تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "التصلب المتعدد" عندما يفقد المريض التواصل بين المخ والجسم والآخرين
source icon

سبوت

.

"التصلب المتعدد" عندما يفقد المريض التواصل بين المخ والجسم والآخرين

كتب:شيماء مكاوي

من الجيران التي أحرص دائما على تبادل الزيارات فيما بيننا جارتي رشا، ووفقا لما أعرفه أن لديها شقيقين فقط، وبالصدفة أثناء زيارتي لها، لاحظت صوتا يخرج من إحدى الغرف، فسألتها إذا كان لديها ضيوف وزيارتي تتسبب لهم في أي نوع من الحرج، فأجابتني بالنفي، وأن الصوت الصادر من الغرفة، هو لشقيقتها الكبرى المصابة بمرض "التصلب المتعدد".

اعتذرت لجارتي، وأنا أتمتم لشقيقتها بدعوات الشفاء، قبل أن أهم بالانصراف لأتركها تعتني بضيفتها، وأنا أعدها أن أعاود زيارتي في وقت آخر.
 
انشغلت بهذا "التصلب المتعدد"، فلم أسمع عنه من قبل، ومن ثم لم أكن أعلم تفاصيل عن المرض، وفور أن دخلت إلى شقتي، أمسكت هاتفي للبحث عن ماهية هذا المرض، وقرأت أن اضطراب التصلب المتعدد يصيب الدماغ وهو عبارة عن التهابات تحدث في الالياف العصبية نتيجة ضعف او إصابة الجهاز المناعي.

الحقيقة، أن ما قرأته لم يشف فضولي، فقررت الاتصال بالدكتور محمد القاضي، استشاري العلاج النفسي التخصصي، والذي شرح لي تفاصيل عن المرض قائلا، إن هناك مجموعة من الألياف العصبية هي المسئولة عن نقل الإشارات بين المخ وبقية أجزاء الجسم، والتصلب المتعدد يصيب الدماغ عن طريق تلف الألياف العصبية نتيجة ضعف المناعة، مما يؤدي الي ضعف التواصل بين المخ والجسم وكأنه لا يوجد إشارات خارجة من المخ تؤدي الي أوامر عصبية للجسم، فيكون هناك صعوبة في الإشارات الواصلة بين المخ والجسم، وتختلف درجة الإصابة بين مريض وآخر.

وتتمثل آلية مرض التصلب المتعدد، كما شرح د. القاضي، في تدهور في المواد الدهنية "المايلين" المحيطة بالألياف العصبية، وبالتالي يكون العصب مكشوفاً مما يؤدي إلى خلل الموصلات العصبية ما بين المخ والجسم، فيؤثر على الوظائف الحركية للجسم.

وتحدث بعض الاضطرابات النفسية جراء الإصابة بالتصلب المتعدد، وأوضح استشاري العلاج النفسي التخصصي، أن المريض يصاب بمجموعة من الاختلالات المزاجية مثل القلق والاكتئاب والخوف وضعف الثقة في النفس، وهو يعلم جيدا بوجود تدهور في جسمه، فيكون لديه خجل أن يراه الآخرون، ويمتنع عن الخروج خارج المنزل ويفضل الابتعاد عن الناس، ويكون لديه مخاوف اجتماعية.

وتختلف هذه الأعراض تبعا للسن والجنس ذكراً او انثى، وعمر الإصابة لديه وبالتالي مجموعة الأعراض تختلف من شخص لآخر تبعا للفروق الفردية، وأشار الدكتور القاضي، إن الأبحاث معظمها أشارت إلى أن التقلبات المزاجية والخوف من نقد الآخرين ونظرة الناس له وضعف الثقة ونوبات القلق والاكتئاب هي أكثر الأعراض النفسية المصاحبة لهذا المرض، وبالتالي الأشخاص المصابين به يكون لديهم حذر من نظرة الآخرين له، لذا يتجنب طوال الوقت الاختلاط والتفاعل مع الناس.

وهناك اعراض حركية تتمثل في ضعف الحركة او حدوث خلل في إحدى العينين او حدوث خدر عام في الجسم او ضعف توازن في الجسم والشعور بدوخة ودوار عند الحركة.

لا توجد أسباب محددة للإصابة بالتصلب المتعدد، حسبما أكد د. محمد القاضي، ولكن هناك بعض الأسباب التي يمكن أن تكون عاملا مساعدا لحدوث المرض، وتتمثل في العوامل الجينية والتدخين والسمنة وضعف المناعة، أما عن طرق العلاج، فنصح بالعلاج الدوائي وجلسات العلاج الطبيعي، ولكن من الضروري أن يقترن هذا مع العلاج النفسي، فيجب أن يتلقى هذا المريض علاجا نفسيا مقننا يقوم على التخصص والاحتراف، من خلال مجموعة من الجلسات النفسية الفردية والجماعية وأساسها العلاج النفسي التدعيمي.

 ومن خلال العلاج النفسي يستطيع المريض أن يثق في نفسه ويتقبل ذاته، والتقليل من مخاوفه لأنه طوال الوقت ينظر إلى نفسه على أنه شخص معاق، ويجب أن يكون البرنامج العلاجي برنامجا متكاملا يغطي كل النواحي الدوائية والنفسية حتى يتم تحسين الحالة المزاجية لدى هؤلاء المرضى، ويتم رفع المناعة وبالتالي مؤشر التحسن يكون أسرع بكثير.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية