تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : اشحن طاقتك النفسية.. وابدأ العام بروح متجددة
source icon

سبوت

.

اشحن طاقتك النفسية.. وابدأ العام بروح متجددة

كتب: سلمى الوردجي

مع اقتراب نهاية العام، يجد كثيرون أنفسهم في حالة مراجعة شاملة لما مرّ بهم من نجاحات وإخفاقات، تتداخل خلالها مشاعر الأمل والندم، والخوف من المستقبل، والرغبة في بداية جديدة أكثر توازنًا وطمأنينة. وبين ضغوط الحياة وتسارع الوتيرة اليومية، يبرز سؤال أساسي؛ كيف يمكن شحن الطاقة النفسية واستقبال العام الجديد بروح إيجابية؟

وقفة مع الذات قبل بداية جديدة
يؤكد أحمد المحمدي، أخصائي الطب النفسي، أن بداية العام الجديد لا ترتبط فقط بتغيير التاريخ في التقويم، بل تمثل فرصة حقيقية لإعادة التوازن النفسي والروحي، ومنح النفس حقها في الراحة والتعافي والنمو، مشيرًا إلى أن الاستعداد النفسي السليم يبدأ من الأيام الأخيرة للعام المنقضي.

يشدد المحمدي على أهمية الوقوف مع النفس وقفة صادقة، دون جلد أو قسوة، والاعتراف بما مرّ به الإنسان خلال عام 2025 من تجارب إيجابية وسلبية، مع تدوين الدروس المستفادة منها، باعتبارها خطوة أولى نحو الشفاء والنضج النفسي.

ويرى أن التخلي عن العلاقات السامة والعادات السلبية بات ضرورة نفسية، موضحًا أن «الامتلاء لا يأتي إلا بعد التخلي»، وغلق الأبواب المواربة نفسيًا يمهد الطريق لبدايات أكثر صحة واستقرارًا.

أهداف واقعية وطاقة متوازنة
وحول التخطيط للعام الجديد، ينصح أخصائي الطب النفسي بوضع أهداف واقعية قابلة للتنفيذ، بعيدًا عن المثالية المرهقة، مع ترتيب الأولويات بوضوح، محذرًا من الضغط النفسي الناتج عن كثرة الأهداف غير القابلة للتحقيق.

ويؤكد أن شحن الطاقة النفسية لا يتحقق إلا عبر منظومة متكاملة تشمل النوم الجيد، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة، والتأمل، والدعاء، إضافة إلى الكتابة اليومية للتفريغ النفسي، وتحليل المواقف المؤلمة، بما يساعد على تصفية الذهن وبدء الأيام الجديدة بروح أكثر صفاءً.

لا سباق في العام الجديد
ويحذر المحمدي من الدخول في العام الجديد بمنطق السباق والضغط، داعيًا إلى استقباله بهدوء وثقة، وبنية صافية، تبدأ بدعاء صادق يمنح القلب طمأنينة، مع الإيمان بأن القادم قد يحمل تعويضًا عما مضى.

كما ينصح بتقييم أحداث العام السابق بصدق، من خلال التساؤل عما أسعد الإنسان وما آلمه، وما يتمنى استمراره أو انتهاؤه، مؤكدًا أن التعلم من التجارب أهم من الندم عليها، وأن الإنسان ليس نسخة ثابتة من نفسه في العام الماضي، بل كيان متطور أكثر وعيًا.

من الألم إلى التعلّم
وفيما يتعلق بتجاوز التجارب الصعبة، يوضح أخصائي الطب النفسي أن تغيير النظرة للألم من كونه معاناة إلى كونه درسًا، يمثل نقطة تحول حقيقية في مسار الشفاء، ويشدد على ضرورة الاعتراف بالمشاعر بدل الهروب منها، وفهم الدروس الكامنة خلف التجارب، دون تحميل الذات أو الآخرين اللوم المطلق.

كما يؤكد أن الشفاء النفسي يحتاج إلى وقت، وأن التسامح ليس تبريرًا للخطأ، بل تحريرًا للقلب من الأثقال، داعيًا إلى اتخاذ خطوات بسيطة ومتدرجة نحو الحياة، كالمشي أو القراءة أو التواصل الإنساني الداعم.

البعد الاجتماعي لشحن الطاقة
من جانبها، ترى ريم الدجوي، أستاذ علم الاجتماع، أن شحن الطاقة النفسية لا يعتمد فقط على الجهد الفردي، بل يتأثر بقوة بالدوائر الاجتماعية المحيطة، موضحة أن التجارب الصعبة تترك أثرًا على الثقة في الآخرين، وهو ما يتطلب وعيًا في إدارة العلاقات.

وأكدت الدجوي أهمية التفرقة بين الأشخاص وسلوكياتهم، وإعادة ضبط الدوائر الاجتماعية، واختيار القرب عن وعي لا عن عادة، مع ضرورة الحديث مع أشخاص موثوقين، والمشاركة في أنشطة اجتماعية إيجابية تعيد الإحساس بالانتماء.

وأضافت أن مشاركة التجربة في الوقت المناسب قد تتحول إلى مصدر إلهام ودعم للآخرين، مشددة على أهمية تعلم مهارات التواصل الصحي، ووضع حدود واضحة، وتجنب العزلة الطويلة التي قد تزيد من حدة الألم.

علاقات جديدة لعام أفضل
وتشير أستاذ علم الاجتماع إلى أن بداية عام جديد تمثل فرصة لمراجعة العلاقات الاجتماعية، وإنهاء السام منها، وتقوية الروابط الداعمة، وتجديد العلاقات القديمة التي قد تشكل مصدر طاقة إيجابية.

كما دعت إلى جعل التقدير والامتنان عادة يومية، ورد الجميل لمن قدم دعمًا في العام الماضي، مع الابتعاد عن المقارنات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على العلاقات الحقيقية.

بداية هادئة لمستقبل متوازن
ويجمع الخبراء على أن استقبال العام الجديد بطاقة نفسية متوازنة لا يتطلب معجزات، بل وعيًا بالذات، وصدقًا مع المشاعر، واختيارًا واعيًا للعلاقات، وبداية روحية تمنح القلب الطمأنينة. فالبدايات الهادئة، كما يؤكدون، غالبًا ما تقود إلى أعوام أكثر استقرارًا ونضجًا.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية