تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : أسماك على مائدة المصريين.. البلطي والباسا أمان غذائي أم تهديد صحي؟
source icon

سبوت

.

أسماك على مائدة المصريين.. البلطي والباسا أمان غذائي أم تهديد صحي؟

كتب:سماح موسى

خلال الآونة الأخيرة، انتشرت على بعض مواقع التواصل الاجتماعي دراسات وأخبار تحذر من خطورة تناول بعض أنواع الأسماك وخاصة البلطي والباسا ومدى تأثيرهم على صحة المستهلك، مدعية أنها قد تسبب أمراض العظام والسرطان، بل وقد تؤدي إلى الوفاة، وهو ما أثار حالة من الرعب والقلق بين المواطنين.

وأمام هذا الجدل، كان من الضروري الاستعانة بخبراء المصايد والتغذية لمعرفة مدى صحة هذه المعلومات من عدمها.

تحذيرات الأسواق ومخاوف المستهلكين
في البداية، يقول الدكتور عادل علي أحمد، الرئيس الأسبق للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، إن الأسواق المصرية شهدت خلال الفترة الأخيرة تحذيرات متزايدة من تناول بعض أنواع الأسماك، بسبب احتمالية تلوثها بالمعادن الثقيلة والسموم، وهو ما أثار قلق المستهلكين، خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار الأسماك البحرية.

وأوضح أن من بين الأسماك التي يُنصح بالابتعاد عنها أسماك البلطي مجهولة المصدر، وأسماك المزارع الرديئة، خصوصًا التي تُربى في مياه الصرف، مثل سمك القراميط، مشيراً إلى أن هناك بدائل اقتصادية مناسبة لجميع الأسر منها سمك الماكريل منخفض السعر والغني بأوميجا 3، وكذلك السردين الذي يتميز بانخفاض سعره ودوره في تقوية المناعة.

كيف نضمن شراء سمك آمن؟
وأكد د. عادل على أن شراء الأسماك يجب أن يكون من مصادر موثوق بها، مع مراعاة أن تكون عينا السمكة لامعتين وغير غائرتين، والجلد متماسكًا ولامعًا، مع وجود رائحة طبيعية خالية من رائحة الطين، محذرًا من شراء الأسماك الرخيصة بشكل مبالغ فيه لأنها غالبًا تكون منخفضة الجودة.

وقدم نصيحة ذهبية للطهي الآمن، مشيرًا إلى أن إضافة الليمون والخل والثوم والزنجبيل تساعد في قتل البكتيريا، وتحسين الطعم، وتقليل رائحة الطين.

فرقعة إعلامية أم خطر حقيقي؟
من جانبه، يؤكد الدكتور أسامة خليفة، خبير المصايد بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، أنه لا توجد حقائق علمية مطلقة تؤكد أن أسماك البلطي أو الباسا تسبب السرطان، موضحًا أن هناك عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض نتيجة تناول أي نوع من الأسماك، من بينها تعرضها لتراكمات من المعادن الثقيلة الضارة بصحة الإنسان.

وأضاف أن المصريين اعتادوا تناول سمك البلطي لعقود طويلة دون مشكلات صحية، لكن الوضع اختلف في بعض الحالات بسبب تقنيات الاستزراع الحديثة التي تعتمد أحيانًا على مكونات غير صالحة في تغذية الأسماك، ما قد يؤثر سلبًا على صحة المستهلك.

وأكد أن المنطق العلمي يشير إلى أن الأسماك إذا تربت في بيئة ملوثة بشدة فإنها تموت ولا تصل إلى المستهلك، معتبرًا أن بعض هذه الدراسات تهدف إلى إحداث "فرقعة إعلامية" وبث الشكوك حول الغذاء، مشددًا على أن الضرر لا يكمن في السمك ذاته، بل في أسلوب التربية والتعامل معه.

الباسا تحت الرقابة
وحول سمك الباسا، أوضح د. خليفة أنه لا يُربى داخل مصر، وإنما يُستزرع في أنهار ترتفع بها درجات التلوث، ما يجعله قادرًا على تحمل نسب من الملوثات مثل المعادن الثقيلة أو المواد الهيدروكربونية ومشتقات البترول.

وأشار إلى أن المفترض أن تخضع هذه الأنواع المستوردة لرقابة صارمة وتحاليل دقيقة تؤكد خلوها من المواد الضارة بصحة الإنسان، لافتًا إلى أن الباسا يتميز بسعره التنافسي مقارنة بالبروتين الحيواني، وأنه مطابق للمعايير العالمية من حيث نسب المعادن المسموح بها، وفق ما تقره المنظمات الدولية.

وأكد أن معدل الاستهلاك للفرد هو الفيصل في حدوث أي أضرار صحية، موضحًا أن الإصابة بالسرطان قد تعود لأسباب متعددة، وليس نوع غذاء واحد فقط، مشددًا على أهمية دور الرقابة، ومؤكدًا أن الجهات المسئولة لا تستهين بصحة المواطنين، لما لذلك من كلفة اقتصادية وصحية باهظة على الدولة.

وأضاف أنه لا داعي لتصديق الشائعات المرتبطة بالغذاء، لأنها تثير الذعر العام، مؤكدًا أن الأسماك الشعبية مثل البلطي والباسا تمثل بديلًا غذائيًا مهمًا للأسماك الطازجة مرتفعة الثمن.

فوائد لا تُحصى
من جانبه، اتفق الدكتور السيد محمود حماد، استشاري التغذية وعلوم الأطعمة بالمعهد القومي للتغذية، مع الآراء السابقة، مؤكدًا أن التغذية السليمة هي حجر الزاوية للصحة الجيدة، وأن الاعتدال في تناول الأطعمة المختلفة يقي من كثير من أمراض العصر.

وأوضح أن الأسماك بجميع أنواعها تُعد مصدرًا أساسيًا للبروتينات، والدهون الصحية، والفيتامينات، والأملاح المعدنية، ومضادات الأكسدة التي ترفع مناعة الجسم وتزيد من مقاومته للأمراض.

وأكد ضرورة اختيار الأصناف الجيدة من الأسماك، والتأكد من مصدرها قبل الشراء، مشيرًا إلى أن السمك البلطي المصري الذي يتم اصطياده من بيئات نظيفة، أو الأسماك النهرية والبحرية الطازجة، من أفضل الأنواع الغذائية، محذراً من الإفراط في تناول أسماك المزارع مجهولة المصدر، خاصة في حال تكرار تناولها وعدم طهيها جيدًا.

دهون مفيدة
وأشار إلى أن دهون الأسماك غير مشبعة ومفيدة للصحة، خاصة أوميجا 3 الموجودة في السالمون، التونة، السردين، والبوري، والتي تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من تصلب الشرايين، وخفض الدهون الثلاثية والكوليسترول، مؤكدًا أن تناول الأسماك من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا يقلل من مخاطر أمراض القلب.

وأضاف أن دراسات عديدة أثبتت انخفاض نسب الإصابة بالأورام السرطانية لدى الأشخاص الذين يتناولون الأسماك الطازجة بانتظام، نظرًا لاحتوائها على مضادات الأكسدة.

معجزة طبيعية
وأوضح  د. حماد أن تناول الأسماك الدهنية بانتظام يساعد في تخفيف آلام المفاصل، وتقليل الصداع والتوتر، وتحسين النشاط الذهني، وتقوية الذاكرة، والحد من الاكتئاب، فضلًا عن دورها في إنقاص الوزن عند إعدادها بطرق صحية كالشوي أو الطهي في الفرن.

كما أشار إلى أن الأسماك مصدر غني باليود، والكالسيوم، والفسفور، وفيتامينات A وD وE، وتساعد في خفض ضغط الدم، ومنع الجلطات، وتحسين صحة الدماغ، والوقاية من الزهايمر.

تحذير من المملحة
واختتم بالتنبيه إلى مخاطر الأسماك المملحة والمدخنة مثل الفسيخ والرنجة، بسبب ارتفاع الحمل الميكروبي فيها إذا لم تُتخذ إجراءات السلامة الغذائية، ناصحًا بتناولها بكميات قليلة، مع الإكثار من السوائل، وتناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم مثل الموز البقدونس، وشرب الشاي الأخضر.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية