تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الأعمال الأدبية.. طوق النجاة للسينما والدراما
source icon

سبوت

.

الأعمال الأدبية.. طوق النجاة للسينما والدراما

كتب:عبد العزيز الشاعر

خلال أحد معارض الكتاب، أعلن المنتج صادق الصباح عن شرائه خمس عشرة رواية أدبية من مكتبات المعرض المختلفة، بهدف تحويل بعضها إلى أعمال فنية مرئية تُعرض على الجمهور عبر السينما والتليفزيون، ويؤكد ذلك أننا أمام خطوة جادة لتطوير المحتوى الفني نحو الأفضل، خاصة بعد موجة الانتقادات الشعبية التي وُجهت إلى كثير من الأعمال المقدمة في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع الدولة إلى تشكيل لجنة لتطوير الدراما بما يحقق صالح الجمهور، وبالطبع تبقى الرواية الأدبية في مقدمة المصادر التي تستند إليها الفنون، لما تحمله من ثراء فكري واجتماعي، ولغتها القادرة غالبًا على التواصل العميق مع الجماهير، ومن هنا توجهنا إلى عدد من خبراء الساحة الفنية والأدبية للحديث عن دور الرواية في صناعة السينما والدراما خلال المرحلة المقبلة.

محتوى فني هادف
بدايةً قال المنتج صادق الصباح: "للرواية العربية أهمية كبرى في إثراء المحتوى الفني سواء كان مسموعًا أو مرئيًا، سينمائيًا أو تليفزيونيًا، وإذا تأملنا المشهد خلال السنوات القريبة الماضية، سنجد أن كثيرًا من الأعمال الناجحة انطلقت من روايات لاقت انتشارًا وجماهيرية واسعة في العالم العربي".

وأضاف، لكن ثمة معايير لا بد من مراعاتها عند اختيار أي رواية لتحويلها إلى عمل فني، وأبرزها مدى نجاح الرواية جماهيريًا، فإذا تحقق ذلك، ننتقل إلى إعداد معالجة درامية برؤية عصرية تواكب تطلعات الجمهور المتجددة.

وأشار الصباح، إلى أنه تم مؤخرًا اختيار مجموعة من الروايات لدراستها وتحويل بعضها إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية، مؤكدًا أن هذا واجب على شركات الإنتاج، خاصة بعد أن لمس الجميع تحولات الذوق العام للجمهور وتراجع الحس الثقافي، وهو ما يفرض تقديم محتوى هادف يسهم في إعادة تشكيل الوعي المجتمعي وترسيخ نمط جديد من الدراما المؤثرة.

أنجح الأعمال مأخوذة من الرواية
من جانبه، يرى السيناريست سمير الجمل، إن اللجوء إلى الرواية في السينما أو الدراما التليفزيونية خطوة جيدة، لأنها تتضمن مساحات واسعة من الشخصيات والأحداث الدرامية العميقة، والتاريخ يؤكد أن أنجح الأعمال الفنية مأخوذة عن روايات أدبية، إذ تتيح لكاتب السيناريو فضاء رحبًا يحوله إلى صورة على الشاشة.

لكنه شدّد على أن الأمر يتطلب وجود كاتب سيناريو مثقف ومحترف، يدرك أن لكل عمل فني "رقمًا سريًا" ينبغي قراءته جيدًا حتى ينجح في تحويل الرواية إلى عمل مرئي أو مسموع يتلاءم مع طبيعة الجمهور.

واختتم الجمل، بجانب الاعتماد على الرواية، علينا أن نفتح الأبواب أمام الأفكار الجديدة المعبرة عن العصر، وأن نسعى إلى إنتاج عربي مشترك، يكون أكثر فائدة من الاكتفاء بالعمل المنفرد داخل كل محيط.

الرواية.. ضرورة فنية ملحّة
أما الروائية شاهيناز الفقي، فتؤكد أن الأدب والفن لا ينفصلان، ونحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى العودة لنبع الرواية الثري، والاستناد إلى أعمال ذات جودة عالية، كما كان الحال في الماضي، حين كانت الرواية مصدرًا أساسيًا للسينما. فقد تمكنت الروايات آنذاك من النفاذ إلى أعماق المجتمع والشخصية المصرية، والتعبير عنها ببراعة".

وأضافت: "يكفي أن نذكر أعمال نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، فتحية العسال، يحيى حقي، توفيق الحكيم، عبد الحليم عبد الله، وعبد الحميد جودة السحّار، الذي قدّم رواية أم العروسة المعبّرة عن الواقع المصري بشكل أصيل، وهو سر نجاح الفيلم، كذلك روايات مثل أنا حرة، الطريق المسدود، النظارة السوداء، وغيرها، والتي عبرت بصدق عن المجتمع وشخصياته.

وأشارت إلى أن الوضع الحالي مختلف؛ إذ باتت الدراما تعتمد إما على "الترند" الرائج عبر السوشيال ميديا، الذي يُدعم أحيانًا بوجوه من "البلوجرز" في الأعمال الفنية، وهو ما لا يُعد فنًا حقيقيًا، أو على اقتباسات من أعمال غربية، مثل مسلسل حالة خاصة المأخوذ عن عمل كوري، أو فيلم آسف على الإزعاج المقتبس عن فيلم أجنبي، رغم أن الأدب المصري يزخر بأعمال مماثلة.

وتابعت الفقي، من هنا أرى أن العودة إلى الرواية ليست خيارًا، بل ضرورة فنية ملحّة لإنجاح الأعمال الدرامية، لدينا كتّاب كبار نالوا جوائز محلية ودولية، وترجمت أعمالهم إلى لغات عدة، أما عن تجربتي، فقد تحولت إحدى رواياتي إلى مسلسل بعنوان الذنب، وبعد عرضه حاولت عرض أعمال أخرى على عدد من المخرجين، لكن لم أجد اهتمامًا حقيقيًا من أي منهم، وهو ما يعكس حالة الاستسهال التي صارت آفة العصر الفني الحالي. ونأمل أن تنفرج هذه الأزمة بالعودة إلى فضاء الرواية الرحب.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية