قد تقابل يوماً شخصاً يأكل شعره، وآخر يخاف من بذور الفاكهة، أو تجد أحدهم ينظم الأشياء أو يحدث الفوضى بدون قصد، فلا تستغرب فهناك العديد من الأمراض النفسية الغريبة التي قد تصيب الإنسان، وتحدث تأثيرات ملحوظة على سلوكه.

متلازمة رابونزل  
ومن أغرب تلك الأمراض ما أطلق عليه متلازمة "رابونزل"، ويقول الدكتور أيمن محمد، اخصائي نفسي، سميت هذه المتلازمة على اسم شخصية كرتونية شهيرة وهي ذات شعر طويل للغاية، ومن أعراضها أن يقوم المريض بأكل شعره وابتلاعه، وتحدث نتيجة وساوس قهرية، واضطرابات عقلية.

والمريض عندما يأكل شعره يشعر بالراحة، وهي متلازمة خطيرة للغاية خاصة عندما يصاب بها الأطفال، لأن وجود الشعر في الجهاز الهضمي يسبب مشاكل صحية كبيرة.

رهاب الثقوب
وهناك أيضاً "رهاب الثقوب" وهو شعور بالاشمئزاز يصاحب المريض عند رؤية أي ثقوب متقاربة، مثل رؤية الفقاعات، بذور الفاكهة كالرمان مثلاً، والدوائر والبثور الموجودة على الجلد.

وتتعدد أعراض هذه المتلازمة بين الشعور بالقلق، التوتر، الغثيان، سرعة ضربات القلب، العرق الشديد، وحكة ورعشة في الجسم، أما أسباب الإصابة بهذا الرهاب فهي غير معروفة حتى الآن.

اليد الغريبة
من ضمن تلك الأمراض متلازمة "اليد الغريبة" والتي تتحدث عنها الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري نفسي، وتقول إنها مرض نادر، ويتم تشخيصها على أنها اضطراب نفسي وسلوكي، لأنه مرض غير محدد الملامح حتى الآن.

ويقوم المريض بفعل تصرفات دون وعي، فكأن اليد تتصرف بشكل مستقل، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يقوم المريض بتنظيم كتب، وتقوم يده بإحداث فوضى بها دون إرادته، حسبما ذكرت الاستشاري النفسي.

 واليد الأكثر استخدامًا لدى المريض هي التي تكون عرضه للإصابة بتلك المتلازمة، والتي من الممكن أن تتبع أي سلوك خارج عن إرادة الإنسان، فبالتالي يشعر الإنسان أن هناك جزء منه غريب عنه.

وهذه المتلازمة تسبب للمريض قلقاً وذعراً وذهولاً، وتقول د. إيمان إن من أسباب التعرض لتلك المتلازمة وجود صدمات في الدماغ منذ الصغر، أو وجود اضطراب في شبكات الدماغ الخاصة بالتحكم في اليد، وأيضًا قد تنتج عن تعرض المريض لجلطة، أو إجراء عملية جراحية في المخ، أو التعرض لأزمات في القلب.

متلازمة الوهم
ومن ضمن الأمراض النفسية الغريبة متلازمة "كابجراس" والتي تحدثت عنها د. إيمان، بأنها متلازمة الوهم، حيث يتوهم الشخص أنه تم استبدال كل شيء من حوله.

فيعتقد أن كلا من حوله محتالون، وأن زوجته ليست زوجته، وابنه ليس ابنه، فيتوهم باستبدال الأشخاص المقربين منه بأشخاص أخرى، بل وقد يصل الأمر إلى المعتقدات، فيتبنى المريض معتقدات خاطئة، لأن الوهم يصيبه بالنسبة للأماكن، الأشخاص، والزمن، حتى أنه قد يتوهم بأنه يعيش في زمن آخر.

وتعتبر هذه المتلازمة من الأمراض المزمنة، وقد يشخص البعض هذا المرض بأن المريض مصاب بشيء خارق للطبيعة "الميتافيزيقا"، وللأسف هذا مرض معروف، واضطراب نفسي وارد حدوثه.

والمتلازمة لها أسباب نفسية وجسدية، وأكثر عرضة لهذا المرض هم مرضى الذهان، لأنه يندرج تحت طائفة الأمراض الذهانية، والتي تصيب المريض بالضلالات، والتوهم بالخطأ في كل من يحيط به.

والأشخاص من عمر الثلاثين هم أكثر إصابة بهذا المرض، حيث تظهر، عليهم أعراض الانسحاب من المجتمع، ويكون لهم ردود أفعال عنيفة، ويتم العلاج بجلسات نفسية مع الأدوية.

الكل شخص واحد
وفي السياق ذاته، تحدثت الدكتورة إيمان عن متلازمة "فريجولي"، وهي أيضًا تصيب المريض بالضلالات البصرية، فهي تتفق مع متلازمة "كابجراس" في أنها مرض ذهاني، يصيب المريض بالوهم، ولكنه وهم بصري أعراضه الخوف، الهلع، اضطراب في الوعي، وسلوك اندفاعي غير متوقع، ولا يوجد لها أسباب محددة لحدوثها.

وهي متلازمة نادرة الحدوث، ويرى فيها المريض كل من حوله شخص واحد، وقد يكون نتيجة الإصابة في حوادث كبيرة في الدماغ.

مرضى الزهايمر هم الأكثر عرضه للإصابة بهذا المرض، وبعض المصابين بالأمراض النفسية، والعصبية وأكثرهم الذين يعانوا من الوسواس القهري، مرضى الفصام، حسبما أكدت د. إيمان ويتم العلاج بالعقاقير والعلاج السلوكي الإدراكي عن طريق تقوية الذاكرة، وتدريبات للانتباه حتى تقل الهلاوس ويزيد التركيز.