تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : التهاب المفاصل عند الأطفال.. بين تيبس الصباح وصرخة المناعة
source icon

سبوت

.

التهاب المفاصل عند الأطفال.. بين تيبس الصباح وصرخة المناعة

كتب:شيماء مكاوي

رغم شيوع الاعتقاد بأن أمراض المفاصل ترتبط بتقدم العمر، إلا أن الواقع الطبي يكشف وجهًا آخر لهذا المرض، وجهًا يستهدف طفلاً صغيرًا قد لا يتجاوز عامه الأول، فيغزو جسده بألم صامت وتيبس يسرق منه حركته وفرحة اللعب.

التهاب المفاصل عند الأطفال أو ما يعرف طبيًا باسم "التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب"، هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة المفاصل عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى تورمها، وتيبسها، وشعور مزمن بالألم قد يقيد حركة الطفل ويؤثر على نموه الجسدي والنفسي.

مرض مناعي بأقنعة متعددة
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور باسم هنري، استشاري طب العظام والروماتيزم، أن هذا المرض قد يصاب به الطفل في أي عمر من 6 أشهر وحتى 16 عامًا، وهو يختلف في شدته وقوته من طفل لأخر لأنه يأخذ أشكالًا متعددة في حدته وأعراضه، وفي بعض الحالات، يظهر في شكل ألم خفيف يختفي بشكل مؤقت، وفي حالات أخرى، قد يتطور إلى إعاقة تؤثر على المفاصل والعظام والنمو الحركي للطفل.

وتشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science Translational Medicine البريطانية إلى أن المرض يصيب أكثر من 10 آلاف طفل في المملكة المتحدة وحدها، وقد تختلف أعراضه ومضاعفاته من طفل إلى آخر، مما يجعل التشخيص الدقيق والتعامل الفردي ضرورة لا رفاهية.

لغز بلا إجابة نهائية
حتى اليوم، لا يملك الطب تفسيرًا قاطعًا لأسباب الإصابة، لكن التصنيف العام يضعه ضمن أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم فيها الجسم ذاته بدلًا من التصدي للأجسام الغريبة، وأكد د. هنري أن العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا في الإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى محفزات بيئية مثل العدوى الفيروسية أو البكتيرية، والتي قد تطلق شرارة الالتهاب لدى الطفل إذا كان لديه استعداد وراثي.

الأعراض.. رسائل تحذير مبكرة
ومن جانبه، أوضح الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن أول خطوة نحو السيطرة على المرض هي الإنصات الجيد لشكاوى الطفل، لاسيما تلك المتعلقة بآلام المفاصل الصباحية أو صعوبة الحركة بعد الاستيقاظ.

وتابع، من أبرز العلامات المبكرة للإصابة بالمرض شكوى الطفل من ألم مستمر أو متكرر في المفاصل، خاصة في الصباح عند استيقاظه، وتورم واحمرار المفاصل، وتيبس وصعوبة في المشي أو تحريك الأطراف، وإرهاق غير مبرر، وفقدان للطاقة وهذا أمر غريب على الأطفال، لافتًا إلى أنه في بعض الحالات، يظهر طفح جلدي أو مشاكل في العين، وينقسم المرض إلى ثلاث صور رئيسية، حسبما أكد استشاري المناعة هي: 

قليل المفاصل: يصيب أقل من 4 مفاصل، وغالبًا يبدأ في الركبة أو الكاحل.
متعدد المفاصل: يصيب 5 مفاصل أو أكثر، وقد يكون متنقلًا بين مفاصل مختلفة.
النوع الجهازي: يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة، وطفح جلدي، وقد يمتد تأثيره لأعضاء داخلية.

التشخيص.. سباق مع الزمن
لا توجد فحوصات محددة تؤكد الإصابة بشكل قاطع، ويقول د. مجدي إن التشخيص يعتمد على مزيج من الفحص الإكلينيكي وتحاليل الدم، وأحيانًا أشعة الرنين المغناطيسي أو فحص العين لاستبعاد الأسباب الأخرى مثل العدوى أو الأورام، مشيرا إلى أن التشخيص المبكر هو العامل الأهم في منع تطور المرض، حيث يمكن بدء العلاج قبل أن تحدث مضاعفات دائمة.

العلاج.. سيطرة لا شفاء
رغم عدم وجود علاج جذري حتى الآن، فإن الخطة العلاجية تركز على السيطرة على الأعراض وتقليل نشاط الالتهاب، وأكد د. بدران أن العلاج يشمل أدوية مضادة للالتهاب، ومثبطات للمناعة لتقليل نشاط الجهاز المناعي، وجلسات علاج طبيعي للحفاظ على حركة المفاصل وتقوية العضلات، ودعم نفسي للطفل لتقليل تأثير الألم المزمن على حالته النفسية وثقته بنفسه.

طرق الوقاية
نظرًا لأن المرض مناعي فلا توجد طريقة وقائية مؤكدة، لكن يمكن تقليل فرص المضاعفات عبر اتباع الاتي: 

-    متابعة أي أعراض غريبة تظهر على الطفل مبكرًا.
-    الانتباه للتاريخ العائلي المرضي.
-    الحفاظ على نمط حياة صحي من تغذية جيدة، ونشاط بدني معتدل، ونوم كاف.
وأكد د. بدران، في نهاية حديثه قائلاً: "ألم الطفل لا يكون دائما دلع أو تمارض، أحيانًا يكون جرس إنذار مبكر من جسمه الصغير ومن الضروري ألا نهمله"
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية