.

قلب ضعيف
والحقيقة عندما يضع الشخص نفسه، في ضغط شديد بسبب الحزن من الممكن أن يصاب بألم في الصدر وتكون شديدة جداً، بل وتحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى، حيث يتم إجراء رسم قلب، وقد يظهر وجود جلطة، وإنزيمات القلب تكون عالية، وهذا يحتم الحجز بالمستشفى وإجراء القسطرة القلبية خلال أول ساعتين من وصوله المستشفى، ولكن المفاجأة عند إجراء القسطرة تكون الشرايين سليمة، فجميع الأشعة والفحوصات تؤكد وجود جلطة ولكن شرايينه سليمة، متابعاً ما يحدث أن عضلة القلب تضعف جداً، وهذا الضعف قد يؤدي لارتشاح رئوي من الممكن أن يضطر المريض للحجز بالعناية المركزة من يومين إلى أربعة أيام حتى استقرار الحالة.

السيدات الأكثر إصابة
وأضاف د. صادق أن هذه الحالة تحدث بشكل أكبر بين السيدات، خاصة في سن ما بعد الأربعين، عندما يعانين من صدمات عاطفية قد تؤدي إلى ضعف في عضلة القلب، 95% من الحالات تكون نتيجة لأسباب عرضية، فالشرايين سليمة والعضلة ترجع تتحسن مرة أخرى، ولا يصبح هناك أي مشكلة ونستطيع بعد فترة وقف الأدوية، ولكن 5% يستمر ضعف عضلة القلب، ويحتاجوا إلى الاستمرار على العلاج لفترة طويلة جداً، حتى تعود العضلة في التحسن. 

تأثير الوحدة
أحد العوامل التي تساهم في هذا التدهور الصحي هو الوحدة، والحديث ما زال لـ الدكتور ياسر، وهو ما تطرق إليه بحث شمل 300 ألف شخص، أظهرت الدراسة أن 65٪ منهم كانوا يعانون من الشعور بالوحدة، وأن 17% منهم اضطروا إلى الحجز بالمستشفى، نتيجة مشاكل في القلب، فالوحدة ليست مجرد غياب شخص آخر حولك، بل هي شعور داخلي يؤدي إلى القلق المستمر، والاكتئاب، ومشاكل صحية كبيرة، مشيراً إلى ظهور عادات غريبة على مجتمعنا، وهي أن الشاب يترك بيت أهله ويذهب للإقامة بمنزل منفرداً، ويقول: "أنا مرتاح كدة"، ولكن هذا التصرف يُولد الوحدة بدون ما يشعر الانسان، موضحاً أن عمر الشباب من٢٠ إلى ٢٥ سنة كان نادراً رؤيته في عيادات القلب، لكن للأسف أصبحت متكررة وهذا يعني أن الأعداد تتزايد لذلك نحتاج إلى هذه التوعية.

زيادة الأدرينالين
وأشار د. صادق إلى رفض عدد من المرضى تناول العلاج، ويصابوا بحالة من الاكتئاب، مما يشكل خطراً على صحتهم، لأن عضلة القلب قد يحدث لها تليف كامل، ولا تعمل بحالة جيدة مرة أخرى، موضحاً ما يحدث من تلف جزئي أو انسداد في شريان، نتيجة الحزن يؤدي إلى زيادة نسبةً الأدرينالين في الجسم مما يؤدي إلى أن انسداد شريان القلب من ٢٠ إلى ٣٠٪، ولكي نعالج التلف لابد من الحصول على علاج بسرعة، والحمد لله يوجد أدوية حديثة تعالج هذا التلف لمنع تحويلها لمشكلة مزمنة. 

أطباء نفسيين 
وتابع لعلاج هذه الحالات المرضية، نحن كأطباء قلب نحتاج إلى التعاون مع  أطباء نفسيين لنصل بهؤلاء المرضى  إلى بر الأمان، لذلك يُنصح بتجنب التوتر العاطفي والضغط النفسي، وإذا شعر الشخص بأي أعراض مشابهة لتلك التي تحدث نتيجة للحزن، يجب عليه التوجه إلى الطبيب فوراً، فالعلاج الدوائي والمتابعة الطبية ضروريان في هذه الحالات لمنع تدهور الحالة وتجنب المضاعفات.