تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يشكل التوافق الأمريكي الإيراني على منع إنتاج سلاح نووي العنصر الحاسم في تجنب صراع مباشر بين الطرفين، حيث يُظهر كلا الجانبين رغبة في تجاوز العقبات التفصيلية للوصول إلى حل دبلوماسي، إلا أن نقطة الخلاف المركزية تتمثل في مستوى تخصيب اليورانيوم، التي تحولت إلى اختبار حقيقي لإرادة التفاوض.
إشكالية التخصيب
كشف إسلام المنسي، الباحث في الشأن الإيراني، أن مشكلة المفاوضات الحالية -التي يقودها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف- تتمثل في الاستمرار في تخصيب اليورانيوم، ونسبة التخصيب بالرغم من أنها لم تكن حاضرة من قبل.
ومما يأزم الموقف إصرار إيران على أنها ليس لديها أي نية للتنازل التخصيب، معتبرة أن التضحية بموضوع التخصيب كأساس أو كمبدأ ووصول التخصيب إلى 0% يعني التضحية بكل الجهود التي بذلت والأرواح التي فقدت والإمكانيات الضخمة التي تم التضحية بها من أجل تحقيق هذا الهدف وهو امتلاك التكنولوجيا النووية.
وشدد المنسي على أن المسألة الآن تدور حول هل سيتم السماح لإيران بالإبقاء على التكنولوجيا النووية والتخصيب طالما أنه لا يزيد عن نسبة 3.67%، وهي النسبة التي كان مسموح بها في الاتفاق النووي والتي لم يكن هناك اعتراض عليها من جانب ترامب حتى في ظل تصاعد خلافاته مع إيران، واعتماده سياسة الضغوط القصوى، بل كان هدف الإدارة الامريكية هو إضافة بنود أخرى تخص موضوعات مثل البرنامج الصاروخي والتوسعات الإقليمية بالإضافة إلى تطويل مدة الاتفاق لكن الآن يبدو أن مسألة التخصيب أصبحت تتحكم في مصير هذه المفاوضات.
مقترحات دولية
ويضيف المنسي أن هناك العديد من المقترحات الدولية والتي قد تلقى قبولاً إيرانياً ومنها:
- إنشاء مجمع صناعي إقليمي لتخصيب اليورانيوم -تحت إشراف من الوكالة الدولية للطاقة الذرية- والذي قد يحظى بقبول إيران إذا أقيم على أراضيها.
- تعليق الأنشطة النووية لستة أشهر مقابل تقدم في ملف العقوبات وهو مقترح عُماني.
- تعليق التخصيب لثلاث سنوات، أي إلى نهاية ولاية الرئيس ترامب الحالية، مقابل رفع العقوبات.
واختتم المنسي حديثه بأن هناك محاولات حثيثة للتغلب على الخلافات، لأن عقد اتفاق نهائي يعني عدم انجرار المنطقة الي حرب تقوض استقرارها وتدفع الي الفوضى.
عرقلة المفاوضات
ويشير الدكتور هاني سليمان الباحث في الشأن الإيراني، إلى أن تمسك الجانب الأمريكي برفض التخصيب حتى ولو بنسبة 1% يخلق إشكالية كبيرة لا تبشر بإمكانية التوصل لاتفاق، وخاصة في ظل تأكيد بدر البوسعيدي وزير الخارجية العُماني على أن المباحثات ليست حاسمة، وتأكيدات عباس عراقجي على أن التفاوض مع واشنطن أكثر تعقيداً، وما سبقه من حديث المرشد بأن التفاوض مع واشنطن غير مجدي، مما يقلل من إمكانية وجود ضمانات للجانب الإيراني.
ويقول د. هاني، أن في الوقت ذاته هناك محاولات مختلفة من الوسطاء أو الأطراف للبحث عن حلول بديلة، لكنها تصطدم بجملة مواقف متصلبة، أو أن تطبيقها قد يكون صعب في ظل تحفظات واشتراطات بعض الأطراف.
رفض إيراني
وأشار إلى أن الرفض الإيراني لمقترح ويتكوف بإنشاء مجمع صناعي لتخصيب اليورانيوم في دولة أخرى، أي خارج الحدود الإيرانية، مع تضمين عدة دول به منها السعودية وأمريكا، بحيث يكون هناك خضوع للرقابة والشفافية، كان نتيجة أن طهران ترى في ذلك تغولاً على سيادتها، وقدرتها وحقها في التحكم الكامل والحر في برنامجها النووي، كما أنها لا تريد أن تكون إرادتها مقيدة أو رهينة طوال الوقت للجانب الغربي.
وشدد على أنه يمكن فهم تمسك طهران بحق التخصيب باعتباره جزء أصيل يضمن لها إمكانية العودة لتطوير برنامجها في أي وقت في حالات التراجع عن الاتفاق، أو وجود عمل أحادي عسكري إسرائيلي، أو تحت أي ظروف وتغيرات إقليمية ودولية، وبالتالي إيران لا تريد التخلي عن هذا التخصيب وهو ما يعقد المفاوضات ويدفعها الي منزلق خطير.
الفرصة الأخيرة
ويوضح د. هاني أن هناك مقترحات بديلة منها ما هو متعلق بتعليق تخصيب اليورانيوم لمدة 6 أشهر في مقابل رفع جزئي عن بعض العقوبات، أو المقترح الخاص بتعليق التخصيب لمدة 3 سنوات في مقابل رفع كامل للعقوبات، وإدراج إيران ضمن المنظومة المالية العالمية سويفت، وبالرغم من أن تلك المقترحات لا تلبي الطموح الإسرائيلي الذي يدفع بكل قوة نحو المواجهة المباشرة مع إيران.
واختتم د. هاني حديثه بأنه بالرغم من وجود فجوة في المباحثات خلال الجولات الخمس السابقة، وبخاصة في جولة روما الأخيرة التي أطلق عليها البعض جولة "الفرصة الأخيرة"، لكن في نفس الوقت ما زالت هناك مساحة للدبلوماسية، وباب كبير في المفاوضات لم يغلق حتى هذه اللحظة، يدعمها انفتاح أمريكي على التصور الإيراني، وهو ما يعني أنه ما زالت هناك فرصة ولم نصل لمرحلة الأبواب المغلقة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية