أثار البيان الذي أصدرته حركة "حماس" الفلسطينية، أمس، بشأن عمل مؤسساتها التنظيمية، على اختيار رئيس جديد خلفا للراحل إسماعيل هنية، التكهنات بشأن الشخصية المرشحة، خاصة وقد أشار محللون متخصصون إلى احتمالية عدم إعلان الحركة لاسم زعيمها الجديد خشية تعرضه للاغتيال.

ويلعب مجلس شورى الحركة، دورًا مهمًا في هيكل القيادة واتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بالاستراتيجيات والسياسات العامة للحركة، مما يجعله جزءًا أساسيًا من آلية صنع القرار، وفي بعض الأحيان، يلعب دورًا في تحديد أو اقتراح أسماء المرشحين للمناصب القيادية في المكتب السياسي، فضلا عن التنسيق مع الأطر الأخرى داخل الحركة، مثل الكتائب والمكاتب التنفيذية، لضمان تماشي سياسات الحركة مع أهدافها العامة، بحسب عضو ينتمي إلى حركة حماس رفض ذكر اسمه.

مجلس شورى حماس
ويأتي مجلس الشورى، أو ما يعرف بـ الهيئة التشريعية"، على رأس الهيكل التنظيمي لحركة "حماس"، ويضم 50 عضوًا يمثلون الحركة في الداخل الفلسطيني والخارج، كما أوضح الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، عمرو فاروق، وينتخب من بين أعضاء مجلس الشورى، المكتب السياسي ورئيسه ونائبه، بالإضافة إلى رؤساء المناطق الثلاث، قطاع غزّة والضفة الغربية والخارج

وتحكم التراتبية التنظيمية أو المؤسسية هيكل حركة "حماس"، وفقًا للأدبيات الحركية المهيمنة على الكيانات الأصولية بحسب "فاروق"، على اعتبار أن "حماس" جزء أصيلًا من جماعة الإخوان المسلمين، متوقعا أن تحسم عملية اختيار بديل إسماعيل هنية خلال الساعات القليلة المقبلة، مراعاة للظرف الراهن الذي يشهده الداخل الفلسطيني، في ظل استراتيجية "قطع الرؤوس"، وسياسة "استئصال القيادات"، التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

مرشحون لخلافة هنية
ورغم وجود عدد من القيادات المرشحة لخلافة إسماعيل هنية، أمثال خليل الحية، وموسى أبو مرزوق، وزاهر جبارين، وخالد مشعل  رئيس المكتب السياسي للحركة بالخارج والذي يعتبر الأوفر حظًا لما يتمتع به من خبرات سابقة في رئاسة المكتب السياسي وعلاقاته الواسعة، فإن الترجيحات، بحسب عمرو فاروق، تشير إلى تولى يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي للحركة في "قطاع غزة"، منصب رئاسة المكتب السياسي المركزي، لما له من سيطرة  على القرار السياسي والعسكري، فضلًا عن هيمنته على "كتائب القسام" الجناح العسكري للحركة في غزة

ويُعتبر يحيى السنوار، المدير الفعلي وصانع القرار الحقيقي داخل حركة حماس، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تنصيبه في ظل سيطرته على الهيكل التنظيمي للحركة وفروعها في الداخل والخارج،  والحديث مازال للباحث المتخصص في الجماعات الأصولية، كما لا يستبعد في هذه الحالة خروج السنوار إلى قطر أو إلى أي دولة  أخرى، حفاظًا على حياته في ظل وضعه على قائمة الاستهداف الإسرائيلي، خاصة أن الاختيار في النهاية يتم من بين النواب الثلاثة.

إعلان مرشح للتأجيل
ولم يستبعد فاروق أيضا، اتخاذ حركة حماس قرارًا بعدم الإعلان عن خليفة إسماعيل هنية، خشية استهدافه، وتكرار مشهد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي بعد انتخابه بشهر واحد، خلفا للشيخ أحمد ياسين رئيس الحركة الذ تم اغتياله يوم 22 مارس 2004 في غزة،  وإرجاء الإعلان عن اسم الرئيس الجديد للحركة،  بعد الوصول إلى اتفاق مع الجانب الإسرائيلي بضمانات دولية وإقليمية، فضلا عن تتدخل الدولة العربية الفاعلة في أزمة قطاع غزة، في اختيار بديل إسماعيل هنية، لما لهذا القرار من أثر قوي في استمرار العلاقات والوصول لحل في عملية وقف إطلاق النار، ووقف مشروع "التهجير الفلسطيني"، الذي تعمل الدولة الصهيونية على ترويجه.

اتفق مع راي "فاروق"، إسلام الكتاتني الخبير في حركات الإسلام السياسي، إذ قال إنه بعد اغتيال رئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنيه، أصبح يحيى السنوار قائد غزة، هو الأقرب، لكنه في نفس الوقت رأى أنه لا يمكن تصعيد "السنوار"  لوجود خلافات بين المكتب السياسي في غزة والمكتب السياسي في الخارج، ما يعني وجود أزمة في صناعة القرار.

إطاحة محتملة للسنوار
وأشار الكتاتني، إلى أن "السنوار" له الكلمة العليا على الأرض لسيطرته على "كتائب القسام"، مرجحا عودة خالد مشعل لقيادة المكتب السياسي مجددا، أو تصعيد أحد وجوه المكتب السياسي الآخرين، حيث لا يحتمل الوقت الراهن صعود السنوار لوجود خلافات بين مكتب غزة والذي يمثله هو، ومكتب الحركة في الخارج ويمثله خالد مشعل، تتعلق تلك الخلافات بإدارة المعارك وملف المفاوضات وملف الأسرى.

ورأى أنه من مصلحة حماس اختيار خالد مشعل لأنه الأكثر مرونة في ملف التفاوض، وخاصة في موقف حماس حاليا والذي تعاني فيه من الانهاك وحالة الضعف.