اليوم العالمي
 بداية ديسمبر من كل عام، خصصته الأمم المتحدة لليوم العالمي لفيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"، لكونه أحد أهم التحديات الصحية، وخاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. 
فمع التطور العلمي العالمي في أساليب العلاج يظل التعايش معه والقدرة على عدم نقله للغير هو أحد أهم أساليب مكافحة هذا الفيروس.

وكان برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بمصر، قد أصدر تقريرًا يؤكد أن العالم يمر بمرحلة حرجة، تتعلق بمدى اعتزام زعماء العالم للوفاء بالتزامهم بالقضاء على الإيدز، باعتباره تهديدًا للصحة العامة بحلول عام 2030.

منطقة آمنة
ولا تتعد أعداد المصابين في مصر بضع آلاف، ولذلك فإن مصر ليست منطقة خطر، فيما أكدت "ويني بيانيما" المديرة التنفيذية للبرنامج المشترك المعني بفيروس نفس المناعة بالأمم المتحدة؛ على أن توفير العلاج لغالبية المصابين بالفيروس، خفض نسب الوفيات بالفعل من 1.3 مليونًا سنويًا عام 2010، إلى 630 ألف مريضاً عام 2023، وأن العالم بعيد عن تحقيق هدفه بالحد من الوفيات بسبب الإيدز عام 2025، إلى أقل من 250 ألفًا، وذلك بسبب ضعف الإمكانيات المتوافرة لمواجهة الفيروس، وقد بلغت تكاليف علاج المريض الواحد في مصر شهريًا حوالي ٣٠ ألف جنيهًا.


إصابة كامنة
وللإيدز طبيعة خاصة، فهو مرض ليس له أعراض جانبية تظهر على المصاب، بل يظل كامناً لسنوات طويلة داخل الجسم قبل ظهوره، وتسعى الدولة للاكتشاف المبكر له، لوقف نمو أعداد المصابين به، من خلال المبادرات الرئاسية، ومنها مبادرة فحص المقبلين على الزواج، وكذلك فحوصات ما قبل العمليات الجراحية.

أعراض صحية
أكد الدكتور ماهر الجارحي، استشاري أمراض الباطنة والحميات، نائب مدير مستشفى حميات إمبابة الأسبق، أن أهم الأعراض التي قد يعاني منها مريض الإيدز:
-  فقدان الشهية تمامًا.
- انخفاض الوزن لدرجة أنه يبدو "جلد على عظم"
- ارتفاع درجة حرارة الجسم لمدة شهر أو اثنين، ولا تنخفض إلا باستخدام خافض الحرارة، وسرعان ما ترتفع مرة أخرى.
 وفي كثير من الأوقات لا ينتبه الأطباء لتشخيصه بالإيدز، ولا يطلب إجراء تحليل "HIV"، إلا في حالة ارتفاع الحرارة غير المستجيبة للعلاج، أو الحمى مجهولة السبب، فالاكتشاف المبكر يساعد على إدماج المريض في بروتوكول العلاج المطبق بوزارة الصحة لمثل هذه الحالات.

الوقاية
وللوقاية من الوقوع في براثن فيروس نقص المناعة البشري "الإيدز"، أكد د. ماهر الجارحي، على ضرورة التوعية بين الأطباء بآليات التشخيص المبكر للمرض، وكذلك توعية المواطنين بالابتعاد عن مسببات المرض نفسه، وهي أحد ثلاث أمور:
أولها: ممارسة العلاقات غير الشرعية بكل أشكالها.
ثانياً: استخدام الأدوات الملوثة، والتي تنتشر بين المدمنين عن طريق الحقن، من حيث تعاطي عدة أفراد المخدرات بالتبادل بنفس السرنجة الملوثة بالفيروس، لأنه ينتقل عن طريق الدم الملوث بفيروس الإيدز، وبالتالي انتقال العدوى بين كافة المتعاطين في نفس المكان، لذا فالابتعاد عن الإدمان أفضل حماية من الإصابة.
ثالثاً: وهي ليس للشخص ذنب فيها، وهي نقل الدم من مريض مصاب بالفيروس، إلى آخر غير مصاب به، أو "وخز" شخص سليم عن طريق الخطأ عبر سرنجة تم حقن مريض مصاب بها مسبقًا، ولذلك يجب على الفريق الطبي أخذ الحذر والحيطة لعدم الوقوع في هذا الخطأ.

مستشفيات مجهزة
مشيرًا إلى أن بعض مستشفيات الحميات ومنهم مستشفى حميات إمبابة، بها أقسام كاملة للإيدز، ويقوم القسم بالمتابعة الكاملة للمريض، وعمل الفحوصات والمتابعة للمريض، وكذلك في حالة حدوث مضاعفات أخرى مثل الالتهاب الرئوي، حيث يتم إدخال المريض لقسم الإيدز، والتعامل معه بأحدث مع توصل إليه العلم في العالم.

الصحة المصرية
تنظم وزارة الصحة حملات توعوية، حسب الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، وبالمشاركة مع منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، وبرنامج الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بحيث تشمل المشورة والفحص الاختياري، لفيروس الإيدز، والدرن، والإدمان، لمساعدة الأفراد على اتخاذ قرارات صحية سليمة، وتحسين الصحة العامة.

خطة استراتيجية
وتؤكد الدكتورة هبة السيد، مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز؛ أن كما وزارة الصحة تناقش عوامل الخطورة، والتعريف بأماكن توفير الخدمات، والتوعية بتأثير الإدمان على النشء، باعتباره أحد أهم أسباب الإصابة بالإيدز، حيث الحقن بالمخدرات، وأضرارها على الجسم، وخطوات التعافي من الإدمان، مع شرح تعريف الإدمان، وأنواع المخدرات.

ولفتت إلى أن الخطة الاستراتيجية للإيدز 2021-2025، تضمنت حزمة متكاملة للوقاية من الإيدز، وتدخلات تقليل فرصة حدوث العدوى، ومستهدفات أنشطة خفض الضرر، والوصول للفئات المعرضة للخطر، وشمولهم بخدمات الفحص والمشورة والتوعية.

مبادرات وطنية
ويشير الدكتور وليد كمال، مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز، إلى أن التعاون مع الحكومة المصرية، يهدف إلى توعية الشباب بالمناطق المطورة للسلوكيات والأمراض المنقولة ومنها الإيدز، حيث أن هناك اتجاهًا وطنيًا لتكامل خدمات تلبية الاحتياجات للأفراد والمجتمعات، ومنها المبادرات الوطنية والرئاسية للصحة وتنمية المجتمع، حيث التوسع الأفقي والرأسي للخدمات، ذات التكلفة الاقتصادية الأقل، والعائد الضخم منها، مع الحفاظ على الكفاءة والجودة في أداء الخدمة.