تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : اكتشاف مبكر وتنبؤ بالإصابة.. الذكاء الاصطناعي "منقذا" لحياة مرضى السرطان
source icon

سبوت

.

اكتشاف مبكر وتنبؤ بالإصابة.. الذكاء الاصطناعي "منقذا" لحياة مرضى السرطان

كتب:مي هارون

أجبرتني الظروف خلال الأسابيع الماضية على التردد على بعض مستشفيات علاج الأورام، في رحلة لإنقاذ حياة "ياسمين" إحدى قريباتي والمصابة بسرطان الثدي، ياسمين لم يتجاوز عمرها 43 عاما اكتشفت وجود كتلة بالثدي، قبل أن تكتشف من خلال الفحص في إحدى المستشفيات المتخصصة في علاج أورام السيدات، إصابتها بنوع نادر من سرطان الثدي، لا يوجد علاج له بأغلبية المستشفيات نظرا لارتفاع سعر علاجه، وتم تحويلها لمستشفى أخرى تابعة لوزارة الصحة لعلاجها على نفقة الدولة.

الزحام الشديد ومشاهد الألم، أبرز ما لفت انتباهي في المستشفيات، ما يشير إلى أن أعداد ليست قليلة تعاني، كنت أعود كل مرة إلى منزلي، وتلك المشاهد في ذاكرتي ترفض تخطيها، وتذكرت بحكم عملي حديث دار منذ فترة ليست طويلة مع طبيب أورام حدثني عن استخدام الذكاء الاصطناعي في علاج الأورام واكتشافها في مراحل مبكرة، مما يزيد من فرص العلاج ويقلص معدلات الوفيات، كما يمكن استخدامه للتنبؤ بخطر الإصابة بها.

آلية العمل والتنبؤ

الذكاء الاصطناعي، برامج على أجهزة الكمبيوتر من خلال تغذيتها بصور الأشعة والتحاليل، يمكنها استنتاج وجود ورم، كما أوضح لي الدكتور لؤي قاسم أستاذ الأورام كلية طب القصر العيني، متابعًا: "في البداية كانت البرامج تستطيع قراءة النتائج والبيانات فقط، بينما التطور الذي حدث جعلها تستطيع ترجمة الأشعة والتحاليل فأصبحت تعمل كالمخ البشري، فعند وضع صورة لأشعة مريض مصاب بالسرطان يستطيع اكتشاف الاختلاف الموجود في هذه الصور عن الشكل الطبيعي وبالتالي يستطيع الاكتشاف المبكر لحدوث الأورام وبدقة تشخيص تفوق اكتشاف الطبيب".

وبالنسبة للتنبؤ، يوجد تغيرات تسبق حدوث الورم يستطيع الذكاء الاصطناعي ملاحظة هذا التغيير من خلال بعض الأشعة والتحاليل الجينية، فضلا عن بيانات المرضى مثل العمر، التاريخ الطبي، والعوامل الوراثية، وبالتالي يمكن علاجه قبل حدوث الورم عن طريق بعض الأدوية أو الجراحات، والحديث ما زال لـ"لؤي"، خاصة سرطان عنق الرحم والثدي، يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين نتائج العلاج وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة، وهناك عدة طرق يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.

كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الجينية لتحديد الطفرات الجينية التي تزيد من خطر الإصابة بالأورام، وفحص السجلات الصحية الإلكترونية بشكل دوري للبحث عن أنماط قد تشير إلى هذا الخطر، مثل التغيرات في الاختبارات المخبرية أو الأعراض الجديدة، بحسب "لؤي"، ومن ثم زيادة معدلات الشفاء وبالتالي تقليص معدلات الوفيات.

قاعدة بيانات كبيرة

"بدأنا استخدام الذكاء الاصطناعي في الاكتشاف المبكر للسرطان، من خلال قاعدة البيانات الكبيرة والتي حصلنا عليها من خلال مبادرة 100 مليون صحة، ومن خلال استخدام تقنيات التعليم الالي في تحليل البيانات ، والمتابعة والتتبع، يمكن تحديد المريض الأكثر تعرضا للإصابة بالسرطان"، والحديث انتقل هنا للدكتور محمد عبد الله رئيس الإدارة المركزية للرعاية الصحية المتكاملة، ومدير مبادرة الكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد، موضحًا أن الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بالأورام هم مرضى فيروس سي المصابين بالتليف الكبدي، وفيروس بي وأي مريض يعاني من تليف الكبدي 
نعمل في الخطوات الأولى من البرنامج بالتعاون مع الجامعات وأكثر من جهة معنية، للقدرة على التشخيص الدقيق، والتأكد من مدى قدرة الذكاء على استخراج الحالات الايجابية للمرض، والتأكد من مدى الاستفادة منها وأنها ذات قيمة مرتفعة في المساعدة على التشخيص، كما ذكر "عبد الله".

إضافة فحص قياسي

وأشار عبد الله إلى دعم منظومة الكشف المبكر بإضافة اختبار يعرف باسم "PIVKA II"، كأحد الفحوصات القياسية بالبرنامج اعتبارًا من مارس 2024، حيث تطبيق العمل به بـ10 محافظات، وجار تعميمه بكافة المحافظات تباعًا، بالإضافة إلى دعم المنظومة بـ30 جهاز موجات فوق صوتية حديث لرفع جودة التشخيص، و6 أجهزة فيبروسكان لقياس درجات التليف، مشيرا إلى أنه يتم استقبال مرضى التليف الكبدي بوحدات الفيروسات الكبدية، وتقييم حالتهم الصحية، وكذلك الاطلاع على التقارير الطبية الخاصة بهم، كما يتم تقديم خدمات الفحص بالموجات فوق صوتية، وتحاليل الأورام دوريًا كل 4 أشهر من خلال 58 وحدة للفيروسات الكبدية المتواجدة داخل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، بحسب "عبد الله".

في سياق متصل، وقع الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان شراكة للتعاون بين الوزارة وشركة «استرازينيكا» لدعم إطار العمل بمبادرة رئيس الجمهورية للاكتشاف المبكر وعلاج مرضى سرطان الكبد، وتعمل هذه الشراكة علي دمج تقنية الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية للوصول لأحسن بروتوكول علاجي للمريض، بالإضافة الي تقديم أحدث السبل العالمية التي تعمل على التشخيص والكشف المبكر عن أمراض الكبد وخاصة سرطان الكبد، بهدف رفع معدلات استجابة المرضى للعلاج، حيث يشكل سرطان الكبد عبئًا كبيرًا، خاصة مع تشخيص أكثر من 27 ألف حالة جديدة سنويًا وفقدان أكثر من 26 ألف شخص كل عام.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية