تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الجلد البشري المُجمَّد.. تقنية تنقذ حياة مرضى الحروق في مصر
source icon

سبوت

.

الجلد البشري المُجمَّد.. تقنية تنقذ حياة مرضى الحروق في مصر

أثار إعلان هبة السويدي عن استيراد جلد بشري لعلاج مرضى الحروق حالة واسعة من الجدل والتساؤلات، لا سيما بعدما كشفت عن الأهمية الكبرى لزراعة الجلد الطبيعي في إنقاذ حياة المصابين بالحروق الشديدة، خصوصًا الأطفال، الذين تُعد إصاباتهم من أكثر الحالات خطورة وتعقيدًا.

وأعاد هذا الإعلان تسليط الضوء على واحدة من أكثر التقنيات الطبية حساسية في مجال علاج الحروق، والتي ظلت لسنوات طويلة غير متاحة داخل مصر.

الجلد البشري المُجمَّد
وفي هذا السياق، يوضح بروفيسور نعيم مؤمن، رئيس الخدمات الطبية للحروق بمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق، التفاصيل الكاملة المتعلقة باستخدام الجلد البشري، ودوره في علاج الحالات الحرجة، ومراحل استيراده، ومدى أمانه، وأهميته الطبية مقارنة بالبدائل المتاحة.

يقول بروفيسور نعيم إن الجلد البشري الطبيعي المُجمَّد يُعد أحد أهم الوسائل الطبية المستخدمة عالميًا في التعامل مع الحروق العميقة وواسعة النطاق، حيث يُستخدم كغطاء حيوي مؤقت يوضع على مناطق الحرق بعد تنظيفها طبيًا، ليؤدي دورًا وقائيًا بالغ الأهمية في المراحل الأولى من العلاج.

ويعمل هذا الجلد على حماية الأنسجة المكشوفة من التلوث والعدوى، ويحدّ من فقدان السوائل والأملاح الحيوية التي يتعرض لها مريض الحروق، كما يساعد على تقليل الإحساس بالألم وتهيئة الجسم للدخول في مرحلة التعافي، موضحًا أن هذه الخطوة قد تكون الفارق بين الحياة والموت في كثير من الحالات الحرجة.

حماية فورية
وتبرز أهمية الجلد البشري بشكل خاص في الحالات التي تتجاوز فيها نسبة الحروق من 40 – 60% من مساحة الجسم، وهي الحالات التي لا يتوافر فيها جلد سليم كافٍ من جسم المريض لإجراء زراعة ذاتية، وتزداد خطورة الوضع لدى الأطفال، نظرًا لصغر مساحة الجلد لديهم وسرعة تدهور حالتهم الصحية.

وفي هذه الظروف، يُستخدم الجلد البشري كحل منقذ للحياة، يساهم في السيطرة على الصدمة الناتجة عن الحروق، ويمنع تدهور الحالة العامة للمريض، ويحمي الأعضاء الحيوية إلى حين استقرار الحالة الصحية وإمكانية استكمال الخطة العلاجية.

بنوك الأنسجة العالمية
ويأتي الجلد البشري المستخدم في العلاج من متبرعين بعد الوفاة، وفق منظومة طبية وأخلاقية مشابهة للتبرع بالقرنية، ويتم الحصول عليه من بنوك أنسجة عالمية معتمدة تخضع لإشراف طبي صارم، مثل بنوك الأنسجة في هولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا.

ويشير بروفيسور نعيم إلى أن رحلة استيراد الجلد البشري إلى مصر استغرقت ما يقرب من عامين كاملين، نتيجة الإجراءات القانونية والرقابية الدقيقة، التي تهدف إلى ضمان أعلى درجات الأمان والجودة قبل السماح باستخدامه داخل المستشفيات المصرية.

حل أساسي
ويضيف أنه رغم أن الجلد البشري يُعد حلًا مؤقتًا، فإنه يمثل عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في علاج الحروق الشديدة، إذ يتركز دوره في إنقاذ حياة المريض خلال المرحلة الحرجة، ثم إتاحة الفرصة لاحقًا لإجراء زراعة الجلد الذاتي أو استكمال الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة.

ويؤكد أن غياب هذا الخيار الطبي كان يضع الأطباء في الماضي أمام تحديات كبيرة، حيث كانت فرص النجاة تقل بشكل ملحوظ لدى المصابين بالحروق الواسعة.

إجراءات صارمة
ويؤكد أن الجلد البشري المستورد يخضع لسلسلة طويلة من الفحوصات المعملية الدقيقة، تشمل تحاليل للكشف عن الأمراض المعدية، وعمليات تعقيم متقدمة، ثم حفظه في درجات حرارة منخفضة للغاية، وفقًا للمعايير الطبية الدولية.

وينوه إلى أن إدارة مستشفى أهل مصر تستخدم هذا الجلد وفق بروتوكولات صارمة، وتحت إشراف فرق طبية متخصصة، بما يضمن سلامة المرضى وعدم تعرّضهم لأي مخاطر صحية.

البدائل الصناعية
ويشير إلى أنه على الرغم من التطور الكبير في مجال البدائل الصناعية والجلود المُصنَّعة، فإن الجلد البشري الطبيعي يظل الأكثر كفاءة في الحالات الحرجة، نظرًا لخصائصه الحيوية القريبة من الجلد الطبيعي للإنسان، وقدرته على التفاعل الإيجابي مع أنسجة الجسم المصاب، ولهذا السبب تعتمد كبرى مراكز الحروق حول العالم على الجلد البشري كجزء أساسي من بروتوكولات العلاج المتقدمة، خاصة في الإصابات العميقة والواسعة.

نتائج منقذة للحياة رغم التكلفة
وتصل تكلفة علاج الحالة الواحدة باستخدام الجلد البشري إلى ما يقرب من مليون جنيه مصري، نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد والتخزين والتدخلات الجراحية والرعاية الطبية المتخصصة، ورغم ذلك نجح مستشفى أهل مصر في إنقاذ حياة أربعة أطفال خلال أسبوع واحد فقط من وصول الشحنة الأولى، من بينهم طفل يبلغ من العمر ست سنوات، وصلت نسبة الحروق لديه إلى سبعين في المئة من مساحة الجسم، وتُعد هذه النتائج مؤشرًا قويًا على أهمية هذه التقنية الطبية، ودورها في تحسين فرص النجاة لمرضى الحروق في مصر.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية