تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الأمل على "عجلات".. العيادات المتنقلة تنقذ الملايين في المناطق النائية
source icon

سبوت

.

الأمل على "عجلات".. العيادات المتنقلة تنقذ الملايين في المناطق النائية

كتب:محمود جودة

5.5 مليون مصري استفادوا من خدمات العيادات المتنقلة عبر القوافل الطبية خلال العام الماضي، في خطوة تهدف إلى سد الفجوة الصحية بين المناطق الحضرية والنائية، تستهدف هذه المبادرة السكان الأكثر احتياجًا في المناطق الحدودية والمحرومة، حيث يصعب الوصول إلى المستشفيات العامة بسبب بعد المسافات، وتحرص الدولة على توفير هذه الخدمات بشكل دوري، ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق التغطية الصحية الشاملة بجودة عالية.

لا تقتصر خدمات العيادات المتنقلة على الكشف الطبي، بل تشمل الفحوصات المعملية، وصرف الأدوية، والتوعية الصحية، فضلًا عن كونها حلقة وصل بين الرعاية الأولية والمستشفيات المتخصصة عند الحاجة، وتضم القوافل أطباء متخصصين، وأجهزة تشخيصية محمولة مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، وصيدليات مجهزة بأدوية تغطي 16 تخصصًا طبيًا.

جسور إنسانية.. وليست حلولًا مؤقتة
أكد مسئولو وزارة الصحة أن العيادات المتنقلة أصبحت ركيزة أساسية في المنظومة الصحية، وليست مجرد إجراء مؤقت، فهي "مستشفيات مصغرة على عجلات" تصل إلى القرى والنجوع البعيدة، حيث يعمل الأطقم الطبية في ظروف صعبة لتقديم الخدمات العلاجية والتوعوية، كما تلعب دورًا حيويًا في تأمين الفعاليات العامة، مثل المهرجانات والمؤتمرات، وتقديم الرعاية للفلسطينيين في دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.

الأرقام تكشف التفاوت الجغرافي
كشف الدكتور محمد الغباشي، مدير إدارة القوافل الطبية، أن محافظة مطروح تصدرت أعلى عدد من القوافل، تليها الغربية وسوهاج، بينما جاءت الأقصر وشمال سيناء في ذيل القائمة، أما من حيث عدد المستفيدين، فتصدرت الشرقية والإسكندرية وبني سويف المشهد، فيما حصلت محافظات مثل البحر الأحمر وجنوب سيناء على حصص أقل.

ولفت د. الغباشي إلى أن العيادات تقدم خدماتها للمواطنين في القرى والنجوع، والمناطق البعيدة عن المستشفيات العامة والمركزية بمسافة 15 كيلو متراً فأكثر، من خلال أخصائيين واستشاريين، كما تقوم بعمل الفحوصات المعملية "دم وطفيليات، والأشعة "سينية وموجات فوق صوتية"، كما توفر الأدوية، والإحالة لأقرب مستشفى لاستكمال الخدمات العلاجية المطلوبة للمرضى.

وقال د. الغباشي، أن القوافل تصرف أكثر من مليون وحدة دواء مجاني شهرياً، في أكثر من 16 تخصصاً طبياً، حيث يتم تجهيز الصيدليات المرافقة لكل قافلة بمخزون دوائي مرن يتناسب مع الأمراض الأكثر شيوعًا في كل منطقة مستهدفة، بناء على معلومات مسبقة، وتغطي قائمة الأدوية الأساسية، أكثر من 250 صنفًا دوائيًا.

دور محوري
إلى جانب العلاج، تركز القوافل على الكشف المبكر عن الأمراض، وتنظيم ندوات توعوية، خاصة في مجال الصحة الإنجابية، كما تلعب الصيدليات المتنقلة دورًا محوريًا، حيث تعتمد على أنظمة إلكترونية لربط الأدوية بالملفات الطبية للمرضى، مما يمنع التكرار أو التعارض الدوائي.

تجهيز العيادات المتنقلة
ويوضح المسئول المالي والإداري بالقوافل الطبية، خالد الخولي، إن كل عيادة متنقلة عبارة عن وحدة طبية متكاملة، مجهزة بتكييف، ومولد كهرباء، ووحدات تخزين آمنة للأدوية، وأجهزة طبية محمولة، وتختلف التجهيزات حسب التخصص، ومن الداخل تحتوي على منطقة استقبال صغيرة بها مكتب لطبيب أو ممرضة، وسرير كشف مدمج وقابل للطي، وتضم بعض العيادات أجهزة سونار أو تحاليل دم سريعة.

رسالة حياة
تقول الدكتورة بسمة عبد الستار، منسقة القوافل في البحيرة: "زيارتنا للمناطق النائية ليست مجرد كشف طبي، بل رسالة حياة لمرضى وكبار سن يعجزون عن قطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى مستشفى"، وتؤكد أن كل مريض يحصل على علاجه بدقة، مع نظام رقابي صارم لمنع الهدر.

وتضيف د. بسمة أن هناك العديد من التحديات التي تواجه العيادات المتنقلة صعوبات كبيرة، أبرزها:

- صعوبة الوصول إلى المناطق الجبلية والحدودية.
- نقص الكوادر الطبية المتخصصة في مجالات مثل الجراحات الدقيقة والأشعة المتقدمة.
- تأثير العوامل الجوية، خاصة في فصل الشتاء.
ورغم ذلك، يتم توفير الحد الأدنى من التشخيص، مع إحالة الحالات الحرجة إلى المستشفيات القريبة.

الكشف المبكر
ويشير مصطفى سليمان، مشرف التمريض بالقوافل الطبية، إلى تقديم خدمات الكشف المبكر عن الأمراض بالعيادات المتنقلة عبر القوافل العلاجية والطبية، وكذلك تنظيم ندوات للنساء حول الصحة الإنجابية، وحملات تطعيم للأطفال، وقياس الضغط والسكر للمسنين.

الصيدليات المتنقلة خط الدفاع الأخير
وتقول الدكتورة ولاء شتا، مسئول الإمداد الدوائي بالقوافل الطبية، إن العيادات ليست وحدها من يقدم الخدمة في القوافل الطبية، ولكن تشاركها صيدليات متنقلة تمثل خط الدفاع الأخير في منظومة الرعاية الصحية الميدانية، ترافق القوافل الطبية كظلها، وليست مجرد منفذ لصرف الأدوية، بل عقل رقابي وتنفيذي دقيق يوازن بين الكفاءة في تقديم الخدمة ودقة الفحص، والعدالة في حصول المريض على العلاج المناسب وعدم تعارض الجرعات أو الأدوية المنصرفة لمريض واحد مع بعضها البعض.

فداخل كل قافلة، يوجد فريق صيدلي مدرب، لمتابعة صرف العلاج، والتأكد من عدم تكرار صرف الدواء للمريض نفسه، وضمان استيفاءه للتشخيص الصحيح قبل تسليمه الدواء، حيث تستخدم سجلات إلكترونية تضم ملف طبي لكل مريض، يربط من خلالها اسم المريض ورقمه القومي بالدواء المنصرف.

وتغطي الأدوية المتوافرة، التخصصات المتاحة بالقافلة كلها، وتشمل الأمراض المزمنة والموسمية، ومنها التخصصات الأساسية كالباطنة والأطفال والنساء والجراحة العامة، والنوعية مثل الأنف والأذن، والجلدية، والأسنان، وجراحات العظام، والقلب، والأوعية الدموية، وغيرها، وبالتالي تشمل أدوية الضغط والسكر والمضادات الحيوية، وأدوية الحساسية والأنيميا، وحتى مستحضرات العناية بالجروح والأمراض الجلدية.

وتؤكد د. ولاء أنه يعاد توزيع مخزون الأدوية المتبقية، بعد إعادتها بأمان للمخازن المركزية لتستخدم مرة أخرى في القوافل اللاحقة، مما يمنع الهدر ويزيد الكفاءة، مراعية صلاحيتها، ودرجة الحرارة أثناء النقل والتخزين، وفي سيارات مجهزة لضمان سلامتها.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية