تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : البلوغ المبكر.. خطر يهدد الطفولة ومستقبل الأبناء
source icon

سبوت

.

البلوغ المبكر.. خطر يهدد الطفولة ومستقبل الأبناء

كتب:سماح موسى

نلاحظ هذه الأيام فتيات يبلغن قبل سن العاشرة، وأولادًا تبدأ لديهم علامات البلوغ ما بين العاشرة والحادية عشرة، حتى أصبحت الظاهرة لافتة ومتكررة.
فهل للبيئة والظروف المحيطة دور في ذلك؟ وهل يتسبب الغذاء الملوث أو الهرمونات الموجودة في الدواجن واللحوم المصنعة، أو الإفراط في تناول السكريات في هذه الظاهرة؟ ومتى نعتبر البلوغ المبكر مشكلة صحية؟ وكيف يمكن للأهل حماية أبنائهم من الوقوع فيها؟

السن الطبيعي للبلوغ
يوضح الدكتور كريم النحاس، أستاذ مساعد واستشاري أمراض النساء والتوليد بالمركز القومي للبحوث، أن السن الطبيعي للبلوغ يختلف من طفل لآخر، لكنه في الغالب يبدأ ما بين 8 - 13 سنة للفتيات، و9 - 14 سنة للفتيان.

ويُعد الطفل مصابًا بالبلوغ المبكر إذا ظهرت علامات البلوغ قبل سن الثامنة لدى البنات أو قبل التاسعة لدى الأولاد، وتشمل العلامات نمو الثديين عند البنات، أو تضخم الخصيتين عند الأولاد، إلى جانب ظهور الشعر في أماكن معينة من الجسم وحدوث تغيرات جسدية أخرى، وتُعد النسبة قليلة نسبيًا، إذ تختلف حسب البيئة والمجتمع، وتقدر بنحو حالة واحدة من كل 1000 - 5000 طفل، وتحدث بين الفتيات أكثر من الفتيان.

أسباب البلوغ المبكر
يضيف د. كريم أن بعض الحالات لا يُعرف سببها الواضح، وتُسمى "بلوغ مبكر مركزي مجهول السبب"، بينما في حالات أخرى تكون هناك أسباب عضوية، منها اضطرابات في الدماغ مثل الأورام أو إصابات الرأس، خلل في الغدة النخامية أو تحت المهاد (الهايبوثلامس)، قصور في الغدة الدرقية، خلل في الغدة الجاركلوية (الكظرية)، أو أورام المبيض أو الخصية، كذلك تعرض الطفل لهرمونات جنسية من مصادر خارجية.

علامات يلاحظها الأهل
يؤكد د. كريم وجود علامات يمكن للأهل ملاحظتها، مثل تغير الصوت عند الأولاد أو ظهور الدورة الشهرية لدى الفتيات في عمر مبكر، بالإضافة إلى تسارع النمو والطول لفترة محدودة، يعقبها تباطؤ لاحق قد يؤدي إلى قصر القامة في المستقبل.

الفحوصات اللازمة للتشخيص
يقول د. كريم إن التشخيص يعتمد على مجموعة من الفحوص، أهمها تحاليل هرمونية لقياس مستويات الإستروجين أو التستوستيرون، أشعة سينية لليد لتحديد عمر العظام، بالإضافة إلى رنين مغناطيسي للدماغ في حال الاشتباه بوجود سبب مركزي، كذلك الموجات الصوتية على المبيض أو الخصية.

مضاعفات صحية ونفسية
يوضح د. كريم أن البلوغ المبكر قد يؤدي إلى توقف النمو مبكرًا مما ينتج عنه قصر في القامة النهائية، كما يسبب مشكلات نفسية نتيجة اختلاف الطفل عن أقرانه، وقد يؤثر في بعض الحالات سلبًا على الخصوبة إذا كان السبب مرضيًا.

العلاج
يشير د. كريم إلى أن العلاج يعتمد على السبب، ففي الحالات غير المرضية قد لا يحتاج الطفل إلى علاج، أما في الحالات المرضية فيُستخدم علاج هرموني لإيقاف تطور البلوغ مؤقتًا حتى الوصول إلى السن المناسب، ويؤكد على أهمية تشخيص العامل المسبب بدقة وعلاجه، فكل حالة تحتاج إلى تقييم فردي من الطبيب المختص.

السر في الطعام
توضح الدكتورة إيناس صبري، أستاذ مساعد التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث، أن هناك أطعمة قد تساهم في تسريع سن البلوغ، منها الأطعمة الغنية بالدهون غير الصحية مثل البطاطس المقلية والوجبات السريعة، اللحوم المصنعة ومنتجات الألبان المعالجة التي تحتوي على هرمونات صناعية، الدواجن واللحوم الحمراء التي تُربى باستخدام هرمونات النمو، المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر والكافيين، السكريات والكربوهيدرات المكررة، كذلك منتجات الصويا بكميات مفرطة، لاحتوائها على هرمونات نباتية تشبه الإستروجين.

وتنصح د. إيناس بتشجيع الطفل على اتباع نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة، ونشاطًا بدنيًا يوميًا، ونومًا كافيًا، وتقليل الجلوس أمام الشاشات والابتعاد عن التوتر والإجهاد.

كما تشير إلى أن هناك أطعمة قد تساعد على تأخير البلوغ والحفاظ على نمو صحي، مثل الخضروات الورقية كالسبانخ، الفواكه الطبيعية، الحبوب الكاملة، المكسرات (بكميات معتدلة)، والبروتينات النباتية مثل العدس والفاصوليا.

نفسية البالغ ودور الأسرة
توضح الدكتورة أميرة شاهين، أخصائية الإرشاد النفسي والأسري، أن البلوغ المبكر قد يسبب تغيرات هرمونية ومزاجية مفاجئة تختلف من طفل لآخر.
وتضيف أن الطفل الذي يبلغ مبكرًا يجد نفسه مختلفًا عن أقرانه الذين لا يزالون يعيشون مرحلة الطفولة، فيشعر بالارتباك أو الخجل من تغيرات جسده، وتزداد لديه الاهتمامات العاطفية ومحاولات إثبات الذات.

وهنا يأتي دور الأسرة في دعم أبنائهم وإشعارهم بالأمان والتقبل، وشرح ما يمرون به بطريقة طبيعية ومطمئنة، حتى يتفهموا أن أصدقاءهم سيمرون قريبًا بالمرحلة نفسها.

وتؤكد د. أميرة على أهمية أن يكون الأب قريبًا من الابن والأم قريبة من الابنة، وأن يشاركاهم الحديث عن التجربة من واقع ما مرّا به شخصيًا، لزرع الطمأنينة والثقة في نفوس الأبناء.

نظرة المجتمع 
أما الدكتورة آية صلاح، دكتورة علم الاجتماع، فتشير إلى أن غياب التوعية والاعتماد على العادات والتقاليد في التعامل مع الأطفال البالغين قد يضر أكثر مما ينفع، خصوصًا بالنسبة للفتيات اللواتي يخضعن لضوابط صارمة مقارنة بالفتيان، وتضيف أن هذا التفاوت قد يولّد لدى الفتاة خوفًا وعقدًا نفسية وشعورًا بالحيرة بين كونها طفلة أم بالغة، وترى أن الحل يكمن في الصداقة والمصارحة بين الأهل والأبناء، مع دعم المختصين والتعامل اللطيف الواعي مع هذه المرحلة الحساسة.
وتختم بقولها إن الاستعداد لمرحلة البلوغ يجب أن يبدأ مبكرًا جدًا، من خلال التثقيف الهادئ والتدريب والصراحة، لأن الوعي هو مفتاح عبور آمن لتلك المرحلة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية