تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مع اقتراب موسم الحج، يتوق ملايين المسلمين لأداء هذه الفريضة العظيمة، تلبية لنداء الحق سبحانه وتعالى القائل لخليله، سيدنا إبراهيم عليه السلام، في سورة الحج: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وعلى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)"، لكن الظروف المادية أو الصحية قد تحول دون تحقيق هذه الأمنية للكثيرين، فما الحل لمن تعذر عليه الحج؟
أعمال تعادل ثواب الحج
يؤكد الدكتور يسرى عزام، إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص، قائلا: في مثل هذه الأيام المباركة تهفو القلوب وتشتاق الأرواح وتتوق النفوس لحج بيت الله الحرام، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا يفعل من لم يدرك الحج هذا العام؟ وما الأعمال التي تقوم مقام الحج والعمرة؟
هناك أعمال تعادل الحج في الثواب والأجر لكنها لا تغني عن ركن الحج لمن استطاع إليه سبيلا رزقنا الله وإياكم حج بيته ومن هذه الأعمال:
1- الجلوس في المصلى من الفجر للضحى: وذلك بعد صلاة الفجر في جماعة، من الأعمال التي يعدل ثوابها ثواب الحج والعمرة، فقد بيَّن النبي ﷺ فضل الذِّكر بعد صلاة الفجر إلى الشروق وصلاة الضحى بعد الشروق فقال ﷺ: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ، وَعُمْرَةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ» [أخرجه الترمذي].
2- بر الوالدين: من الأعمال التي يعدل ثوابها ثواب الحج والعمرة، فقد أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ، وَإِنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ وَالِدَيْكَ؟» قَالَ: أُمِّي، قَالَ: «فَاتَّقِ اللهَ فِيهَا، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ، وَمُجَاهِدٌ، فَإِذَا دَعَتْكَ أُمُّكَ فَاتَّقِ اللهَ وَبِرَّهَا».
3- المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد: من الأعمال التي يعدل ثوابها ثواب الحج، قَالَ ﷺ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ». [أخرجه أبو داود].
4- الأذكار بعد الصلوات الخمس: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: جَاءَ الفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ- ﷺ-، فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُور "جمع دثر، وهو الكثير من كلِّ شيء" مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ العُلاَ، وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، قَالَ: «أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ، تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ»، [أخرجه البخاري].
5- حضور مجالس العلم في المساجد: قال ﷺ: "مَن غدا إلى المسجد لا يريد إلاَّ أن يتعلَّم خيرًا أو يعلمه، كان كأجْرِ حاجٍّ تامّا حَجَّته" رواه ابن حبان.
6- تجهيز الحاج: قال ﷺ "من جهز غازيًا أو جهز حاجًا أو خلفه في أهله أو فطر صائمًا كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء".
7- قال الإمام النووي رحمه الله تعالي عن فضل العمرة في رمضان: أي تقوم مقام الحج في الثواب لا أنها تعدله في كل شيء.
8- الذهاب مبكراً لصلاة الجمعة: روى سهل بن سعد الساعدي؛ قال رسول الله ﷺ: "إن لكم في كل جمعة حجة وعمرة".
9- صدق النية عند العجز: ومن لم يستطع الحج وعجز عنه لفقر أو مرض أو عرض وتتحسرُ نفسه عليه، لا تدري لعل الأجر قد كُتب لك بنيّتك الصالحة.
قال ابن رجب رحمه الله: إن من عجَز عن عمل خير وتأسف عليه وتمنى حصوله؛ كان شريكًا لفاعله في الأجر.
رحمة الله الواسعة
وتقول الدكتورة روحية مصطفى الجنش، رئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية سابقاً؛ لله تعالى رحمة واسعة جعلت للمسلمين أعمالاً يحصلون بها على ثواب الحج كاملاً رغم عدم تمكنهم من السفر إلى بيت الله الحرام.
من صور فضل الله العظيم علينا؛ أن المسلم إذا حافظ على صلاة الفجر في جماعة، ثم جلس في مُصلاّه يذكر الله حتى تشرق الشمس، ثم صلّى ركعتين لا يُحدّث فيهما نفسه، كُتبت له حجةٌ تامة وعمرةٌ تامة.
فإذا كان الحج لا يتكرر إلا مرة في العام لارتباطه بميقات زماني محدد، فإن رحمة الله وسعت كل شيء، وجعلت للمسلم أن يحج بقلبه ولسانه وركوعه مرات ومرات في العام، فسبحانك يا جابر القلوب والأرواح، ما أوسع رحمتك وما أعظم عطاياك.
مرافقة النبي في الجنة
تتابع د. روحية، وكذلك من الأعمال ما لا يقل أجرًا وثوابًا عن الحج، بل قد يُفضَّل عليه في بعض الأحوال، ومن ذلك:
- كفالة اليتيم، التي جعل النبي ﷺ جزاءها مرافقةً له في الجنة.
- القيام على الأرامل، ومساعدة المحتاجين، والسعي في حوائج الناس، فكلها عبادات عظيمة تُقرّب العبد من ربه، وتُعظِّم أجره، ورب عمل بسيط بنيّة صادقة، يبلغ بصاحبه ما لا تبلغه الأقدام في السير إلى البيت الحرام.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية