تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : صور| "الجنايني".. صانع البهجة على جذوع الأشجار في العيد
source icon

سبوت

.

صور| "الجنايني".. صانع البهجة على جذوع الأشجار في العيد

كتب:محمود جودة

يتحمل عناء السفر 6 ساعات يوميا، ذهابا وإيابا، من بيته بقرية منشية الكرام بمركز شبين القناطر بالقليوبية، تاركا زوجته وأولاده السبع، إلى مقر عمله بحديقة الطفل شرق مدينة نصر، لأنه يعشق عمله الذي طالما أبدع فيه كثيرا، وترتسم السعادة على وجهه كلما رأى زوار الحديقة، يشاهدون ويثنون على أعماله الفنية الواضحة على الأشجار، من رسومات وكتابة اسم لفظ الجلالة، أو غيرها.

أحمد علي 48 سنة، جنايني حديقة الطفل الواقعة في مدينة نصر، يقضي يوميا 6 ساعات على مدار 28 عاما مضت، يعتني خلالها بشئون الحديقة من زراعة الأشجار والنباتات والري والقص ورش مبيدات عند الحاجة، وتتضاعف جهوده خلال فترات الأعياد والمواسم، حيث تتطلب أعمال خاصة لاستقبال الزوار بكثافات عالية، إضافة إلى أن فترة أجازة العيد لا يوجد قص أو تهذيب للأشجار، وفي المعتاد يتم تهذيبها شهريا، بحيث يعتني كل يوم بعدد من الشجيرات، بحيث أنه عندما تنتهي كل الأشجار يعود عليها من البداية، لتكون أفرع ما تم قصها قبل شهر كبرت، وخلال الشهر يهتم بعمل الصيانة الدورية لكل الأشجار من الري والتسميد التنظيف.

الري والتسميد والتهذيب
ويروي أحمد علي عن أسلوب الري لكافة أشجار ونباتات الحديقة، بأنه عبر الرشاشات للحشائش والنباتات للمسطح الأخضر كاملا، والري بالغمر عبر الخراطيم لأحواض الشجيرات، حيث يتم تغذية الحديقة بالمياه من ترعة الاسماعيلية بمنطقة مسطرد بالقليوبية، عبر مواسير ذات أقطار متفاوتة، يتم ضخ المياه بها عبر ماكينات رفع بمرفق مياه القاهرة، لتتوافر 24 ساعة يوميا / 7 أيام في الأسبوع لري حدائق مدينة نصر.

وعند مخرج المياه المخصص للحديقة تتفرع شبكة تغذية لري لكافة المسطحات، وفي حالة حدوث أي طارئ بكسر ماسورة مثلا، يتم التواصل بالصيانة لإصلاحها فورا، حيث يتم الري على فترتين صباحية ومسائية، والأخيرة هي الأفضل تجنبا لارتفاع حرارة الجو الذي يسخن المياه وبالتالي الإضرار بجذور النباتات.

اهتمام لمواصلة الحياة
أما التسميد، فهناك أسمدة آزوتية وكيماوية، مثل البوتاسيوم حيث يتم نثرها على المسطحات الخضراء، ثم سقيها بالماء عبر الرشاشات، وكذلك وضع كميات تتناسب مع كل شجرة على بعد سنتيمترات من الجذور، حماية لها من التلف في حالة وضعها ملاصقة للجذر، وتم التسميد كل بضعة أشهر.

يعتبر أحمد علي الأشجار مثل أولاده، ويمنحهم الاهتمام الكافي لمواصلة الحياة، وعندما يرى أوراقا جافة أو غير طبيعية ومصابة بالآفات يبدأ الشعور بالخطر، ويبادر إلى إحضار المبيدات اللازمة لرش هذه المناطق المصابة، لكي لاتنتشر في باقي الأشجار، وذلك لمواجهة آفات "المن"، و"البق الأبيض".

إبداعات جاذبة للجمهور
ومن أجل تجهيزات العيد، يكثف الجنايني قص الأشجار، ويظهر عليها إبداعاته الجاذبة للجمهور، والفن الفطري الذي تعلمه من مهندسي الزراعة بالحديقة، على مدار العقود الماضية، وخاصة أنه لم يتعلم في المدارس، بل حصل على محو أمية فقط، ومع ذلك يبدع في الأشجار أفضل من خريجي المؤهلات العليا.

ويظهر ذلك في شكل مجسمات "ثري دي"، وأعمال هندسية، يقف الجمهور العام أمامها لالتقاط الصور التذكارية، حيث يشعر بأهمية عمله الذي يرسم السعادة على وجوه رواد الحديقة، مما يدفعه للابتكار في كل ما هو جديد في شكل قص الأشجار.

أشجار حديقة الطفل
أحمد علي يطلع على الصور في المجلات والكتب لمشاهدة المناظر الجمالية فيها، ومحاولة نقلها من خلال إبداعاته على الأشجار نفسها داخل حديقة الطفل، ومنها الشكل الحلزوني، والتورتة متعددة الأدوار، زهرة اللوتس، وشكل عدة شجيرات في شجرة واحدة كبير، ودرج السلم، وموج البحر، إضافة إلى رسم اسم لفظ الجلالة "الله" على الشجرة.

يتمعن الجنايني والمهندس الزراعي كفريق عمل، إلى التصميم المطلوب تنفيذه على الشجر، ثم البدء في التنفيذ الذي يستغرق عام في بعض الأشجار، حيث يتم رسمها خلال ساعات فقط، بينما متابعة قصها وتهذيبها بشكل دوري حتى تظهر الرسمة بعد ظهور كثافة الأوراق والفروع، وبعد عدة مرات من التهذيب.

عاملان لتحديد الشجرة
وهناك عاملان لتحديد الشجرة التي سيتم استخدامها كلوحة فنية، أولها الموقع، مثل مدخل الحديقة أو منطقة ألعاب الأطفال، وثانيها أن تكون الشجرة نفسها خامة صالحة للرسم أو الكتابة عليها من خلال الرسومات الفنية عبر فن "القص"، حيث يقوم به متخصصين، ففي الحديقة خبير في قص الشجيرات صغير الحجم مثل سرو الليمون، والفيكس الصغير، وفيكس هاواي، وكما أن هناك خبير في الأشجار المرتفعة والتي تحتاج السلالم للصعود عليها لرسم اللوحة الفنية عليها، مثل الفيكس المرتفع، والسرو المرتفع.

وبعد انتهاء أعمال النظافة والقص للأشجار، يتم رفعها من على المسطح الأخضر، والمشايات والبرجولات، لنقلها عبر سيارة نقل إلى مكان لتجميع المخلفات خارج القاهرة.

4 آلاف شجرة في مكان واحد
تضم حديقة الطفل، حسب م. فكري عبدالله، مدير الحديقة، في حي شرق مدينة نصر، بين شارعي مكرم عبيد وأحمد فخري، أكثر من 4 آلاف شجرة، بينهم 1000 شجرة "فيكس" وهي الأشجار التي يتم تشكيلها، وصناعة أشكال فنية وزخرفية بها، وأشهرها كتابة كلمات مثل لفظ الجلالة "الله"، و "الله أكبر"، و "الحمد لله"، إضافة إلى رسومات فنية تعبر عن "درج السلم"، وشكل زهرة اللوتس، وأمواج البحر، وشكل ستارة، وغيرها، وأشجار "سرو ليمون" والتي يمكن تشكيلها هي الأخرى لأي نموذج فني مثل الأهرامات، والتورتة، والقلب.

ومن أشهر الأشجار الأخرى بحديقة الطفل، والتي تتباين أنواعها وميزاتها، وبعضها موجود منذ 35 سنة، وهو تاريخ بدء إنشاء الحديقة عام 1989، حيث تم افتتاحها في 1 مايو 1995، ومنها "بونسيالة" و "جاكارانتا"، و"نخل ملوكي"، و"سيكاس الأمريكي"، و"كف مريم"، و "نخيل بيتشارد"، و"دورانتا ليمون"، و"أوفيربيا"، و"خف الجمل"، و "تافلا"، و"أكاليفا"، و"سروبلدي" و "التوت البلدي"، و"القطيفة"، وغيرها.

الأشجار حسب فصول السنة
 بخلاف المسطحات الخضراء التي تقع على مساحة 80% من الحديقة، وبها النجيلة والحشائش، والأحواض المنزعة بالعديد من أنواع الأشجار والنباتات صغيرة الحجم والطول، حيث ترتفع لأطوال أقل من متر، بينما ترتفع الأشجار الكبيرة لأكثر من 30 مترا، وتتراوح أعمار الأشجار بالحديقة بين 6 شهور و50 سنة.

وتتباين الأشجار حسب فصول السنة، كما روى م. مجدي أبورية، مدير عام الحدائق المتخصصة، فمنها ما هو شجيرات شتوية، ومنها الصيفية، وبعضها يموت مع نهاية الموسم، ويؤخذ منه البذور لإعادة زرعها في الموسم التالي، ومنها القطيفة وبسلة الزهور وجربيرا وانترهينم، ومنها ما يسقط أوراقه في الخريف شأن باقي الأشجار المعروفة، ويجدد زهوره وأوراقه وثماره في الربيع، ومنها البونسيانة وخف الجمل وجاكارانتا.

الحدائق المتخصصة تتأهب للعيد
 وهناك أيضا شجيرات مستديمة تعيش طوال العام، وهي التي يتم تكثيفها حول أسوار الحديقة، ونثر بعضها بالداخل في أحواض يتم توزيعها لتراعي النسق العام داخل الحديقة، ومنها الفيكس وسرو الليمون والسرو البلدي.

يتم إعداد كافة الحدائق المتخصصة بالقاهرة لاستقبال عيد الأضحى المبارك، حسب تأكيد اللواء محمد سلطان، رئيس مجلس إدارة الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة، في تصريحات خاصة، وذلك لاستقبال جميع الزوار في احتفالات العيد، وكذلك تم مراجعة كافة الخدمات بالحدائق، والتشديد على إزالة آية تحديات قد تواجه الزوار خلال تلك الفترة

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية