تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لكل شيء بصمة تجعله مميزاً وفريداً، فكل عنصر من عناصر الطبيعة له بصمته، حتى المياه أصبح لها بصمتها الخاصة، وهو ما يطلق عليها "البصمة المائية"، تلك البصمة تؤثر في حياتنا جميعاً بكل بساطة، والاهتمام بها يساعد على الحفاظ على نقطة المياه، فحساب البصمة المائية طوق النجاة من الأزمات المستقبلية..
يوضح لنا المهندس أحمد طلعت، الباحث في المركز القومي للبحوث؛ أن البصمة المائية هي مقدار كمية المياه التي نستهلكها في حياتنا لإنتاج كل شيء سواء كان زراعياً، صناعياً، تجارياً، أو لاستخدام الأشخاص أنفسهم؛ فعلى سبيل المثال الخبز كي يتم تصنيعه، يحتاج كيلو الدقيق الواحد منه إلى استهلاك 1608 لتراً من المياه سنوياً، وتصنيع كيلو الجبنة الواحد يستهلك 5 آلاف لتراً، وكيلو اللحم البقري يستهلك 15.500 لتراً، حتى الحذاء فيستهلك تصنيعه 4890 لتراً، والبنطلون الجينز 800 لتراً، وكيلو الطماطم 180 لتراً، وإذا كان كيلو السكر المكرر يستهلك إنتاجه حتى يصل إلى أيدينا 1500 لتراً فإن القهوة المحمصة تستهلك حوالي 12 ألف لتراً وهكذا.
سهولة حساب البصمة المائية
ويضيف المهندس أحمد؛ أنه يسهل حساب البصمة المائية لكل شيء، فمثلاً لو كان الشخص يستهلك ماء الشرب بمعدل 3 لترات يوميًا يمكنه ضربها في عدد أيام السنة ليعرف محصلة ما يحتاجه سنوياً وهذا ما نطلق عليه "البصمة المائة".
وهكذا يكون الأمر في الشركات والمصانع بل على العكس يكون الأمر فيها أسهل لوجود فواتير مائية بكمية المياه المستهلكة في الإنتاج، وتكون أسهل أكثر إذا كان المصنع ينتج سلع متنوعة، حيث توجد لها عدادات لحساب كل كميات المياه المستهلكة، ومن هنا تأتي أهمية البصمة المائية، وضرورة التوعية بها، وبالأخص عند مقارنتها بالمعايير العالمية للوقوف على الكميات المستهلكة فعليًا.
تعريف عالمي
ووفقاً للمتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري المهندس محمد غانم تحظى مسألـة المياه بأهمية كبيرة إقليميًا وَعالمياً، وفى الوقت الذي تعد فيه الماء ثروة لا تقدر بثمن، فإن الكثير منا يسرف في استهلاكـه بصور متعددة، وقد يصل الحال في عام 2075 إلى أن عدد الذين يعانون من أمراض ناجمة عن العطش أو المياه الملوثـة من 3-7 مليار شخص على مستوى العالم، فكان لزامًا على دول العالم والمنظمات البيئيـة أن تعيد النظر في مفهوم وفكرة الترشيد في استخدام المياه، فظهر مصطلح البصمـة المائيـة الذي يعرف عالمياً بأنه الحجم الكلي للمياه العذبـة المستخدمـة لإنتاج السلع والخدمات التي يستهلكها البشر مثل الأفراد أو المؤسسات العامـة والخاصـة والقطاعات الاقتصاديـة، وعملياتِ الإنتاج المختلفـة سنوياً.
أنواع البصمات
تنقسم البصمة المائية إلى ثلاثـة أنواع وهي:
بصمـة المياه الزرقاء: وتعني حجم المياه التي يمكن الحصول عليها من موارد المياه السطحية كالبحار والبحيرات، الأنهار، الأراضي الرطبـة، أو الموارد الجوفية مثل الآبار الجوفية، وبالتالي يكون للأنشطة التي تستخدمها مثل الزراعـة، الصناعـة، والاستخدام المنزلي بصمـة مياه زرقاء.
والنوع الثاني؛ بصمـة المياه الخضراء: ويقصد بها كميـة المياه الناتجـة عن هطول الأمطار.
أما الثالثة فهي بصمـة المياه الرمادية: وهي البصمة الخاصة بحجم المياه اللازمـة للتخلص من الملوثات كالتسريبات الصناعيـة، ومياه الصرف الصحي المنزليـة غير المعالجـة.
"على القد" وترشيد الاستهلاك
ويضيف غانم إن الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك في ظل مؤشرات البصمـة المائيـة لا يقصد بها الحرمان من استخدام المياه، بقدر ما يقصد بها العمل على تربيـة النفس على الوسطية وعدم الإسراف، لأن حاجـة الإنسان من المياه تفوق ما تمده به الطبيعـة بكثير.
لذلك تبنت وزارة الموارد المائية والري حملة قومية للتوعية بالحفاظ على نقطة المياه تحمل شعار "على القد" بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية، ومشاركة وزارات (التربية والتعليم-الأوقاف-الثقافة-الزراعة-النقل-البيئة).
ويقول إن الهدف من الحملة إلى جانب ترشيد المياه هو إشراك المواطنين بالدرجة الأولى للقيام بدورهم في ترشيد استخدام المياه، والحفاظ عليها من التلوث بالتكامل مع مجهودات الوزارة المبذولة في هذا المجال.
عن طريق إدراج معلومات عن المياه في الندوات التي تستهدف فئات مختلفة من المواطنين، من خلال خطب يوم الجمعة والدروس الدينية، وكذلك توعية أهالي القرى والمزارعين بأهمية المياه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية