تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتصاعد الضغوط النفسية والجسدية، بات البحث عن وسائل طبيعية لتحسين جودة الحياة أمرا حيوياً، وسط هذا البحث، تبرز "الأشواجندا" التي تجمع بين التاريخ العلاجي القديم والدعم العلمي الحديث، لم تعد هذه العشبة الهندية القديمة مجرد اسم يتردد في طب الأيورفيدا (علم الحياة)، بل أصبحت محل اهتمام متزايد في الأوساط الطبية والتغذوية، لما لها من قدرة استثنائية على دعم الصحة العامة ومقاومة التوتر، وتحسين الأداء الذهني والبدني، فهل هي بالفعل "العشبة السحرية" كما يروج لها؟ وهل تصلح لكل الحالات؟ في هذا التقرير نستعرض فوائدها، آليات عملها، وتحذيرات المتخصصين بشأن استخدامها.
دعم شامل للجسم والعقل
يبدأ الدكتور عماد سلامة، إخصائي التغذية العلاجية، حديثه مؤكدًا أن الأشواجندا لم تعد تقتصر على الاستخدام التقليدي، بل أصبحت تدخل ضمن بروتوكولات دعم علاجي لعدد من الحالات المزمنة، منها:
- اضطرابات الغدة الدرقية
- مشكلات التركيز والتشتت الذهني
- ضعف المناعة
- القلق والأرق
- ضعف الرغبة الجنسية
- متلازمة القولون العصبي
- ارتفاع الضغط والسكر
ويقول، الأشواجندا تنتمي لفئة الأعشاب "الأدابتوجينية" أو المُكَيّفة" أي التي تساعد الجسم على التكيف مع الضغوط البيئية والداخلية، وهي توازن إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، وتعيد مستقبلاته للعمل بكفاءة، تماما كما يحدث في حالات مقاومة الإنسولين.
ويوضح أن الأشواجندا تحتوي على مركبات تُحاكي في تركيبها بعض الخصائص الهرمونية، وهو ما يُعتقد أنه وراء تأثيرها على التوازن الجسدي، مضيفاً أنها تدعم النوم العميق، وتخفف أعراض مقاومة الكورتيزول مثل آلام العضلات وتراكم دهون البطن، وتعزز الاستشفاء العضلي بعد التمارين، كما ترفع مستوى هرمون التستوستيرون.
مكونات فعالة
ويضيف الدكتور محمد طارق، إخصائي التغذية العلاجية، أن الأشواجندا تحتوي على مجموعة من المركبات الفعالة التي تمنحها تأثيراتها المتعددة، منها، مضادات للأكسدة، تنشط المناعة وتقاوم الالتهابات، بالإضافة أن لها خصائص مضادة للألم والالتهاب، وتساعد في تهدئة الأعصاب وتقليل القلق، كما أن لها خصائص قوية مضادة للسرطان.
ويشير إلى أن طريقة الاستخدام المثلى للأشواجندا تكون مع الوجبة الأخيرة من اليوم، لأن مركباتها تذوب في الدهون، وينصح بتناولها لمدة 6 أسابيع ثم التوقف لأسبوعين، تليها دورة جديدة إن لزم الأمروالجرعة المعتادة، 500 ملج مرتين يومياً، ولكن الأفضل استشارة الطبيب لتحديد الكمية والمدة المناسبة لكل حالة.
ويحذر قائلا: "برغم فوائدها العظيمة، إلا أن الأشواجندا ليست مناسبة للجميع؛ يجب الحذر مع مرضى السكري، الضغط، اضطرابات المناعة الذاتية، والغدة الدرقية".
تحذيرات طبية
تشير الدكتورة نور الجبالي، استشارية الباطنة والغدد الصماء، إلى ضرورة التعامل بحذر مع الأشواجندا، موضحة أن بعض الحالات يجب أن تمتنع تماماً عن تناولها، منها:
- النساء الحوامل: خطر الإجهاض بسبب احتمال تحفيز تقلصات الرحم.
- المرضعات: لعدم وجود دراسات كافية على الأمان خلال فترة الرضاعة.
- مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية: قد تزيد الأشواجندا من مستويات هرمونات الغدة.
- مرضى المناعة الذاتية: مثل الذئبة والتصلب اللويحي، بسبب تأثيرها المحتمل على تنشيط المناعة.
- المقبلون على جراحة: يجب التوقف عن تناولها قبل أسبوعين على الأقل لتفادي التداخلات الدوائية.
- مرضى الكبد أو من لديهم تاريخ لمشاكل كبدية: تم رصد حالات إصابة بخلل كبدي بعد تناول مكملات تحتوي على الأشواجندا.
وتوضح د. الجبالي أن بعض الحالات التي تناولت جرعات مفرطة، تجاوزت 1000 ملج يومياً لفترات مطولة، ظهرت عليها أعراض جانبية تشمل:
اضطرابات في إنزيمات الكبد، الغثيان، الإسهال، اضطراب نظم القلب، وتفاقم حالة القلق لدى البعض بدلا من تحسينها، كما ورد في دراسة حالة نشرتها مجلة LiverTox عام 2020.
وتحذر من الجمع بين الأشواجندا وبعض الأدوية النفسية أو أدوية الغدة أو المهدئات دون إشراف طبي، إذ يمكن أن تحدث تفاعلات تؤثر على امتصاص الدواء أو تضاعف مفعوله، خاصة مثبطات السيروتونين (SSRIs) وأدوية الكورتيزون ومضادات اضطراب المناعة، وتنصح بما يلي:
- ابدأ بجرعة صغيرة تدريجية.
- تناولها مع الطعام لتحسين الامتصاص وتقليل التحسس المعوي.
- لا تستخدمها بشكل متصل لأكثر من 6-8 أسابيع دون توقف.
- تجنب استخدامها ذاتياً إن كنت تتناول أدوية منتظمة أو تعاني من أمراض مزمنة.
نتائج غير محسومة
أثبتت دراسات علمية متعددة أن عشبة الأشواجندا قد تساهم في تقليل مستويات التوتر والقلق وتحسين جودة النوم، وفقًا لدراسة نُشرت عام 2019، أدى تناول 300 ملج من مستخلص الأشواجندا مرتين يومياً لمدة 8 أسابيع إلى خفض كبير في هرمون الكورتيزول، كما أظهرت دراسة أخرى تحسناً بنسبة 44% في القدرة على التكيّف مع الضغط النفسي، كذلك، أكدت مراجعة لـ 5 تجارب سريرية عام 2021 دورها المحتمل في تقليل القلق واضطرابات النوم دون آثار جانبية خطيرة، مما عزز من حضورها في بروتوكولات الطب البديل.
ختامًا، تظل الأشواجندا واحدة من الأعشاب الواعدة التي تمثل حلقة وصل بين الطب التقليدي والعلمي، وبينما تدعم بعض الأبحاث فوائدها، تبقى الأدلة غير حاسمة بشكل كافٍ لتوصية عامة، لذا فإن التعامل معها يتطلب وعياً، إشرافاً طبيًا، وتقييمًا فردياً دقيقًا حسب كل حالة صحية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية