تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الأمراض المناعية... ناقوس خطر يهدد حياتك
source icon

سبوت

.

الأمراض المناعية... ناقوس خطر يهدد حياتك

كتب:سماح موسى

جهازك المناعي هو سر قوة جسدك، لكن ماذا لو بدأ هذا الجهاز في مهاجمة جسدك وأعضاءك المختلفة؟ النتيجة تكون انتشار الأمراض داخلك، وخاصة الأمراض المناعية التي قد تجعلك عاجزًا عن أداء مهامك اليومية، وتعيق حركتك باختلاف نوع المرض وأعراضه، وفي بعض الحالات قد تصل المضاعفات إلى إعاقة حركية، فتجد نفسك بين ليلة وضحاها من ذوي الهمم، الأمر لا يقف عند إصابتك فقط، بل قد يمتد إلى أولادك عن طريق الوراثة إذا لم يتم محاصرة المرض وعلاجه.

لذلك، من الضروري التعرف على ماهية الأمراض المناعية، وأنواعها، وطرق الوقاية منها، وأسبابها، وكيفية علاجها، وأفضل الوسائل لتقوية جهازك المناعي للحد من الإصابة بها.

الروماتويد المفصلي
في البداية توضح الدكتورة سماح عبد الرحمن البكري، أستاذ الروماتيزم والمناعة بكلية الطب جامعة عين شمس، أن مرض الالتهاب الروماتويدي من الأمراض المناعية الذاتية التي تصيب السيدات أكثر من الرجال بنسبة 3: 1، وغالبًا ما يظهر في الفئة العمرية بين 30 -45 عامًا، إلا أن الأعراض بدأت مؤخرًا في الظهور لدى كبار السن (55 عامًا).

تتمثل أعراض الروماتويد في التهاب وتورم وآلام المفاصل، وارتفاع درجة الحرارة، وعدم القدرة على الحركة، خاصة في مفاصل القدمين واليدين، وقد يمتد إلى مفصل الكتف أو الكوع أو الركبة، مع تيبّس صباحي يستمر 30 دقيقة أو أكثر في اليدين والقدمين.

أما عن أسباب المرض، فهي ترتبط بالاستعداد الجيني الذي تصاحبه عوامل بيئية تساعد على ظهور المرض، مثل التدخين، وتلوث الهواء، والتعرض المستمر للضغوط النفسية، أو الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية. ويؤدي ذلك إلى خلل في جهاز المناعة.

التشخيص يتم من خلال الفحص الإكلينيكي، وتحاليل الدم التي تشمل سرعة الترسيب، ووجود الأجسام المضادة، والتغيرات في صورة الدم.

وتضيف د. سماح، أن العلاج يبدأ بجرعات بسيطة من الكورتيزون والمسكنات ومضادات الالتهاب، ثم أدوية المناعة التقليدية، عند السيطرة على الالتهاب، يتم إيقاف الكورتيزون مع الاستمرار على أدوية المناعة لسنوات، وإذا لم يستجب المريض، يتم اللجوء إلى الأدوية البيولوجية.

وتحذر من أن إهمال العلاج يؤدي إلى تأثيرات خطيرة على الأجهزة الحيوية، مثل تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، تليف الرئة، وتورم الأوتار، ولتجنب المضاعفات، توصي بالتشخيص المبكر، الالتزام بالعلاج، المتابعة الدورية، اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة في حالة خمول المرض، والإقلاع عن التدخين لتجنب ارتشاح الأمعاء، وهو أحد أسباب الأمراض المناعية.

التصلب المتعدد (MS)
تشير الدكتورة دينا زمزم، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس، ومسئولة تطوير وحدات التصلب المتعدد بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، إلى أن التصلب المتعدد هو مرض مناعي يهاجم الدماغ والحبل الشوكي، نتيجة استعداد جيني أو طفرة وراثية، أو بسبب نقص فيتامين د، السمنة، التدخين، النظام الغذائي غير الصحي، الضغط النفسي، وعدم ممارسة الرياضة.

يؤدي المرض إلى تآكل الغشاء المغلف للعصب، مما يسبب مشكلات في الإبصار، قد تبدأ بتعتيم الرؤية وتصل أحيانًا إلى فقدانها، إضافة إلى تيبس العضلات، واضطرابات في المثانة أو الأمعاء أو الوظائف الجنسية، وضعف الذاكرة والتركيز، وعدم الاتزان، وتنميل الوجه أو الجسم، واضطراب الإحساس، وقد يصيب الطرفين السفليين.

التشخيص يعتمد على الفحص الإكلينيكي وأشعة الرنين المغناطيسي على المخ والحبل الشوكي. عند ثبوت وجود هجمة مرضية، يبدأ العلاج بالكورتيزون، وإذا لم يستجب المريض يتم اللجوء إلى جلسات فصل البلازما أو الأجسام المناعية المضادة أو البزل القطني.

وتشدد د. دينا على ضرورة الانتباه وعدم إهمال الهجمات، لأن أعراضها تكون حادة وتستمر من يوم إلى أسابيع أو أشهر. ورغم أن المرض غير مميت، إلا أن الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية أمر أساسي للسيطرة عليه.

التصلب المتعدد

توضح د. دينا أن التصلب المتعدد يصيب الشباب من الجنسين، ويصيب السيدات أكثر، خاصة في الفئة العمرية من 20 إلى 50 عامًا. وهو ثاني سبب للإعاقة في مصر بعد حوادث السيارات، إهمال العلاج قد يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة والكلام والانتباه، ليصبح المريض طريح الفراش. لذلك، أنشأت الدولة وحدات متخصصة للكشف المبكر وتوفير العلاج مجانًا في أنحاء الجمهورية.

الوقاية خير من العلاج
تشير الدكتورة نهلة عبد الوهاب، استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية الحيوية ومدير مستشفى جامعة القاهرة، إلى أن الكشف المبكر، وتجنب الملوثات، والابتعاد عن الوجبات السريعة والمقليات، والحفاظ على وزن صحي، من أهم أساليب الوقاية من الأمراض المناعية المزمنة التي قد تعيق الأنشطة اليومية.

أطعمة نباتية مضادة للالتهاب والأكسدة
تؤكد الدكتورة إيناس صبري، أستاذ التغذية العلاجية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث، أن الالتزام ببعض الأطعمة يقلل من نشاط الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والقولون، ويعزز تنوع ميكروبيوم الأمعاء، ومن هذه الأطعمة: الفواكه والخضروات خاصة الحمضيات، التوت، الكيوي، البروكلي، السبانخ، الثوم، البصل، الكزبرة، اليقطين الأخضر، والفلفل الأحمر. هذه الأطعمة غنية بمضادات الأكسدة التي تحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء وتقلل الإجهاد التأكسدي.

كما توصي بأحماض أوميجا-3 الدهنية الموجودة في أسماك السالمون، الماكريل، السردين، والمكسرات مثل الجوز واللوز، إضافة إلى بذور الكتان وبذور الشيا، وزيوت صحية مثل زيت دوار الشمس، زيت الزيتون، وزيت الكانولا.

وتنصح باستخدام التوابل المفيدة مثل الكركم، الزنجبيل، الفلفل الأسود، وكذلك تناول الأطعمة البروبيوتيكية مثل الزبادي الطبيعي، الكفير، الميسو، والمخللات الطبيعية بكميات معتدلة. وتؤكد على تقليل استهلاك السكر المكرر، الأطعمة المصنعة، اللحوم الحمراء المعالجة، والملح الزائد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية