تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الجثامين.. ورقة الضغط الباقية في صراع حماس ونتنياهو
source icon

سبوت

.

الجثامين.. ورقة الضغط الباقية في صراع حماس ونتنياهو 

كتب:مصطفى أمين عامر 

تشكل قضية جثامين الرهائن الإسرائيلين ورقة ضغط تستخدمها حركة حماس على إسرائيل، إذ أنه موجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم توقيعه فى شرم الشيخ بوساطة أمريكية، تلتزم "حماس" بإعادة جميع الرهائن الأحياء البالغ عددهم  20 رهينة، إضافة إلى جثث 20 رهينة لقوا مصرعهم خلال الحرب على غزة.

كان آخر تلك الجثامين، لثلاثة جنود قتلوا يوم السابع من  أكتوبر 2023م، خلال المواجهات مع الحركة ليكون المتبقي من جثامين الرهائن داخل القطاع  ثمانية رهائن منهم ستة إسرائيليين، وتنزاني، وآخر تايلاندي.

-   تبادل الاتهامات وتأثيرها على اتفاق وقف إطلاق النار
واتهمت إسرائيل حركة حماس بتأخير استعادة جثث الرهائن عمدا، في حين أصرت حماس على أنها تكافح من أجل العثور عليهم تحت الأنقاض وهو الأمر الذي أدى إلى التقدم البطيء فى القضايا الجوهرية في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك خطط حكم غزة وإنسحاب القوات الإسرائيلية، ونزع سلاح حماس، وكيفية تنظيم إعادة إعمار الأراضي التي دمرتها حرب استمرت لعامين.

-    تداعيات التأخير
واعتبر صلاح لبيب الباحث في العلاقات الدولية أن حالة التأخير في قضية تسليم الجثامين من الرهائن الإسرائليين قد تستخدم كذريعة من الأطراف المختلفة لتأجيل استحقاقات اتفاق السلام الذي وقع في شرم الشيخ وهو ما يعطل المرحلة الثانية التى تشكل الجزء الأهم فى وجود سلام حقيقي بين الفلسطنيين وإسرائيل وتدفع جهود السلام الإقليمية والدولية نحو إستحقاق الدولة الفلسطينية فى المستقبل. 

-    التأثير المحتمل على التزامات الأطراف
وشدد على أن التأخير في التسليم وفق الاتفاق المعلن بشرم الشيخ سيساهم في تحلل كل الأطراف من التزاماتها وهو ما يؤجل تطبيق خطوات الاتفاق وهو ما قد يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعطيل دخول المساعدات بشكل متكرر وعرقلة الانسحاب من المناطق التي تم الاتفاق عليها وخاصة الواقعة خلف الخط الأصفر والتى تشكل 53%من مساحة قطاع غزة. 

-    استفادة حركة حماس من التأخير
ولفت إلى أن حركة حماس أيضا مستفيدة من حالة التأخير فى قضية تسليم الجثامين من الرهائن الإسرائليين فالحركة تريد بقاء بعض أدوات التفاوض في حوزتها، والاحتفاظ ببعض أدوات القوة خاصة مع إدراكها لـ"غدر" نتنياهو في أي وقت بعد استرداد كل جثامين الرهائن وبالتالي الاستحواذ على كل أوراق لعبة التفاوض والعودة إلى الحرب في أي وقت خاصة مع حالة الشك والضبابية في نوايا الضامن الأمريكي.

-    دوافع نتنياهو واستمرار المراوغة السياسية
وأختتم حديثه بقوله نتنياهو يريد العودة للحرب بعد الحصول على جثامين الرهائن الإسرائليين في ظل عدم رضاه عن اتفاق شرم الشيخ الذي تم بضغط أمريكي كبير وحماس مستفيدة من التأخير لأنه يضمن وجودها داخل القطاع لأطول فترة ويعطيها مساحة للمناورة فى الملف قبل الأخير الذي سوف يؤدى إنهاءه الى مطالبتها بنزع سلاحها وخروجها من القطاع، وهنا يأتي دور الدول الضامنة بالضغط على كل الأطراف لتنفيذ التزاماتها للحفاظ على الهدنة وتحقيق بنود أتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه من كافة الأطراف فى شرم الشيخ.

-    تعقيدات الملف
وقال اللواء الدكتور رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية، إن قضية تسليم الجثامين بين حركة حماس وإسرائيل تمثل واحدة من أعقد الملفات في سياق الحرب الراهنة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وذلك لأنها تحمل أبعادا تفاوضية وسياسية بالغة الحساسية قد تؤثر بشكل مباشر على بدء المرحلة الثانية من الاتفاقات الميدانية أو التهدئة.

-    ملف الجثامين كورقة ضغط متبادلة
وأوضح أن ملف الجثامين من الرهائن الإسرائيلين أصبح أحد أدوات الضغط المتبادلة بين الطرفين، حيث تسعى إسرائيل لاستخدامه كورقة مساومة لتسريع أو تأجيل بعض البنود المتعلقة بالمراحل اللاحقة من التفاهمات، في حين تدرك حماس أن هذا الملف يعد من القضايا ذات البعد الرمزي والمعنوي للشعب الفلسطيني، وتتعامل معه كجزء من معادلة الردع والمقايضة السياسية في أي ترتيبات مستقبلية.

-    الحسابات السياسية لحركة حماس
وأضاف أن الحديث عن تعمد حركة حماس تأخير تسليم الجثامين يرتبط بتقديرات ميدانية وسياسية دقيقة، فالحركة تسعى لاستخدام هذا الملف كورقة توازن أمام الضغوط الإسرائيلية المتزايدة، خاصة مع محاولات تل أبيب فرض شروطها قبل الدخول في المرحلة الثانية من أي اتفاق إنساني أو أمني، وأن الحركة ربما ترى في الاحتفاظ بالجثامين وسيلة لانتزاع مكاسب تفاوضية تتعلق بالأسرى أو بتخفيف الحصار عن غزة.

وأشار إلى أن العراقيل التي تواجه تسليم باقي الجثامين تتنوع بين خلافات لوجستية وإنسانية، وبين عدم الاتفاق على آليات التنفيذ وضمانات التسليم، فضلا عن استمرار العمليات العسكرية التي تعقد أي تحرك ميداني كما أن انعدام الثقة بين الجانبين يزيد من صعوبة الوصول إلى تفاهم نهائي حول هذا الملف، خاصة في ظل ضبابية الموقف الدولي وانشغال الوسطاء بمحاولة تثبيت التهدئة.

-    التحذير من تداعيات استمرار الأزمة
وشدد على أن الخطورة الحقيقية تكمن في أن استمرار هذا الملف دون حل سيؤدي إلى تأجيل بدء المرحلة الثانية من التفاهمات، وسيعرقل الجهود التي تبذلها الدول الوسيطة، وفي مقدمتها مصر، لتثبيت التهدئة وإعادة إطلاق المسار الإنساني والسياسي معا، وأن توظيف الجثامين كورقة تفاوض سيؤدي فقط إلى مزيد من التعقيد والتصعيد، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفصل الملفات الإنسانية عن الحسابات السياسية، وضمان احترام القوانين الدولية والكرامة الإنسانية في إدارة هذا الملف الشائك.

-    الجهود المصرية
وأختتم حديثه بقوله أن جهود مصر بإدخال المعدات الثقيلة لمساعدة حركة حماس على العثور على باقي جثث الرهائن تهدف الى إتمام المرحلة الأولى من اتفاق السلام الذى تم إعلانه فى شرم الشيخ بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وباقي الدول الضامنة يهدف فى المقام الأول إلى إنهاء معاناة سكان قطاع غزة  وتفويت الفرصة على إسرائيل لاتخاذ هذة  القضية كذريعة للالتفاف على اتفاق شرم الشيخ ومواصلة ضرباتها وهجماتها على قطاع غزة.     

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية