صرح مصدر مسؤول بهيئة التأمين الصحي الشامل، لموقع "سبوت"، أن اللجنة الدائمة لتسعير خدمات التأمين الصحي الشامل، تستعد لإطلاق الإصدار السادس لقائمة أسعار الخدمات العلاجية المغطاة بالمنظومة، وذلك بالاعتماد على النظام المميكن للتسعير، الذي أعدته شركة تمثل الذراع التكنولوجي لميكنة منظومة التأمين الصحي الشامل.

جاء ذلك، بعد أن أعلنت الهيئة مؤخرا، عن الانتهاء من المرحلة الأولى للمنظومة الإلكترونية لتسعير الخدمات الطبية، والتي أسست لقاعدة بيانات مركزية موحدة، تضم مختلف الخدمات داخل المنظومة، حيث أسهمت هذه الخطوة في توحيد الإجراءات بين المحافظات وتقليل التفاوت في أسعار الخدمة، إلى جانب إدخال آليات مراجعة دورية، تتيح تعديل الأسعار وفق التغيرات في سوق الدواء والمستلزمات.

وشهدت المرحلة الأولى، تطوير منصة إلكترونية متكاملة، تعد الأولى من نوعها لحساب تكلفة الخدمات العلاجية، وفق أسس ومعايير محاسبية مرنة، وأسهم هذا التطوير في تعزيز كفاءة التعاقدات، وضمان الشفافية في عمليات التسعير والشراء داخل المنظومة.

وأشار المصدر إلى أن المرحلة المقبلة ستشمل الربط الإلكتروني مع الهيئة العامة للشراء الموحد، وهيئة الدواء المصرية، وهو ما يفتح المجال لتحديث دوري للأسعار بشكل أكثر دقة ومرونة، كما لفت إلى أن القرارات المتعلقة بتوقيت إطلاق المرحلة الثانية، أو إضافة خدمات إلكترونية جديدة، مثل الحجز عن بعد عبر التطبيقات أو المنصات الرقمية، ستصدر لاحقا عقب اجتماع لجنة الأسعار واعتماد توصياتها.

وتمثل هذه الخطوات، نقلة نوعية في إدارة ملف التسعير داخل القطاع الصحي، بمحافظات التأمين الصحي الشامل، بما يضمن ضبط الإنفاق، وتحقيق عدالة أكبر في توزيع الموارد، وجودة الخدمة المقدمة للمواطنين، فضلا عن أنها تعكس توجه الدولة، نحو الاعتماد على الحلول الرقمية في تطوير المنظومة الصحية.

تظل الصحة أحد البنود الأكثر استنزافا لميزانية الأسرة، ومع التوسع التدريجي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في المحافظات، يترقب المواطن ما ستشهده أسعار الخدمات الطبية من تحديثات، فالمنظومة لا تقاس فقط باعتبارها مشروع قومي لتطوير الرعاية الصحية، بل بقدرتها على معالجة التفاصيل اليومية التي تمس حياة المواطن مباشرة، سواء تكلفة الكشف، والتحاليل، وأسعار الدواء، والخدمات العلاجية، فكل خطوة جديدة في هذا الملف تعني تخفيف الأعباء عن ملايين الأسر، وضمان استمرار حصولها على خدمة آمنة، بتكلفة عادلة يمكن تحملها دون ضغوط إضافي