تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : التكييف غير النظيف.. هواء لطيف يسرق صحتك
source icon

سبوت

.

التكييف غير النظيف.. هواء لطيف يسرق صحتك

كتب:مروة علاء الدين 

مع اشتداد حرارة الصيف وتفاقم مستويات التلوث، يصبح التكييف ضرورة لا رفاهية في معظم المنازل، لكن هذا الجهاز، الذي يفترض أنه يوفر البرودة والراحة، قد يتحول بصمت إلى ناقل للأمراض، وسبب في تدهور صحة الأسرة إذا لم ينظف بشكل دوري، من العدوى التنفسية إلى اضطرابات النوم والمناعة، هناك تهديدات خفية في الهواء الذي نستنشقه داخل بيوتنا، يحملها إلينا "هواء ملوّث" من مصدر لم نشك به يومًا.

في هذا التقرير، نكشف كيف يصبح التكييف غير النظيف "عدواً منزلياً"، وننقل تحذيرات دقيقة من أطباء متخصصين، مع نصائح علمية للوقاية.

جراثيم متراكمة 
يوضح الدكتور كريم فؤاد، أستاذ الميكروبيولوجي بكلية الطب، أن وحدات التكييف التي لا تنظف بانتظام تتحول مع الوقت إلى بيئة حاضنة لأنواع مختلفة من الملوثات، أبرزها البكتيريا والعفن الأسود والغبار شديد النعومة، ويقول: "التكييف لا ينقي الهواء كما يظن البعض، بل يعيد تدويره، وعندما تكون الفلاتر أو الملفات الداخلية متسخة، فإن الهواء المعاد ضخه يكون مشبعًا بجزيئات PM2.5، وهي جسيمات دقيقة لا ترى بالعين المجردة، لكنها قادرة على التوغل في الرئتين والوصول إلى مجرى الدم، مسببة التهابات في القلب أو الجهاز العصبي."

كما أشار إلى أن هذه الجسيمات مرتبطة في دراسات حديثة بزيادة نسب الإصابة بالسكتات القلبية والاضطرابات العصبية التنكسية مثل الزهايمر على المدى البعيد.

صيانة دورية
ولمنع تحول التكييف من صديق إلى عدو، ينصح د. كريم باتباع الخطوات التالية لتقليل الخطر:
- نظف فلاتر التكييف مرة شهريًا على الأقل، باستخدام الماء الدافئ وصابون لطيف أو المكنسة الكهربائية.
- أجرِ صيانة شاملة للتكييف كل 6 شهور، تشمل تنظيف الملفات والمواسير وفحص الضغط.
- لا تعتمد على التكييف وحده، بل افتح النوافذ صباحاً ومساءً لتجديد الهواء الطبيعي.

قنبلة بيولوجية 
يحذر الدكتور أحمد بشير، استشاري أمراض الصدر والحساسية، من استخدام التكييف دون تنظيف دوري، ويصفه بأنه "قنبلة بيولوجية نشطة" في المنازل، قائلاً: "بعض الفطريات تنمو بسهولة داخل وحدات التكييف بسبب الرطوبة، ومع التشغيل اليومي، تنتشر في الهواء وتدخل إلى الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى التهابات شعبية مزمنة، ونوبات حساسية قد تستمر طوال الموسم."

بكتريا قاتلة 
ويضيف: "الليجيونيلا – وهي بكتيريا تنمو في الأنظمة الرطبة – تُنقل أيضا عبر قطرات الهواء الصغيرة وتسبب ما يعرف بـ (حمى التكييف)، وهو نوع من الالتهاب الرئوي الحاد، تظهر أعراضه كأنفلونزا شديدة، وقد يتطلب دخول المستشفى، الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة أو المسنون هم الفئة الأكثر عرضة."

وينصح د. أحمد بما يلي:
- لا تشغل التكييف دون فحص رائحة الهواء الخارج منه؛ إذا كانت رائحة عفنة أو ترابية، فأوقفه فورًا ونظف الفلاتر.
- استخدم أجهزة ترطيب الجو لتقليل الجفاف الذي تسببه البرودة الصناعية، خاصة لمرضى الجيوب الأنفية.
- شغل وضعية "النوم" أو "الاقتصاد" ليلا لتقليل الحمل على الجهاز وتقليل الضرر الصحي.

أول المتضررين 
توضح الدكتورة نرمين عبد الستار، أخصائية طب الأطفال، أن الأطفال هم الأكثر تأثرًا بالهواء الملوث الصادر من التكييف، أكثر من 60% من حالات الكحة الليلية أو التهابات الصدر عند الأطفال خلال فصل الصيف تكون بسبب التكييف، فالطفل ينام لساعات في غرفة مغلقة ذات تهوية محدودة، ومع تكرار استنشاق الهواء المحمّل بالملوثات، تتدهور حالته التنفسية تدريجيًا.

نوم متقطع
وتشير د. نرمين، إلى أن التأثير لا يقتصر على الجانب العضوي فقط، بل يمتد إلى الصحة النفسية، مضيفة، أن الهواء الملوث يضعف جودة النوم، ويزيد من نوبات القلق والتوتر، وهناك ارتباط واضح بين سوء التهوية واضطرابات النوم والصداع المزمن لدى الأطفال، وهو أمر نراه بوضوح في العيادات خلال شهور الصيف، لذا ننصح الأمهات بعمل بعض الخطوات للحفاظ على صحة أطفالهن ومنها:

- تشغيل التكييف على درجة معتدلة بين 24 - 26 درجة مئوية.
- عدم إغلاق الغرفة بالكامل أثناء نوم الطفل.
- مراقبة أعراض مثل الكحة الجافة أو الصداع، كعلامات على تلوث الهواء.

تهديد فيروسي صامت
وتشير دراسة مشتركة بين جامعة هونغ كونغ ومنظمة الصحة العالمية إلى أن الهواء المعاد تدويره في بيئة مغلقة قد يساهم في بقاء الفيروسات عالقة لساعات، مما يزيد من فرص العدوى، خصوصًا في أماكن مثل المكاتب وغرف النوم.

أما تقرير مجلة Environmental Science & Technology لعام 2024، فيؤكد أن العفن الأسود الموجود في بعض أجهزة التكييف يرفع خطر الإصابة بأمراض الرئة ويضعف الجهاز المناعي.

ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن تلوث الهواء المنزلي تسبب في وفاة 3.2 مليون شخص عام 2020، من بينهم 237 ألف طفل دون سن الخامسة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية