تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في حياتنا اليومية، نقابل الكثير من الأشخاص الذين يبدون دائمًا مبتسمين ومتفائلين، يشاركون في الحياة بشكل طبيعي، وربما يظهرون بمظهر الشخص المثالي، لكن خلف هذا القناع المشرق، قد تكون هناك معاناة كبيرة، ومشاعر حزن عميقة يخفيها أصحابها، وهذا ما يُعرف بـ "الاكتئاب المبتسم".
هذا النوع من الاكتئاب يعد شكلًا غير تقليدياً، حيث يستطيع المصاب به إخفاء مشاعره الحقيقية، مما يجعله أكثر خطورة لأنه لا يظهر للآخرين بسهولة، وبينما يعتقد البعض أن الابتسامة دليل على السعادة، فإنها أحيانًا تكون وسيلة لإخفاء الألم.
قصص من الواقع
أحمد -32 عامًا- رجل ناجح في مجال عمله، يتفاعل مع زملائه بحيوية ويشارك في المناسبات الاجتماعية دون غياب، لكن أحمد يعاني داخليًا من شعور دائم بالفراغ والحزن، فيقول: "أضحك أمام الجميع، لكن عندما أكون وحدي، أشعر أنني أعيش في عزلة كبيرة، ولا أحد يفهم ما أمر به".
أما ريم -27 عامًا- فهي طالبة دراسات عليا تُعرف بروحها المرحة بين أصدقائها، لا يفهم أحد أنها تعيش صراعًا داخليًا يجعلها تشعر بالإرهاق النفسي، حتى من أبسط الأمور، وخاصة بعد وفاة والدتها، وتقول: "أخاف أن أشارك مشاعري الحقيقية، لأنني أكره أن أبدو ضعيفة أو أن يُساء فهمي".
قناع خفي
وتصف الدكتورة هند عادل، أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان، الاكتئاب المبتسم بأنه "قناع خفي لمعاناة الإنسان"، حيث أن الشخص المصاب قد يبدو طبيعيًا جدًا، وربما أكثر نشاطًا من غيره، لكنه يعاني داخليًا من مشاعر الحزن العميق، وفقدان القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كان يحبها، والشعور بالإرهاق النفسي المستمر".
وتشير إلى أن الأسباب وراء الاكتئاب المبتسم متعددة، أبرزها الضغوط الاجتماعية والرغبة في الظهور بشكل مثالي، الخوف من الأحكام السلبية عند التعبير عن المشاعر الحقيقية، الشعور بالذنب عند مشاركة المعاناة مع الآخرين.
طرق التعامل
وتؤكد د. هند أن هذا النوع من الاكتئاب يحتاج إلى وعي أكبر من المصاب ومحيطه، ومن أهم طرق التعامل معه:
- تعلم التعبير عن المشاعر دون الخوف من الأحكام والتحدث بحرية مع أشخاص موثوق بهم.
- مشاركة المشاعر مع الأصدقاء والعائلة، فالدعم النفسي من المحيطين يقلل من حدة الألم.
- الوعي بالإشارات المبكرة مثل الشعور باليأس أو فقدان الاستمتاع بالأشياء.
- الاعتناء بالنفس من خلال ممارسة الرياضة، تناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- طلب المساعدة من طبيب نفسي لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية تشمل العلاج النفسي أو الدوائي عند الحاجة.
رسالة أمل
وتبث د. هند رسالة أمل تؤكد فيها أن الاكتئاب المبتسم ليس نهاية الطريق، التحدث مع الآخرين وطلب المساعدة يعدان أولى الخطوات نحو التعافي، وتذكر أن السعادة الحقيقية تأتي من التصالح مع الذات، وليس من محاولات إخفاء المعاناة خلف ابتسامة زائفة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية