بينما انطلقت دعوات التظاهر الغاضبة في غزة، بعد إعلان استهداف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران اليوم بصاروخ موجه، تعالت أصوات مساجد الضفة الغربية تنعيه.

إسماعيل هنية ، أصر قبل نحو أربعة أشهر من آلان وتحديدا في أبريل الماضي، على أن موت 3 من أبنائه و4 من أحفاده في الغارات الإسرائيلية على غزة، لن يؤثر على وقف إطلاق النار المستمر ومحادثات الرهائن، وذكر حينها، أن 60 من أفراد عائلته قتلوا في غارات جيش الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر، قبل أن يقول: "من يظن أن استهداف أطفالي خلال محادثات التفاوض وقبل التوصل إلى اتفاق سيجبر حماس على التراجع عن مطالبها، فهو واهم".

هنية، الذي عُرف باسم "أبو العبد" منذ عام 2006، دفع اليوم حياته أيضا ثمنا لما اعتنقه، بعد أن استُهدف اليوم بصاروخ موجه في إيران ليلحق بأبنائه حازم وأمير ومحمد، وأحفاده  خالد ورزان ومنى وآمال الذين سقطوا في أبريل الماضي.

وُلد "هنية" الذي يعد من أبرز الشخصيات السياسية الفلسطينية في العقود الأخيرة، عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، بعد أن فر والداه من منزلهما بالقرب من بلدة عسقلان خلال حرب عام 1948.

سجنته إسرائيل عام 1989 ثلاث سنوات، ثم نفي بعدها إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع عدد من قادة حماس، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد عام 1992، وانتُخب رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفا لخالد مشعل.

لعب "هنية" الذي ارتفعت أصوات مآذن الضفة الغربية تنعيه اليوم كما تداول نشطاء على منصة "إكس"،  دورًا محوريًا في قيادة حركة حماس والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان له تأثير كبير في مسيرة الحركة وفي جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية.

كما ساهم في تعزيز العلاقات بين حماس ودول إقليمية مثل قطر وتركيا وإيران، وكان يؤمن بحق المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ودعا إلى تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.



.