تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الألبان الصناعية.. "موضة" تهدد صحة الأطفال
source icon

سبوت

.

الألبان الصناعية.. "موضة" تهدد صحة الأطفال

كتب:إيمان طعيمة

في السنوات الأخيرة، تحولت الألبان الصناعية من وسيلة طبية ضرورية في حالات محددة إلى "موضة" انتشرت بين الأمهات، حتى باتت بعض النساء يقدمنها لأطفالهن دون أي مبرر صحي، وكأنها علامة على الرفاهية أو التقدم، إلا أن الأطباء وخبراء التغذية يحذرون من هذه الظاهرة، مؤكدين أن اللبن الصناعي لا يمكن أن يكون بديلًا متكافئًا للبن الأم، وأن الإفراط في استخدامه يعرض الطفل لمخاطر صحية تمتد معه طوال حياته.

يؤكد الدكتور سامح مندور، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة وأخصائي التغذية العلاجية للأطفال، أن الأصل في الرضاعة الطبيعية التي أودع الله فيها كل ما يحتاجه الطفل من عناصر غذائية وأجسام مضادة تساعد على النمو العقلي والجسدي، وتمنحه شعورًا بالأمان والارتباط النفسي بأمه.

ويضيف أن ما يحدث اليوم من انتشار غير مبرر لاستخدام الألبان الصناعية هو أمر يدعو للقلق، إذ أصبحت بعض الأمهات يقدمنها لأطفالهن رغم قدرتهن على الإرضاع الطبيعي، فقط لأنها أصبحت "الموضة السائدة" أو لاعتقادهن أنها أكثر تطورًا أو راحة.

ويشير إلى أن اللبن الصناعي صُمم في الأصل لحالات خاصة جدًا، مثل الأطفال المبتسرين أو المصابين بمشكلات صحية تتطلب رعاية دقيقة، أو الأمهات اللواتي يعانين من أمراض تمنعهن من الإرضاع، أما اللجوء إليه بدافع التقليد أو الراحة، فهو ما يراه الأطباء خطأ شائعًا وخطيرًا على المدى البعيد.

اختلاف جوهري في التركيب
ويوضح سامح أن اللبن الصناعي يستخلص أساسًا من لبن الأبقار، ما يجعله مختلفا تماما في التركيب الجيني عن لبن الأم، فبينما يحتوي لبن الأم على مكونات مصممة لتناسب جهاز الطفل الهضمي والمناعي، فإن الحليب الصناعي يظل منتجًا خارجيًا يصعب على جسد الطفل التعامل معه بسهولة، قائلا إن استخدام اللبن الصناعي دون داعي يؤدي إلى آثار سلبية على المدى الطويل، من بينها ضعف المناعة واضطرابات الجهاز الهضمي وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة.

الوزن السريع 
ويضيف أن بعض الأمهات يعتقدن أن زيادة وزن الطفل بسرعة أثناء الرضاعة الصناعية دليل على النمو الجيد، لكنه يوضح أن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، إذ تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تمنح الطفل نموًا صحيًا ومتوازنًا بعد الشهور الأولى، وتساهم في تحسين ذكائه وقدرته على التركيز مستقبلًا.

أما الزيادة السريعة في الوزن الناتجة عن اللبن الصناعي، فتكون في كثير من الأحيان غير متناسقة وتؤدي لاحقًا إلى مشكلات صحية، أبرزها السمنة المبكرة والسكري.

اضطراب البكتيريا النافعة 
ويشدد استشاري طب الأطفال على أن الجهاز الهضمي للطفل يحتوي على بكتيريا نافعة تلعب دورًا أساسيًا في بناء جهاز المناعة، ومع الاعتماد على اللبن الصناعي، يتعرض هذا التوازن الطبيعي للاختلال، ما يؤدي إلى ضعف المناعة وسهولة الإصابة بالأمراض، مضيفا أن بعض الشركات المنتجة للألبان الصناعية حاولت تجاوز هذه المشكلة بإضافة أنواع من البكتيريا النافعة إلى منتجاتها، لكن هذه الإضافات – على حد قوله – لا تقترب حتى من جزء بسيط من فوائد لبن الأم.

ويحذر من أن اللبن الصناعي قد يسبب أيضًا حساسية الطعام وحساسية الألبان واضطرابات الهضم مثل الإمساك والمغص والغازات، وهي مشكلات شائعة بين الأطفال الذين يعتمدون عليه بشكل أساسي.

الألبان الصناعية بين الضرورة والخطر
ومن جانبها، تقول الدكتورة إسراء أشرف محمد، أخصائي سلامة وجودة الأغذية، إن اللبن الصناعي ليس خطرًا في ذاته إذا استخدم في موضعه الصحيح، لكنه يصبح خطرًا عندما يتحول إلى بديل دائم دون سبب، وتشير إلى أن بعض الأنواع تحتوي على زيت النخيل، الذي يقلل من امتصاص الكالسيوم والمغنيسيوم، مما يؤدي إلى إمساك متكرر وضعف في امتصاص المعادن الهامة لنمو العظام، كما أن قلة امتصاص الكالسيوم تؤثر سلبًا على قوة العظام في السنة الأولى من عمر الطفل.

التحضير غير الآمن 
وتحذر أيضا من خطورة تحضير اللبن الصناعي بطرق غير صحية، إذ قد تؤدي المياه غير المعقمة أو الأدوات غير النظيفة إلى نمو بكتيريا خطيرة مثل Cronobacter sakazakii وSalmonella، والتي يمكن أن تسبب تسمم الدم أو التهاب السحايا لدى الرضع، كما أن بعض الأنواع تحتوي على سكريات مضافة وزيوت مهدرجة، ما يزيد من خطر السمنة المبكرة ومقاومة الإنسولين وتسوس الأسنان، إضافة إلى أن الطفل قد يعتاد المذاق الحلو ويرفض الأطعمة الطبيعية لاحقًا.

استخدام اضطراري
وتوضح د. إسراء أنه في بعض الحالات يكون اللبن الصناعي هو الحل الوحيد أو المساعد للأم، لكن من الضروري الالتزام بخطوات التحضير السليم لحماية الطفل من أي أضرار.

وشددت على ضرورة غسل اليدين جيدًا قبل التحضير، وتعقيم الببرونة والحلمة، واستخدام مياه مغلية ومبردة إلى درجة 70 مئوية، مع الالتزام بالمقادير المكتوبة على العبوة وعدم ترك الرضعة أكثر من ساعتين في درجة حرارة الغرفة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية