في ظل القلق المتزايد بين أولياء الأمور، بشأن انتشار حالات مرض "اليد والقدم والفم" في بعض التجمعات التعليمية، أكدت د. كريمة محمد، استشاري الصحة العامة والطب الوقائي، في تصريحات خاصة لموقع "سبوت"، أن الوضع لا يستدعي الذعر، مشيرة إلى أن المرض هو دور فيروسي شائع ومتوقع في هذا التوقيت من العام، وقدمت تحليلا معمقا لطبيعة المرض ومواسم نشاطه، مؤكدة على فعالية إجراءات الوقاية البسيطة لمواجهته.

طبيعة المرض وموسم الذروة

​أكدت د. كريمة محمد، على أن مرض اليد والقدم والفم ليس وباء جديدا أو مرضا خطيرا، بل هو حالة فيروسية تصيب الأطفال بشكل موسمي، باعتبارهم الأضعف في المناعة، وأن المسببات الرئيسية هي سلالات من فيروسات معوية يطلق عليها "كوكساكي" و "إنتروفيروس"، والتي تزدهر في الأجواء الدافئة، ولذلك فإن نهايات فصلي الصيف والربيع، وبداية الخريف موسما تقليديا لنشاط هذا المرض.


​وأضافت د. كريمة أن الفيروس يتسم بشدة عدوى عالية، ولكن خطورته منخفضة جدا، موضحة: تنتقل العدوى بسهولة بين الأطفال في الأماكن المغلقة، ومراكز الرعاية، والحضانات، عبر سوائل الجسم ولرذاذ الملوث، خاصةً أن الأطفال لا يتقنون دائماً ممارسات النظافة الشخصية.

الحضانة

وتتراوح فترة الحضانة بين 3 و 7 أيام، ويكون الطفل أكثر نقلا للعدوى خلال الأسبوع الأول من ظهور الأعراض، وهي حمى خفيفة، وتقرحات في الفم، وطفح جلدي على الأطراف.


وأكدت خبيرة الطب الوقائي، أن البروتوكولات العالمية والمصرية للطب الوقائي، لا توصي بإغلاق المنشآت التعليمية بسبب هذا المرض، حيث يشفى تلقائيا خلال أيام قليلة، ولا يحتاج إلى علاج خاص، بل يكتفي بمواجهة الأعراض، مثل مسكنات الحرارة وتجنب الجفاف.

الوقاية 

ويكمن الحل الأمثل للسيطرة على انتشار الفيروس المعوي، في العزل المنزلي للطفل المصاب، والتركيز على الإجراءات الاحترازية والوقائية الأساسية في المدارس والحضانات، ومنها تطهير الأسطح والأدوات المشتركة باستمرار، وغسل الأيدي بالماء والصابون بشكل منتظم.

جاء ذلك بعد أن أصدرت وزارتا الصحة والسكان والتربية والتعليم، بيانا، حمل رسالة طمأنة لأولياء الأمور، بأن مرض اليد والقدم والفم، لا يعدو كونه حالة فيروسية شائعة وخفيفة تُشفى تلقائيا، ولا تستدعي غلق المدارس أو الفصول الدراسية، وأوصتا بتعزيز النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين بانتظام، وتطهير الأسطح المشتركة في المدارس والحضانات، والتواصل مع الأطباء في حال ظهور أعراض على الأطفال للحصول على الإرشادات اللازمة، مؤكدتين التزامهما بمتابعة الوضع الصحي وضمان سلامة العملية التعليمية.