حالة نادرة
وفي هذا السياق، وصف الدكتور علي فريد، أستاذ امراض النساء والتوليد والعقم التواء المبيض، بأنه حالة طبية نادرة تهدد حياة المرأة وصحتها الإنجابية، فهناك كثير من السيدات يتعرضن لألم في منطقة البطن وقد يعتبرونه ألم بسيط يقل مع تناول المسكنات ولكن هذه الأعراض قد تخفي خلفها خطر يهدد المرأة وهو "التواء المبيض".

وتابع، التواء المبيض حالة طبية طارئة تنتج عن التفاف المبيض، فلا يكون في وضعه الطبيعي، حيث يلتف حول الأربطة والأغشية التي تدعمه وتثبته في مكانه، وللأسف هذا الالتواء يسبب عدم وصول الدم بشكل طبيعي للمبيض، مما يسبب آلام حادة في منطقة البطن من أسفل، وإذا لم يتم التدخل السريع للعلاج قد يحدث تلف كامل للمبيض مما يجعل الطبيب يتدخل جراحيًا لإنقاذه أو استئصاله إذا تلف تمامًا، لذا يجب عدم التهاون بألآم البطن، ومع ذلك نعتبر هذه الحالة نادرة وليست شائعة تحدث لبعض النساء ما بين سن العشرين والأربعين، لكنها يمكن أن تصيب النساء في مختلف الأعمار.

الأسباب والمخاطر
التواء المبيض يحدث عندما يكون المبيض غير مستقر في مكانه الطبيعي، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب وجود أكياس أو أورام عليه، كما أن هناك عوامل أخرى فيقول د. فريد إن احتمالية الإصابة قد تزيد في بعض الحالات، من أبرزها متلازمة تكيس المبايض، والأربطة المبيضية الطويلة، التي تجعل المبيض أكثر عرضة للحركة، والنساء اللواتي خضعن لعملية ربط قناة فالوب.

وأكد أن استعمال العلاج الهرموني، خاصة في حالات علاج العقم، يمكن أيضا أن تسبب في حدوث التواء لمبيض، حيث يؤدي ارتفاع الهرمونات إلى ارتخاء الأنسجة، بما فيها الأربطة المبيضية، مما يضاعف فرص الالتواء أثناء هذه الفترة الحساسة.

إنذار صامت 
أعراض التواء المبيض لا تكون ظاهرة، هذا ما أكده استشاري أمراض النساء وأوضح أن الأعراض تظهر فجأة وتتطلب التدخل الفوري ولا يمكن تجاهل الشعور بألم مفاجئ في البطن بتناول المسكنات لأن هذا الأمر خطير، ومن أبرز الأعراض حدوث ألم مفاجئ وشديد في أسفل البطن وأحيانا يكون مصاحب لارتفاع شديد في درجة الحرارة، أو القيء المستمر وأحيانا يحدث نزيف شديد مثلما حدث في حالة الفنانة رنا رئيس.

وأشار د. فريد إلى أنه في حالة محاولة المبيض العودة لوضعه الطبيعي قد يحدث أعراض وتختفي لفترة ثم تعاود مرة أخرى إذا استمر الالتواء، وتلك الأعراض السالف ذكرها قد تظهر مع المجهود الزائد.

صعوبة التشخيص وخطورة التأخير
ومن جانبه، يقول الدكتور أحمد سعيد، استشاري أمراض النساء والتوليد، إن تشخيص التواء المبيض ليس بالسهل لأن أعراضه قد تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى على سبيل المثال وجود حصوة في الكلى، أو الزائدة الدودية، وغيرها، لافتًا إلى أنه يمكن اكتشافه عن طريق عمل دوبلر ملون ومن خلاله يتم تحديد مدى تدفق الدم إلى المبيض، ولكن يظل الرنين المغناطيسي هو الأقوى في التشخيص لأنه يكشف بدقة عن وجود أي تغيرات في حجم المبيض.

وتابع، في بعض الحالات أيضًا لا يمكن اكتشافه إلا بعد اللجوء إلى الجراحة الاستكشافية بالمنظار ومن خلالها يمكن التدخل الفوري لعلاج هذا الالتواء، وذلك بإعادة المبيض إلى مكانه الطبيعي، ومن ثم إنقاذ الأنسجة قبل أن تتلف وتموت بسبب انقطاع تدفق الدم عنها.

طرق العلاج
وأكد استشاري امراض النساء أن المنظار يتم بعمل جروح بسيطة أسفل البطن وهو مناسب للحوامل أو الحالات البسيطة، ولكن في الحالات الشديدة قد يلجأ الطبيب إلى فتح البطن من أجل رؤية أوضح وتعديل الالتواء بشكل يدوي.

أما في حالة حدوث تلف في أحد الأنسجة فقد يضطر الطبيب لاستئصال المبيض المتضرر، أو قناة فالوب إذا امتد التلف لها، مشددًا على أن الأمل في العلاج يكون كبير في حالة اكتشاف المرض مبكرًا وإنقاذ المبيض ليستعيد وظيفته بالكامل.

أما عن تأثيره على الحمل والأنجاب فأكد د. أحمد في نهاية حديثه أنه رغم خطورته إلا أن التواء المبيض لا يؤدي غالبًا إلى العقم، كما أنه في حالة استئصال مبيض واحد فهذا الأمر لا يمنع الحمل بفضل وجود المبيض الآخر، وهذا الأمر يتوقف على سرعة التشخيص والتدخل المبكر للعلاج.