الحرير في التجميل
تقول الدكتورة تحية عزوز فؤاد، أستاذ مساعد بقسم بحوث الحرير ورئيس فرع معهد بحوث وقاية النباتات بالقليوبية، إن إفرازات دودة الحرير تتكون من نوعين من البروتينات هما الفبرويين والسيرسين، اللذان يشتملان على مجموعة كبيرة من الأحماض الأمينية، وقد أثبتت الدراسات أن بروتين الحرير هو أقرب بروتين لبشرة الإنسان، ولهذا كان يُستخدم في صناعة الخيوط الجراحية، كما عُرفت أهمية الحرير في التئام الجروح، وتُعد مصر من الدول السباقة في صناعة الكريمات الخاصة بالحرير.

وأضافت أن الحرير يساعد على التئام الجروح، وعلاج قرح الفراش، وتقليل الإحساس بالألم، كما يُستخدم في شفاء حروق الجلد ويحفّز إنتاج الكولاجين الطبيعي في البشرة بفضل خصائصه المفيدة التي تمنع امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتُحافظ على الرطوبة.
كما يساعد كريم الحرير الطبيعي في تغذية الشعر وإنباته وجعله أكثر نعومة وسهولة في التصفيف، ويحميه من الآثار البيئية الضارة والأشعة فوق البنفسجية.

المنتجات الجانبية لمشروع الحرير الطبيعي
يوضح الدكتور أسامة محمد غازي، رئيس قسم بحوث الحرير سابقًا ورئيس مكون بحوث الحرير بمعهد بحوث وقاية النباتات - مركز البحوث الزراعية، أن الأبحاث لا تزال جارية على دودة الحرير التوتية والمنتجات الجانبية المستخرجة من مشروع الحرير الطبيعي، الذي لا ينتج عنه أي مخلفات (No Waste).

ويُعد مشروع الحرير الطبيعي نموذجًا حيًا ومتكاملاً للمشروعات الإنتاجية، إذ يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستفادة من جميع مخرجات دورة حياة دودة الحرير، ليصبح مشروعًا بيئيًا واقتصاديًا متكاملاً يقوم على مفهوم «صفر هدر».

مسحوق اليرقات 
يُستخدم مسحوق يرقات ديدان الحرير في علاج مرضى السكر، وخفض مستوى الدهون، وتحسين مقاومة الإنسولين، كما يُعالج الإرهاق ويحسّن الصحة العامة.
أما اليرقات المصابة بالمسكردين الأبيض، فتُستخدم في خفض الكوليسترول والسكر وعلاج السكتة الدماغية والتشنجات والالتهابات وتثبيط خلايا السرطان.

تعتبر عذاري ديدان الحرير منتج من المنتجات الجانبية، وهي تتبقى بعد عملية الحل وتكون غنية جدًا بالبروتين والزيوت والكربوهيدرات والمعادن والتي يستخرج منها العديد من المخرجات فهي تُعد مصدرًا غنيًا بالبروتين والزيوت والمعادن، كذلك تُستخدم طازجة كغذاء علاجي لمرضى القلب والسكر ولرواد الفضاء، يُستخرج منها الأحماض الأمينية لصناعة المشروبات الغازية، تدخل في صناعة الأعلاف وزيوت الصابون وبعض الأدوية المضادة للأورام، ويستخدم زيتها في إنتاج الصابون.

كما تُستخدم الشرانق في استخراج خيوط الحرير لصناعة الأقمشة والمنسوجات الفاخرة، كذلك تدخل في صناعة الباراشوتات، والعوازل الكهربائية، والأوعية الدموية الصناعية، والخيوط الجراحية.

خيوط الحرير
تُستخدم بروتينات الحرير في الصناعات الصيدلانية كبديل للجلد في علاج الجروح، وفي المراهم الطبية ومواد ترقيع القرنية، كما تُستعمل في مستحضرات التجميل لما لها من خصائص مرطبة ومقاومة للأشعة فوق البنفسجية وعلامات الشيخوخة، كما تدخل بروتينات الحرير في صناعة الاغذية الصحية مثل شوربة الحرير، شراب الحلويات، عجينة فول الصويا والتي تستخدم في خفض الكوليسترول والسكر في الدم وتحسين وظائف الصحة العامة، أما فراشات الحرير فتُستخدم ذكورها في إنتاج أدوية لتحسين الوظائف الحيوية والقدرة الجنسية لدى الرجال.

ويعتبر بيض ديدان الحرير مصدر يُستخرج منه مواد تُستخدم في تجديد الشباب، أما براز ومخلفات ديدان الحرير فيُستخدم كسماد عضوي غني بالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، وكعلف للحيوانات، كما يمكن تحويلها إلى وقود حيوي.

الوجه العلمي والطبي في التجميل
تقول الدكتورة زمزم هاشم، استشاري الأمراض الجلدية والتجميل، إن دودة الحرير تفرز مادة السيرسين (Sericin)، وقد خضعت لأبحاث علمية منذ عام 2018 على فئران التجارب لدراسة فعاليتها في التئام الجروح وتحسين تجديد الجلد.

وتوضح أن نتائج هذه الدراسات غير كافية لتطبيقها على البشر، خاصة أن بعض الأبحاث الأخرى أشارت إلى احتمالية تسببها في إثارة الجهاز المناعي للجلد، أو التهاب الجلد والأرتكاريا المزمنة، بل واختناق الجلد في بعض الحالات، وأكدت أن استخدامها الطبي لا يُنصح به قبل التأكد البحثي من طريقة الاستعمال والتركيبة الدوائية المناسبة لتجنب الأعراض الجانبية.

وحول دودة الحلزون ولدغات النحل، تقول د. زمزم إنها لا تؤيد «التقاليع الجديدة» في مجال التجميل التي تعتمد على الحشرات وإفرازاتها دون إشراف طبي، إذ لا توجد أبحاث كافية تُثبت فاعليتها أو أمانها.

وأضافت أن المادة التي تُفرزها دودة الحلزون، والتي يعتقد البعض أنها تُحفّز إنتاج الكولاجين، لا يوجد دليل علمي واسع حولها، وإن كانت بعض المنتجات الكورية تستخدمها في مستحضرات تجميلية، إلا أنها ليست علاجية.

وأكدت أن استخدام الحشرات مباشرة على الجلد قد يؤدي إلى أضرار خطيرة مثل الأرتكاريا المزمنة والحكة الشديدة، نتيجة تفاعل الجهاز المناعي مع المواد الغريبة، ما قد يسبب طفحًا جلديًا أو تورمًا أو التهابات حادة.