تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في وقتٍ تتزايد فيه أعداد المصابين بمرض الزهايمر حول العالم، يتجه العلماء والأطباء إلى البحث عن وسائل وقائية طبيعية، وكان الغذاء في مقدمة هذه الوسائل، دراسات طبية حديثة كشفت أن لبعض الأطعمة قدرة على تقوية الذاكرة وتأخير تدهور الوظائف العقلية، بل وتقليل خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة لافتة، في هذا التقرير، نستعرض قائمة الأغذية التي ينصح بها الأطباء لحماية الدماغ، والكميات الموصى بها يوميًا، إلى جانب الأطعمة التي يجب تجنبها للحفاظ على صحة عقلية سليمة لسنوات طويلة.
الطعام هو دواؤك الأول، هكذا بدأ الدكتور أحمد سمير، أستاذ طب الأعصاب، حديثه حول العلاقة الوثيقة بين النظام الغذائي وصحة الدماغ، متابعاً ما نأكله يوميًا لا يؤثر فقط على وزننا أو طاقتنا، بل يمتد تأثيره إلى الدماغ، وقد يكون عاملاً حاسمًا في الوقاية من بعض الأمراض مثل الزهايمر.
وتابع تشير الدراسات الحديثة إلى أن الالتزام بنظام غذائي غني بمضادات الأكسدة والدهون الصحية والألياف قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تصل إلى 53%، خاصة إذا تم اتباعه بشكل منتظم في منتصف العمر، وذلك بحسب دراسة نشرتها جامعة "Rush" الأميركية، والتي اعتمدت ما يسمى بـ "حمية MIND"وهي مزيج من النظامين الغذائيين DASH وMediterranean .
أطعمة تعزز صحة الدماغ
بحسب الدكتورة منى عبد الرحمن، إخصائية التغذية العلاجية، هناك مجموعة من الأطعمة التي أظهرت الدراسات قدرتها على دعم وظائف الدماغ وتقليل التدهور المعرفي، أبرزها:
1- التوت الأزرق: يعد من أقوى مضادات الأكسدة، وتؤكد الأبحاث أن تناوله 3 - 5 مرات أسبوعيًا يعزز الذاكرة قصيرة المدى، ويساعد في حماية خلايا الدماغ من الضرر الناتج عن الالتهابات.
2- الخضروات الورقية: توصي دراسة من جامعة هارفارد بتناول حصة واحدة يوميًا من الخضروات الورقية (مثل السبانخ والكرنب)، حيث ثبت أنها تحتوي على فيتامين K، اللوتين، الفولات وبيتا كاروتين، وهي عناصر تعزز الإدراك وتبطئ من تدهور الذاكرة.
3- عين الجمل (الجوز): يحتوي على أحماض أوميجا 3، خاصة حمض ألفا لينولينيك (ALA)، وهو مفيد لصحة القلب والدماغ، وتشير الدراسات إلى أن تناول 28 جرامًا (حوالي 7 حبات) يوميًا قد يرتبط بتحسن الوظائف المعرفية وتقليل الالتهابات في الدماغ.
4- الشوكولاتة الداكنة: يجب التمييز بين الشوكولاتة الداكنة والمُحلاة، كما تؤكد د. منى، فالشوكولاتة التي تحتوي على نسبة كاكاو تتجاوز 70% تمد الدماغ بالفلافانولات، التي تحسن تدفق الدم للدماغ وتدعم الذاكرة والتركيز، يكفي تناول مربعين صغيرين (حوالي 20 جرامًا) في اليوم.
5- زيت الزيتون البكر الممتاز: أحد المكونات الأساسية في النظام الغذائي المتوسطي، ويتميز بخصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، أظهرت دراسات أن تناول ملعقتين يوميًا يدعم مرونة الأوعية الدموية ويقلل من خطر تدهور الوظائف العقلية.
6- الأسماك الدهنية: مثل السلمون والماكريل، وتعتبر مصدرًا غنيًا بأحماض أوميجا 3 الدهنية، وهي ضرورية لبناء خلايا الدماغ والحفاظ على وظائفه، وتشير الدراسات إلى أن تناول حصتين إلى ثلاث حصص أسبوعيًا من هذه الأسماك يقلل من خطر الإصابة بالتدهور المعرفي، ويساعد في تحسين التركيز والذاكرة لدى كبار السن.
أطعمة تسبب الزهايمر
على الجانب الآخر، يقول الدكتور أحمد سمير إن بعض الأطعمة تسهم في زيادة فرص الإصابة بالزهايمر، لأنها تعزز الالتهابات المزمنة، وتضر بالأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، وأبرز هذه الأطعمة:
1- السكريات المضافة: الإفراط في تناول الحلويات والمشروبات الغازية يرفع من نسبة السكر في الدم ويضعف حساسية الأنسولين، مما يرتبط بتدهور الإدراك.
2- الدهون المتحولة: توجد في الوجبات السريعة والمخبوزات المصنعة، وقد أظهرت الدراسات أن لها تأثيرًا سلبيًا على الذاكرة، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والزهايمر.
3- اللحوم المصنعة: مثل السجق واللانشون، وتحتوي على نسب عالية من الصوديوم والمواد الحافظة التي قد تؤثر سلبًا على صحة الدماغ على المدى البعيد.
4- الكربوهيدرات المكررة: كالخبز الأبيض والمعجنات، ترفع من مستوى السكر بسرعة وتؤدي إلى تقلبات في طاقة الدماغ، ما يؤثر على التركيز والذاكرة.
هل يبدأ الزهايمر في سن الشيخوخة؟
"لا"، تجيب د. منى بحسم، وتوضح أن الزهايمر يبدأ تدريجيًا، وتظهر علاماته بعد سنوات من تلف الخلايا العصبية، لذلك فإن الوقاية يجب أن تبدأ مبكرًا، من خلال نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة ونشاطًا بدنيًا ونومًا منتظمًا، متابعة بات من الواضح أن الغذاء ليس فقط وسيلة للبقاء، بل هو أداة قوية يمكن أن تشكل مستقبلنا العقلي، وبينما لا يوجد علاج نهائي للزهايمر حتى اليوم، إلا أن الوقاية أصبحت ممكنة، تبدأ من طبق الطعام اليومي، فاختياراتنا على المائدة قد تكون السلاح الأقوى لحماية عقولنا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية